الثلج القابل للاشتعال.. مصدر طاقة نظيف قد ينسف الحياة على الكوكب (فيديو)
محمد عبد السند
- يمثّل الثلج القابل للاشتعال أحد مصادر الطاقة المختزنة في أعماق البحار
- يعادل كل متر مكعب واحد من الثلج القابل للاشتعال قرابة 164 مترًا مكعبًا من الغاز الطبيعي
- يكون هذا الجليد القابل للاشتعال على صورة جليد فقط عندما يكون تحت ضغط مياه البحر
- يعتقد العديد من العلماء أن هناك احتياطيات وفيرة من الثلج القابل للاشتعال حول العالم
- ما يزيد على 80% من احتياطيات المياه العذبة على الأرض مخزنة في أنتاركتيكا
يبرُز الثلج القابل للاشتعال نعمةً ونقمةً للحياة على كوكب الأرض، إذ إنه ورغم كونه مصدرًا نظيفًا ومستدامًا لتوليد الكهرباء، فإنه قد يؤدي إلى كارثة قد تغيّر ملامح العالم.
وقد يحدث السيناريو الأخير في حال لجأ العلماء إلى استكشاف جدوى تلك التقنية في القارة القطبية الجنوبية؛ إذ قد يؤدي هذا إلى إزالة غطائها الجليدي، ومن ثم تغير شامل في أنماط الحياة.
ويمثّل الثلج القابل للاشتعال أحد مصادر الطاقة المختزنة في أعماق البحار، ويُعَد مصدرًا واعدًا ونظيفًا لاستخراج الغاز الطبيعي.
ووفق تقديرات إدارة معلومات الطاقة الأميركية -التي تابعتها منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)- يعادل كل متر مكعب واحد من الثلج القابل للاشتعال قرابة 164 مترًا مكعبًا من الغاز الطبيعي، ولذا فإنه من الممكن أن يمثّل بديلاً صديقًا للبيئة لمصادر الوقود الأحفوري الحساسة بيئيًا.
مكافحة التلوث
يكافح العديد من البلدان من أجل إيجاد طرق جديدة لإنتاج الطاقة مع المحافظة على البيئة من أي مظاهر تلوث تُسهِم في النهاية في تسريع وتيرة التغيرات المناخية، وفق ما أورده موقع إيكو نيوز ( ECONews ).
ولعل أبرز مثال يجسد هذا السيناريو هو آيسلندا التي تراهن بقوة على التنقيب في آبار الماغما، لاستغلال تلك الحرارة مصدرًا للطاقة النظيفة المستدامة.
والماغما هي عبارة عن صخور سائلة وشبه سائلة شديدة مخزنة في باطن الأرض.
وقبل أعوام قليلة نجح مهندسون صينيون في استخراج مادة أطلقوا عليها "الثلج القابل للاشتعال" من أعماق بحر الصين الجنوبي.
ويمثّل هذا إنجازًا رائعًا فتح الباب أمام ثورة طاقة عالمية حقيقية، مع عدّها البديل الأفضل للنفط والغاز الطبيعي في المستقبل.
ويتألف هذا الجليد القابل للاشتعال من هيدرات الميثان ويتشكّل -عادةً- في درجات الحرارة المنخفضة جدًا وتحت ضغط عالٍ، ويمكن العثور عليه في الرواسب الجليدية تحت قيعان المحيطات.
ويحمل التكوين الخاص بهذا الجليد الميثان والغاز الطبيعي، اللذين يكونان محتبسين داخل شبكة مجمدة من جزيئات المياه.
ولذا، فإن هيدرات الميثان تلك هي مواد صلبة أشبه بالثلج وتحتوي على كميات كبيرة من الغاز مقارنةً بمصادر الوقود الأحفوري التقليدية.
مصدر طاقة نظيف
تتمثّل إحدى نقاط القوة في الثلج القابل للاشتعال في انخفاض نسبة الانبعاثات الكربونية الناتجة عنه بواقع 50% مقارنة بثاني أكسيد الكربون، ما يجعله بديلًا جيدًا لإنتاج الطاقة، بحسب معلومات طالعتها منصة الطاقة المتخصصة.
ويكون هذا الجليد القابل للاشتعال على صورة جليد فقط عندما يكون تحت ضغط مياه البحر، وما إن تجري إزالته من أعماق البحر الذي يتكيف معه، إلا ويتطاير نتيجة تخفيف الضغط.
وقال مدير مكتب المسح الجيولوجي الصيني تشونغ زيران، إن الوقود الثلجي أكثر ملاءمة للبيئة من الخيارات الأخرى، كما أن احتياطياته أكثر وفرة.
جدير بالذكر أن تعدين الوقود الثلجي بدأ منذ مدة طويلة، وبالتحديد في ستينيات القرن الماضي، وتتنافس اليابان والصين -حاليًا- ودول أخرى للحصول على تلك المادة النادرة.
ويعتقد العديد من العلماء أن هناك احتياطيات وفيرة من الثلج القابل للاشتعال حول العالم، مشيرين إلى أن تلك الاحتياطيات تتجاوز حتى نظيراتها الخاصة بمصادر الوقود الأحفوري الأخرى مجتمعةً.
ومع ذلك، فإنه ما يزال هناك بعض العقبات التي تمنع مزيدًا من التطوير في هذا المجال الواعد.
أنتاركتيكا.. نعمة أم نقمة؟
ما يزال عدم اليقين يكتنف آفاق إنتاج الطاقة من قارة أنتاركتيكا (القارة القطبية الجنوبية) المغطاة بالكامل بالجليد، عبر تقنية الثلج القابل للاشتعال.
وتقع أنتاركتيكا في أقصى جنوب العالم، وهي عبارة عن كتلة أرضية مغطاة بالجليد في المحيط الجنوبي، المعروف -كذلك- باسم المحيط المتجمد الجنوبي.
وحتى الآن تظل هناك تحفظات حول هذا الأمر، وما يزال الطريق طويلًا قبل أن يصبح واقعًا ملموسًا.
يُشار إلى أن ما يزيد على 80% من احتياطيات المياه العذبة على الأرض مخزنة في أنتاركتيكا، ما يكفي لرفع مستوى سطح البحر العالمي بنحو 60 مترًا في حال ذابت الثلوج، ما يجعل الكوكب "غير صالح للحياة"، وفق ما قاله علماء.
وسبق أن حذّر العلماء -كذلك- من أن اندلاع البراكين تحت الجليد في القارة القطبية الجنوبية، قد تنتج عنه تداعيات تستحيل معها الحياة على كوكب الأرض.
وقال العلماء إن هناك أكثر من 100 بركان خامد تحت الغطاء الجليدي للقارة، ما يجعلها أكبر منطقة بركانية على وجه الأرض.
وفي عام 2023، وصل الجليد البحري في القطب الجنوبي إلى مستويات منخفضة تاريخيًا، إذ انخفض الجليد بواقع مليوني كيلومتر مربع عن المعتاد خلال فصل الشتاء، أي ما يعادل نحو 10 أضعاف حجم المملكة المتحدة، بحسب ما قاله باحثون من هيئة المسح البريطانية للقارة القطبية الجنوبية بي إيه إس (BAS)، ورصدته منصة الطاقة المتخصصة.
ويأتي هذا الانخفاض الكبير بعد عقود من النمو المطرد في الجليد البحري حتى عام 2015، ما يجعل الانخفاض المفاجئ أكثر إثارة للدهشة.
ويؤدي ذوبان الجليد إلى ارتفاع مستوى سطح البحر، ما يهدد بغرق العديد من المدن الكبرى حول العالم جراء الفيضانات خلال القرن الحالي.
ويوضح الفيديو التالي كيفية اشتعال النار في الثلج:
اقرأ أيضًا..