التقاريرتقارير الطاقة المتجددةرئيسيةطاقة متجددة

الطاقة الشمسية في جنوب أفريقيا.. 5 تحديات تواجه زيادة انتشارها (تقرير)

نوار صبح

اقرأ في هذا المقال

  • • الطاقة الشمسية الكهروضوئية تسهم بأقل من 5% في مزيج الطاقة بجنوب أفريقيا
  • • جنوب أفريقيا تعتمد بصورة كبيرة على محطات الكهرباء التي تعمل بالفحم
  • • واجهت البلاد خلال العقد الماضي انقطاعات حادة في التيار الكهربائي
  • • العوائق المالية كانت السبب الرئيس وراء عدم اعتماد العديد من الأسر الطاقة الشمسية الكهروضوئية

تواجه زيادة استعمال الطاقة الشمسية في جنوب أفريقيا 5 تحديات رئيسة، في وقت تواصل فيه عمليات التوسع بهذه الطاقة النظيفة تَقدُّمها بوتيرة بطيئة، رغم الجهود التي تبذلها الحكومة، ووفرة السطوع.

وبحسب تقارير اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة، فإن هذه التحديات تتمثل بشكل رئيس في العوائق المالية والشخصية والمؤسسية والتقنية والمجتمعية، ويمثّل التغلب عليها خطوة مهمة على طريق التحول إلى المصادر المتجددة وتقليل انقطاعات الكهرباء.

وتسهم الطاقة الشمسية في جنوب أفريقيا بأقل من 5% في مزيج الطاقة في البلاد، التي شهدت خلال العام الماضي انقطاعات متكررة ومتزايدة للكهرباء المولدة من الفحم بنسبة كبيرة.

وتعتمد جنوب أفريقيا بشكل كبير على الكهرباء المولدة من الفحم ومصادر الطاقة التقليدية، لتوفير الكهرباء بشكل موثوق لسكانها، على الرغم من امتلاكها إمكانات كبيرة من الطاقة المتجددة.

استعمال الأسر الطاقة الشمسية الكهروضوئية

بدأ أقل من 10% من الأسر باستعمال الطاقة الشمسية في جنوب أفريقيا بانتظام حتى الآن، حسبما نشره موقع بيزنس تك (BusinessTech)، أكبر موقع لتغطية أخبار الشركات في جنوب أفريقيا.

يأتي ذلك على الرغم من أن الأدلة تشير إلى انتشار سريع في السنوات القليلة الماضية، مع زيادة بنسبة 349% في قدرة الطاقة الشمسية الكهروضوئية على الأسطح من 983 ميغاواط في مارس/آذار 2022 إلى 4412 ميغاواط في يونيو/حزيران 2023.

وتعتمد جنوب أفريقيا، بصورة كبيرة، على محطات الكهرباء التي تعمل بالفحم، حيث يُحصَل على نحو 85% من الطاقة من الوقود الأحفوري.

بالإضافة إلى ذلك، واجهت البلاد خلال العقد الماضي انقطاعات حادة في التيار الكهربائي، واتخذت الحكومة خطوات لتحسين الوضع.

محطة ميدوبي للكهرباء العاملة بالفحم في بلدة ليفالالي بجنوب أفريقيا
محطة ميدوبي للكهرباء العاملة بالفحم في بلدة ليفالالي بجنوب أفريقيا – الصورة من بلومبرغ

وفي خطّتها للطاقة المكونة من 10 نقاط، التي نُشرت في عام 2022، خففت الحكومة المتطلبات اللازمة لتوليد الكهرباء في القطاع الخاص، وقدّمت خصومات ضريبية على تركيبات الألواح الشمسية بدءًا من مارس/آذار 2023.

5 تحديات تمنع انتشار الطاقة الشمسية في جنوب أفريقيا

أولاً: التحديات المؤسسية

لم تدعم البلديات وشركة إسكوم Eskom اعتماد الطاقة الشمسية الكهروضوئية، لأنها تجني الأموال من بيع الكهرباء المولدة من الفحم.

وعندما يتحول الناس إلى الطاقة الشمسية الكهروضوئية، تفقد إسكوم والبلديات الدخل، وستخسر بلدية ستيلينبوش ما يصل إلى 2.4% من إيراداتها سنويًا إذا تحولت الأسر إلى الطاقة الشمسية.

ويوجد عائق مؤسسي آخر يتمثل بغياب سياسات واضحة وقوية للطاقة المتجددة في جنوب أفريقيا، على سبيل المثال، في عام 1999، طرحت الحكومة أنظمة الطاقة الشمسية المنزلية مقابل رسوم شهرية قليلة لصيانة الأنظمة، حسبما نشره موقع بيزنس تك (BusinessTech).

ثانيًا: التحديات الشخصية

تسهم العوائق الشخصية في انخفاض اعتماد الطاقة الشمسية الكهروضوئية بين الأسر، ويعود ذلك إلى نقص المعرفة، إذ يتوفر القليل من المعلومات عن الطاقة الشمسية الكهروضوئية.

وحصلت بعض أسر الإسكان الاجتماعي على سخانات مياه تعمل بالطاقة الشمسية، ولم تُدَرَّب على طريقة استعمالها، وفي النهاية تعطلت، ما تسبَّب في خيبة الأمل والإحباط، وأخاف الآخرين الذين أرادوا تركيب السخانات الشمسية.

يُضاف إلى ذلك التصور السلبي للطاقة الشمسية الكهروضوئية، فقد عَدَّها بعض الأسر شكلًا ضعيفًا من أشكال الطاقة التي لا تلبي جميع احتياجات الأسرة.

ثالثًا: التحديات المالية

مثّلت العوائق المالية السبب الرئيس وراء عدم اعتماد العديد من الأسر للطاقة الشمسية الكهروضوئية.

بدورها، تُلحق الزيادات في أسعار الكهرباء، التي تهدف إلى تمويل شركة الكهرباء المملوكة للدولة إسكوم، ضررًا كبيرًا بالأسر ذات الدخل المنخفض.

ويُعدّ التحول إلى الطاقة الشمسية مكلفًا للغاية بالنسبة لهذه المجموعة من سكان جنوب أفريقيا.

ويعيد خصم الطاقة الشمسية الحالي لأصحاب المنازل في جنوب أفريقيا 25% من تكاليف الألواح الجديدة، بحدّ أقصى 15000 راند (نحو 826 دولارًا أميركيًا)، ودون الدعم المالي المسبق، تصبح تكاليف التشغيل والصيانة مرتفعة للغاية.

في المقابل، لا تستطيع الأسر الفقيرة الحصول على قروض للطاقة الشمسية، لأنها لا تملك أصولًا للضمان.

مصنع ألواح الطاقة الشمسية التابع لشركة إيه آر تي سولار بمدينة ديربان في جنوب أفريقيا
مصنع ألواح الطاقة الشمسية التابع لشركة إيه آر تي سولار بمدينة ديربان في جنوب أفريقيا – الصورة من مجلة بي في ماغازين

رابعًا: التحديات التقنية

كان تعطُّل المعدّات، والصعوبات في العثور على قطع الغيار، ونقص خدمات الصيانة، هي العوائق الفنية الرئيسة التي تواجه انتشار الطاقة الشمسية في جنوب أفريقيا.

فقد تعطلت بعض أنظمة الطاقة الشمسية المنزلية التي تبرعت بها المشروعات الحكومية بسبب التلف.

وكان الحصول على قطع الغيار باهظ الثمن، ويستغرق وقتًا طويلًا، إذ اقتضى الأمر استيرادها من الخارج.

وأُبلِغَ عن مشكلات مماثلة في بلدان أفريقية أخرى مثل غينيا بيساو ونيجيريا.

وعلى عكس الدول المتقدمة، حيث تتوفر قطع الغيار بسهولة أكبر، تعاني الدول النامية بسبب نقص التصنيع المحلي.

خامسًا: التحديات الاجتماعية

كانت العوائق الاجتماعية، مثل السرقة، ضمن الأسباب التي جعلت الأسر غير مستعدة للتحول إلى الطاقة الشمسية الكهروضوئية.

وكانت سرقة الألواح الشمسية والمعدّات شائعة للغاية في المشروع التجريبي لبرنامج كهربة نظام الطاقة الشمسية المنزلية بقرية فولوفهودوي النائية ومنطقة فيمبي بمقاطعة ليمبوبو شمال جنوب أفريقيا.

ويرى بعض السكان أن السبب في ذلك هو سهولة سرقتها، ولذلك، امتنع القاطنون في تلك المناطق عن الاستثمار بالطاقة الشمسية في جنوب أفريقيا.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق