تقارير الطاقة المتجددةرئيسيةطاقة متجددة

أكبر محطة شمسية في غرب أفريقيا.. رهان مالي للتغلب على أزمة الكهرباء

محمد عبد السند

اقرأ في هذا المقال

  • يمتد انقطاع الكهرباء في مالي إلى 18 ساعة يوميًا
  • يضمن الموقع الجغرافي المتميز لمالي بالقرب من خط الاستواء توافر ضوء الشمس باستمرار
  • أنهت مالي تحالفها التاريخي مع فرنسا في أعقاب الانقلاب العسكري الذي وقع في عام 2020

تراهن مالي على أكبر محطة طاقة شمسية في غرب أفريقيا، للخروج من أزمة الكهرباء الضاغطة التي تمر بها في الوقت الراهن، والنهوض باقتصادها المتعثر.

وتشهد مالي ذروة أزمة طاقة -حاليًا- يستمر خلالها انقطاع الكهرباء 18 ساعة يوميًا، وهو الوضع الذي وصفته وزيرة الطاقة والموارد المائية في مالي بينتو كامارا بـ"المؤسف".

وشرعت مالي في بناء أكبر محطة شمسية في غرب أفريقيا في مشروع مشترك تنفذه بالتعاون مع روسيا، في إطار خططها الطموحة لاستغلال مواردها المتجددة الوفيرة لتوليد الكهرباء النظيفة وسد الطلب المحلي المتنامي على تلك السلعة الإستراتيجية.

وستغطي المحطة الشمسية الضخمة، البالغة سعتها 200 ميغاواط، مساحة قدرها 314 هكتارًا في مدينة سانانكوروبا بالقرب من العاصمة باماكو، وفق متابعات لمنصة الطاقة المتخصصة (مقرها واشنطن).

* (الهكتار وحدة مساحة تعادل 10 آلاف متر مربع).

محطة أيقونية

قال مدير شركة نوفاويند (Novawind)، التابعة لعملاقة الطاقة النووية الروسية روساتوم، المسؤولة عن بناء أكبر محطة شمسية في غرب أفريقيا غريغوري نازاروف، إنه من المتوقع أن تُسهم المحطة في تعزيز إنتاج الكهرباء محليًا في مالي بنسبة 10%، وفق ما أورده موقع ذي أفريكا ريبورت (The Africa Report).

ومن المخطط أن يصل العمر التشغيلي للمحطة إلى 20 سنة، وستخضع "للسيطرة الكاملة" من قبل وزارة الطاقة المالية بعد 10 أعوام، بحسب تصريحات نازاروف.

وقالت وزيرة الطاقة والموارد المائية في مالي بينتو كومارا، إن المحطة "ستتيح إمكان تخفيف شُح الكهرباء الذي تعاني منه البلاد في الوقت الراهن"، في تصريحات أدلت بها إلى محطة أو آر تي إم ORTM التلفزيونية الحكومية في مالي، رصدتها منصة الطاقة المتخصصة.

وكان نازاروف قد صرح بأن العمل على المحطة التي تتجاوز كلفتها الاستثمارية 216 مليون دولار سيستغرق عامًا، في حين أكدت الوزيرة للمستفيدين الأوائل بأنهم سيحصلون على الكهرباء "بعد 4 أشهر".

وزيرة الطاقة المالية بينتو كومارا
وزيرة الطاقة المالية بينتو كومارا - الصورة من sputniknews

تنويع مزيج الطاقة

قال وزير الاقتصاد والمالية المالي ألوسيني سانو، إن قرابة 70% من إنتاج الكهرباء في مالي يأتي من مصادر حرارية، المكلفة للغاية، ومن ثم تضع ضغوطات ثقيلة على الموازنة المالية لشركة الكهرباء المالية إنرجي دو مالي (Énergie du Mali)، في تصريحات أدلى بها على هامش التوقيع على مذكرة التفاهم مع شركة نوفاويند في مارس/آذار (2024).

وقال بيان صادر عن رئاسة الجمهورية في مالي: "هذه المحطة تمثل خُطوة كبيرة نحو تنويع مزيج الكهرباء في مالي، وتقليص اعتمادها على مصادر الوقود الأحفوري"، وفق ما طالعته منصة الطاقة المتخصصة.

ولم تعد شركة الكهرباء الوطنية في مالي التي تزيد ديونها على 300 مليون دولار أميركي، قادرة على توفير الكهرباء إلى العاصمة باماكو ومدن أخرى في البلاد.

الصين والإمارات

تُعد أكبر محطة شمسية في غرب أفريقيا جزءًا من 3 مشروعات تنفذها مالي في الوقت الحالي، إذ من المقرر أن تبني الحكومة مشروعين مماثلين بالقرب من باماكو، وتحديدًا بوساطة شركات صينية وإماراتية.

وتنفذ شركة نوفاويند مشروعات طاقة شمسية إضافية بسعة إجمالية تلامس 240 ميغاواط، ومن المقرر الانتهاء من جميع المشروعات قبل نهاية ديسمبر/كانون الأول من العام الحالي (2024).

وتشتمل المشروعات على محطة بوغوني (Bougouni) الشمسية البالغة سعتها 100 ميغاواط، ومحطة سانانكوروبا (Sanankoroba) جنوب مالي سعة 140 ميغاواط، ومن المقرر أن يجري الانتهاء من المحطات الـ3 بحلول ديسمبر/كانون الأول (2024).

وإلى ذلك تخطط الحكومية المالية لإنشاء خط ربط كهربائي سيكاسو-بوغوني-سانانكوروبا-باماكو، سعة 225 كيلو فولت.

وقال وزير الاقتصاد والمالية المالي ألوسيني سانو: "إن الحد الأدنى لاحتياجاتنا هو 500 ميغاواط، وإذا نجحنا في إنتاج 350 ميغاواط في شكل طاقة متجددة، فإن هذا سيغطي أكثر من احتياجات مالي بحلول عام 2025"، في تصريحات أدلى بها إلى محطة أو آر تي إم التلفزيونية، ورصدتها منصة الطاقة المتخصصة.

وأنهت مالي تحالفها التاريخي مع فرنسا في أعقاب الانقلاب العسكري الذي وقع في عام 2020، لتحول وجهتها إلى روسيا التي أصبحت شريكها السياسي والعسكري المفضل.

وإلى جانب الطاقة الشمسية، أبرمت مالي وروسيا اتفاقية تعاون في شهر أكتوبر/تشرين الأول (2023) لتطوير الطاقة النووية لأغراض مدنية.

محطة شمسية في مالي
محطة شمسية في مالي - الصورة من sputniknews

موارد شمسية وفيرة

يضمن الموقع الجغرافي المتميز لمالي بالقرب من خط الاستواء توافر ضوء الشمس باستمرار، ما يوفر إمكانات كبيرة للاستفادة من الطاقة الشمسية في توليد الكهرباء، وتقليص الاعتماد على الوقود الأحفوري.

وتشهد الدولة الواقعة غرب أفريقيا ما يزيد على 3 آلاف ساعة من ضوء الشمس سنويًا في المتوسط، ما يجعلها وجهة جذابة لمشروعات الطاقة الشمسية

وبناءً عليه تُظهر مالي فرصًا واعدة للاستثمارات في الطاقة الشمسية بفضل وفرة السطوع الشمسي على مدار العام، إلى جانب الظروف الجغرافية المواتية والطلب المتزايد على الكهرباء والالتزام المتزايد بالاستدامة.

كما توفر المساحات الشاسعة من الأراضي غير المأهولة ظروفًا مواتية لتطوير التركيبات الشمسية واسعة النطاق، ما يعزّز من جاذبية مالي للمستثمرين في قطاع الطاقة الشمسية.

ومن الممكن أن تسهم محطات الطاقة الشمسية بصورة كبيرة في تعزيز قدرة الشبكة الوطنية في مالي، وغالبًا ما تتضمن هذه المشروعات تعاونًا دوليًا، وجذب الاستثمار الأجنبي المباشر وتعزيز نقل التقنيات.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق