الغاز الروماني من البحر الأسود.. طريق أوروبا للتخلي عن الإمدادات الروسية
نوار صبح
- • الاتحاد الأوروبي يسعى إلى إيجاد حلول للتحول المستدام وأمن الطاقة
- • في عام 2027 تصبح رومانيا المنتج الأول للغاز الطبيعي في أوروبا
- • أوروبا تسخّر موارد الغاز الطبيعي في البحر الأسود لتقليل اعتمادها على واردات الطاقة الروسية
- • مشروع نبتون ديب يسهم في تحول الطاقة ودعم القطاعات الاقتصادية في الاتحاد الأوروبي
يعدّ الغاز الروماني في البحر الأسود أحد العوامل المهمة لتحقيق هدف الاتحاد الأوروبي، بخفض الاعتماد على واردات الطاقة من روسيا، إذ تعدّ احتياطياته ضخمة.
وبحسب تقرير اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، فإن التنقيب عن هذا الغاز يأتي في وقت أصبح فيه أمن الطاقة حاسمًا بالنسبة لأوروبا، وسط كل التحديات التي فرضتها حرب روسيا في أوكرانيا.
ويبرز استغلال الغاز الروماني من أعماق البحر الأسود بصفته عاملًا ملموسًا في تعزيز أمن إمدادات الطاقة لدول المنطقة وللاتحاد الأوروبي بأكمله، الذي يهدف إلى إيجاد حلول للتحول المستدام وأمن الطاقة.
ويكتسب دور رومانيا داخل الاتحاد الأوروبي أهمية متزايدة مع اقتراب الموعد النهائي، في عام 2027، عندما تصبح المنتج الأول للغاز الطبيعي في أوروبا.
ومن ثم، يتعين على رومانيا أن تشرع في مرحلة جديدة من تنميتها الاقتصادية، والسعي في الوقت نفسه إلى تحقيق الأهداف المناخية للاتحاد الأوروبي.
مشروع إنتاج الغاز الروماني "نبتون ديب"
يلفت مشروع إنتاج الغاز الروماني "نبتون ديب" ( Neptun Deep) الانتباه بسبب إمكاناته الواعدة، إذ يرى المحللون أنه لا ينبغي النظر إلى الغاز الطبيعي المستخرج من البحر الأسود بشكل سطحي بصفته مجرد مسألة تجارية في رومانيا، أو هدفًا للمناقشات البيئية.
وبالنظر إلى أنه مورد حقيقي للنمو الاقتصادي الوطني، فإن الغاز الطبيعي المستخرج من البحر الأسود سيمثّل خلال العقود المقبلة عاملًا مهمًا في أمن الطاقة الأوروبي، حسبما نشره موقع بوليتيكو يوروب (Politico Europe) المعني بالشؤون السياسية للاتحاد الأوروبي.
وأكدت مداخلة بشأن مشروع نبتون ديب في البرلمان الأوروبي، مؤخرًا، أن إنتاج الغاز البحري في البحر الأسود يمثّل أساسًا مهمًا لأمن إمدادات الطاقة في المنطقة.
ومن خلال تسخير موارد الغاز الطبيعي في البحر الأسود، تتخذ أوروبا خطوات مهمة في تقليل الاعتماد على واردات الطاقة، وخصوصًا من روسيا، وضمان استقلال الطاقة الإقليمي، حسبما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.
مزايا الغاز الروماني من البحر الأسود
سلّط رئيس لجنة الصناعة والبحوث والطاقة ITRE في البرلمان الأوروبي، كريستيان بويوي، الضوء على المزايا المتعددة التي يجلبها مشروع الغاز الروماني نبتون ديب إلى الاتحاد الأوروبي، من الإسهام في تحول الطاقة، إلى دعم القطاعات الاقتصادية، وتحسين القدرة التنافسية.
وقال: "من خلال استغلال الموارد في البحر الأسود، يمكن أن يسهم الغاز الروماني بأمن الطاقة في أوروبا والقدرة التنافسية للصناعة الأوروبية".
وأضاف: "أعتقد أنه من المهم الاستفادة من الإمكانات البرية والبحرية، لأن هذا يمكن أن يساعدنا على استبدال الواردات من روسيا بسرعة أكبر، وفي التخفيض العام للواردات من المناطق ذات المعايير البيئية المنخفضة، مثل شمال أفريقيا أو الشرق الأوسط".
وأكد أنه "يمكن للبحر الأسود ورومانيا أن يصبحا مزوّدَين لأمن الطاقة وسيسهمان في القدرة التنافسية الصناعية لأوروبا".
وبالنظر إلى قدرة مذهلة تبلغ نحو 8 مليارات متر مكعب سنويًا، يبرز مشروع إنتاج الغاز الروماني البحري في البحر الأسود مصدرًا حيويًا للغاز الطبيعي لأوروبا.
وتتوافق هذه المبادرة تمامًا مع أهداف برنامج "ريباور إي يو" REpowerEU، الذي يهدف إلى تقليل الاعتماد على واردات الغاز من روسيا ودعم تحول الطاقة نحو مصادر أكثر أمانًا ونظافة.
بالإضافة إلى ذلك، من خلال استبدال الفحم وتوفير مورد ثابت لتكملة الطاقة المتجددة، يعمل مشروع الغاز الروماني نبتون ديب على تعزيز جهود إزالة الكربون بصورة كبيرة.
ويمثّل إنتاج الغاز الطبيعي من قاع البحر العميق للبحر الأسود أساسًا لتقليل الاعتماد على واردات الغاز، والأهم من ذلك، تعزيز أمن الطاقة للاتحاد الأوروبي.
وسيقلّل المشروع من التعرض للتقلبات في سوق الغاز الطبيعي العالمية، ويوفر الموارد الأساسية للتحول إلى مصادر الطاقة الخضراء، بطريقة عادلة ومستدامة للمواطنين والدولة والمستثمرين في مجال إنتاج الطاقة.
مرحلة تطوير مشروع نبتون ديب
تبشّر الاستثمارات الكبرى التي تبلغ نحو 4 مليار يورو (4.35 مليار دولار) في مرحلة تطوير مشروع الغاز الروماني نبتون ديب بإنتاج كبير يبلغ نحو 100 مليار متر مكعب من الغاز الطبيعي.
ويَعِد هذا الاستثمار بإيرادات حكومية كبيرة في شكل ضرائب وإتاوات، ويوفر فرصة لتوجيه هذه الأموال نحو القطاعات الرئيسة للاقتصاد والمجتمع الروماني، حسبما نشره موقع بوليتيكو يوروب (Politico Europe).
ولا يقتصر النجاح في إنتاج الغاز الطبيعي من البحر الأسود على الأرقام المكتوبة على الورق، بل يمكن أن يؤدي إلى زيادة كبيرة في النشاط الاقتصادي المحلي، وتوليد فرص العمل وتحفيز الصناعات ذات الصلة، مثل البناء والخدمات.
ولذلك، فإن دمج الغاز الطبيعي من البحر الأسود في مزيج الطاقة المحلي يمثّل حجر الزاوية في مستقبل الطاقة في البلاد، وهو ضروري للتنويع والمرونة الوطنية.
ويفتح استغلال هذا المورد الأبواب أمام التعاون الإقليمي، وتعزيز العلاقات عبر الحدود والإسهام في الاستقرار الإقليمي.
موضوعات متعلقة..
- شركة مصرية تتولى توصيل شبكات الغاز في رومانيا
- أكبر حقل غاز في رومانيا يواجه ضغوطًا من جماعات مناخية
- أكبر مشروع غاز في رومانيا يُبشر بنتائج واعدة لأوروبا.. هل يتراجع دور تركيا؟
اقرأ أيضًا..
- المغرب يطور أقدم مزرعة رياح في أفريقيا.. فيديو لأول مرة من ارتفاع 900 متر
- أكبر 10 دول منتجة للكوبالت في العالم.. دولتان أفريقيتان وجزيرة نائية بالقائمة
- توقعات أسواق النفط في 2024.. وحقيقة الطلب الهندي ودور أرامكو في الصين (تقرير)