تقارير النفطرئيسيةنفط

مصافي التكرير الأسيوية تتجه إلى الأميركتين بسبب أرامكو.. ما القصة؟

أسماء السعداوي

قال كاتب أميركي، إن مصافي التكرير الأسيوية تتجه إلى شراء النفط الخام من الأميركتين، وخاصة الولايات المتحدة والبرازيل، بسبب انخفاض الأسعار مقارنة بالنفط الخليجي والسعودي على وجه التحديد.

وقال محلل شؤون السلع والطاقة في آسيا كلايد راسل، إن أرباح تكرير برميل النفط في آسيا انخفضت إلى أدنى مستوى في 7 أشهر.

ووفق متابعة منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، فإن تلك المصافي تعاني من ارتفاع أسعار النفط بصورة أكبر من أسعار المشتقات النفطية، كما تبيع شركة أرامكو السعودية الخام لعملائها الأسيويين بسعر أعلى من متوسط عمان دبي بـ2.90 دولارًا للبرميل.

أرباح مصافي التكرير الأسيوية

غالبًا ما يعتمد العديد من مصافي التكرير الأسيوية على النفط المتوسط إلى الثقيل، الذي يأتي -عادةً- من الخليج، لكن أسعاره أصبحت باهظة مؤخرًا.

ويقول الكاتب كلايد راسل، إن المصافي تلقّت "ضربة مزدوجة" من ارتفاع الأسعار في السعودية، وهي المصدّر الأكبر ومقرر الأسعار لمعظم النفط الشرق أوسطي، كما أن السعودية ما زالت أكبر مصدّر لواردات آسيا من النفط الخام.

وبلغ هامش ربح مصفاة تكرير سنغافورية تقليدية من برميل خام دبي المرجعي 2.27 دولارًا للبرميل يوم أمس الإثنين (13 مايو/أيار 2024)، نزولًا من 2.69 دولارًا يوم 10 مايو/أيار.

وذلك هو أدنى مستوى منذ 20 أكتوبر/تشرين الأول (2023)، ويمثّل انخفاضًا بنسبة 77% عن 9.91 دولارًا للبرميل المسجلة في 13 فبراير/شباط (2024).

ناقلة نفط
ناقلة نفط - الصورة من "ياهو فاينانس"

تزامن ذلك مع تراجع الطلب في مصافي التكرير الأسيوية على بعض المنتجات المكررة، ومنها الديزل المستعمل في الصناعة والنقل، بحسب مقال الكاتب الذي نشرته وكالة رويترز.

وتقلّصت هوامش أرباح المصافي الأسيوية -أيضًا- جراء ارتفاع أسعار النفط الخام بوتيرة أسرع من المشتقات النفطية؛ إذ صعدت العقود الآجلة لخام برنت المرجعي إلى 92.18 دولارًا للبرميل يوم 12 أبريل/نيسان لتنخفض اليوم الثلاثاء 14 مايو/أيار إلى 83.48 دولارًا للبرميل، مقارنة بـ72.29 دولارًا للبرميل في 13 ديسمبر/كانون الأول (أدنى مستوى في 6 أشهر).

يُضاف إلى ذلك الزيادة في أسعار البيع الرسمية (OSP) للنفط السعودي إلى آسيا.

وأعلنت شركة أرامكو رفع أسعار بيع الخام العربي الخفيف للشحنات تسليم يونيو/حزيران بمقدار 0.90 دولارًا للبرميل، إلى 2.90 دولارًا فوق متوسط أسعار سلطنة عمان/دبي.

يزيد ذلك على علاوة قدرها دولاران في مايو/أيار؛ ما يرفع العلاوة لأعلى مستوى منذ يناير/كانون الثاني (2024).

النفط السعودي

أشار الكاتب كلايد راسل إلى دلائل على محاولة مصافي التكرير الأسيوية للحدّ من مشتريات الخام السعودي.

ولفت إلى بيانات شركة "إل إس إي جي" للأبحاث (LSEG) التي رصدت هبوط واردات آسيا من النفط السعودي إلى 4.88 مليون برميل يوميًا في أبريل/نيسان، انخفاضًا من 5.07 مليون برميل يوميًا في مارس/آذار، و5.5 مليون برميل يوميًا في فبراير/شباط.

وكشف مسؤولون مطّلعون أن هذا الاتجاه ربما يستمر خلال الأشهر المقبلة؛ إذ من المتوقع أن تخفض مصافي التكرير الصينية مشترياتها في يونيو/حزيران بمقدار 5.8 مليون برميل، مقارنة بـ45 مليون برميل في مايو/أيار.

والصين هي أكبر مستورد للنفط السعودي في آسيا، لكن حصة روسيا ارتفعت بسبب الحسومات التي تقدّمها موسكو، بعد العقوبات الغربية نتيجة الحرب على أوكرانيا.

الكاتب كلايد راسل
الكاتب كلايد راسل - الصورة من رويترز

النفط الأميركي والبرازيلي

حلّت واردات النفط من الولايات المتحدة والبرازيل -إلى حدّ كبير- محل النفط السعودي المتّجه إلى آسيا، وفق بيانات شركة "إل إس إي جي".

وارتفعت واردات آسيا من الولايات المتحدة إلى 1.67 مليون برميل يوميًا في أبريل/نيسان، بزيادة عن 1.40 مليون برميل يوميًا في مارس/آذار، و1.16 مليون برميل يوميًا في فبراير شباط.

كما من المتوقع أن تسجل واردات آسيا من النفط الأميركي رقمًا قياسيًا في مايو/أيار، يصل إلى 1.76 مليون برميل يوميًا.

وبالنسبة للنفط البرازيلي، زادت الواردات الأسيوية إلى 1.28 مليون برميل يوميًا في أبريل نيسان، ارتفاعًا من 1.13 مليون برميل يوميًا في مارس/آذار، و840 ألف برميل في فبراير/شباط.

آلية التسعير

تميل أسعار النفط الأميركي والبرازيلي إلى العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط التي تُتَداوَل بحسم عن خام برنت وخام دبي.

وارتفعت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي، لشهر يونيو/حزيران (2024)، 0.18% لتصل إلى 79.26 دولارًا للبرميل اليوم 14 مايو/أيار، مقابل 83.90 دولارًا لخام دبي أمس.

ويرى الكاتب كلايد راسل أنه بالرغم من ارتفاع تكاليف الشحن، يمكن أن يصل خام الأميركيتين إلى آسيا بصورة أرخص نسبيًا من درجات الخام القادمة من الشرق الأوسط.

لكن ثمة حدود لحجم الشحنات التي تستوردها مصافي التكرير الأسيوية بالنظر إلى أن العديد من المصافي مجهّز لتكرير الخامات المتوسطة والثقيلة مقارنة بالخام الأخفّ مثل الأميركي.

ورغم ذلك، تحاول المصافي الأسيوية -بقوة- الابتعاد عن خامات الشرق الأوسط "قدر الإمكان"، وهو اتجاه ربما يستمر حتى تقرر أرامكو خفض أسعار البيع للحفظ على حصتها بالسوق.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق