التقاريرتقارير منوعةرئيسيةمنوعات

قبل إعلانها.. هل خطة تعويضات الكربون في أميركا مُجدية؟ (تقرير)

أحمد أيوب

تشهد تعويضات الكربون في أميركا تطورات مهمة مع قرب إعلان الإدارة الأميركية، عن الخطوط العريضة لخطة تعويضات الكربون عالية التكامل التي ستطبقها الحكومة الأميركية على نطاق واسع في محاولة لكبح جماح ظاهرة الاحتباس الحراري.

ومن المُقرر أن تكشف وزيرة الخزانة الأميركية، جانيت يلين، في 28 مايو/آيار الجاري، عن إطار خطة عمل تعويضات الكربون، برفقة وزير الزراعة توم فيلساك، وكبير مستشاري المناخ في البيت الأبيض، جون بوديستا، ووزيرة الطاقة جنيفر غرانهولم، وفقًا لما طالعته منصة الطاقة المتخصصة (مقرها واشنطن).

ويقول خبراء متخصصون في ملف تعويضات الكربون إن هذه السياسات المُرتقب الإعلان عنها من قِبل الحكومة الأميركية تستهدف تعزيز سوق أرصدة الكربون الطوعية وزيادة مساهماتها في عملية خفض الانبعاثات بصورة أكبر، عبر تبني المزيد من السياسات الحكومية الداعمة.

في الوقت نفسه، تُواجه هذه التحركات بانتقادت شديدة، إذا يرى كثيرون أن خطة تعويضات الكربون الأميركية ستضر أكتر مما تنفع؛ خاصة أنها تُحول التمويلات بعيدًا عن المشروعات التي تعمل على خفض الانبعاثات بشكل حقيقي.

خطة تعويضات الكربون الأميركية

تستهدف سياسات تعويضات الكربون في أميركا تشجيع الدخول إلى عصر جديد تسميه إدارة بايدن "أسواق الكربون عالية التكامل" بما يُسهم في إعادة تقديم حل جديد لمحاولات خفض الانبعاثات الكربونية التي طالما أثارت جدلًا واسعًا بسبب عدم جدواها، وفقًا لما نشرته بلومبرغ.

وتعتمد فكرة تعويضات الكربون على لجوء الأفراد أو الشركات أو الحكومات إلى شراء أرصدة الكربون لتعويض عدم قدرتها على الوفاء بمستويات خفض الانبعاثات الكربونية التي تعهدت بها أو لبيع الأرصدة الزائدة حال تمكنها من تحقيق أرصدة أكبر.

وكان مبعوث المناخ الأميركي، جون كيري قد اقترح في قمة المناخ كوب 27 تطوير إطار عمل جديد بشأن تعويضات الكربون في أميركا.

وعلى الرغم من وجود اهتمام متزايد للاستفادة من تعويضات الكربون للحصول على مليارات الدولارات من عمليات إزالة الكربون، إلا إن هناك انتقادات شديدة بعد الكشف عن أن العديد من المشروعات لم تحقق مطلقًا إلتزاماتها المتعلقة بخفض الانبعاثات.
غابة شجرية
غابة شجرية -الصورة من بلومبرغ

يأتي ذلك في وقت ما تزال فيه قيمة سوق تعويضات الكربون متواضعة نسبيًا، إذ تبلغ حاليًا نحو 2 مليار دولار، ويُعول الكثيرون على ان الخطة الأميركية الجديدة من شأنها أن تزيد الطلب على هذه السوق.

وفي هذا الصدد، تتوقع منصة بلومبرغ نيو إنرجي فاينانس BloombergNEF أن تصل قيمة أسواق الكربون إلى تريليون دولار بحلول عام 2050 إذا ما حرص صانعو السياسات على تخفيف بعض القواعد المرتبطة بها.

سيؤكد إطار عمل تعويضات الكربون الأميركي على أن الشركات لا ينبغي لها استعمال أرصدة الكربون لتحل محل الجهود المبذولة لخفض ما يُسمى تلوث النطاق 3 بشكل مباشر من مورديها وعملائها، حسب وكالة بلومبرغ.

وتشير التقديرات إلى أن هذه هي أصعب الانبعاثات التي يتعين على الشركات تقليلها لأن الشركات لا تملك سيطرة مباشرة عليها.

انتقادات واسعة

سيؤكد المسؤولون الأمريكيون -خلال إعلانهم المرتقب- الموقف الذي تتبناه الحكومة حول أن أسواق الكربون الطوعية لها دور مهم في الوصول إلى مستويات الحياد الكربوني، طالما أنها تشجع على خفض الانبعاثات بدرجة عالية من التكامل، وفي ضوء توجيه مبالغ كبيرة من رأس المال إلى المشروعات المعتمدة على الطبيعة اليوم بالإضافة إلى تقنيات إزالة الكربون في المستقبل.

في المقابل، شكك الكثيرون في جدوى خطة تعويضات الكربون الأميركية، مشيرين إلى أن أرصدة الكربون استُعملت في كثير من الأحيان أداة للغسل الأخضر بدلا من التقدم الفعلي في تخفيض الانبعاثات بشكل أكبر، بحسب ما رصدته منصة الطاقة المتخصصة (مقرها واشنطن).

وفي هذا الإطار، قال الباحث في مركز كلاينمان لسياسة الطاقة بجامعة بنسلفانيا، داني كولينوارد، إنه يشعر بالإحباط بسبب إصرار الإدارة الأميركية على الاستمرار في تطبيق نموذج سياسي فشل منذ 30 عاما، وأنه لا يوجد سبب وجيه للاعتقاد بأن هذه المرة ستكون مختلفة.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق