رئيسيةالتقاريرتقارير السياراتسيارات

قطاع صناعة السيارات العالمي يواجه آثارًا بيئية تمس الإنتاج والانبعاثات (تقرير)

نوار صبح

اقرأ في هذا المقال

  • • قطاع السيارات يُسهم في أكثر من 10% من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون في العالم
  • • رحلة الاستدامة في قطاع السيارات تبدأ بفهم المشهد وتحديد الأهداف الأكثر صلة بشركات السيارات
  • • التزم الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة بإنتاج سيارات محايدة كربونيا بحلول عام 2050
  • • الهند تعمل على تعزيز معاييرها بشأن انبعاثات عوادم السيارات وفق المقاييس الأوروبية

يلقي الأثر البيئي بظلاله على استدامة قطاع صناعة السيارات العالمي، إذ تُراعى معايير جودة الهواء والانبعاثات وسلامة كوكب الأرض وفق أطر تنظيمية دقيقة.

وأفاد تقرير -اطلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة (مقرها واشنطن)-، بأن قطاع السيارات العالمي يقف عند منعطف حرج، بالنظر إلى اشتداد تداعيات تغير المناخ وتزايد المخاوف البيئية.

وتسعى الحكومات والمؤسسات البيئية والشركات إلى استكشاف التأثير البيئي لقطاع صناعة السيارات العالمي، وذلك بموجب المبادرات الكثيرة الهادفة إلى تعاون الجميع لتحقيق الاستدامة البيئية والمرونة.

الأثر البيئي لقطاع صناعة السيارات

يُنتج قطاع صناعة السيارات سنويًا ما يقرب من 80 مليون سيارة، ويتطلب كمية هائلة من مواد التصنيع تبلغ 112 مليون طن، ويُسهم في أكثر من 10% من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون في العالم، وفقًا لتحليل شركة أبحاث الطاقة وود ماكينزي.

في المقابل، فإن قطاع السيارات يُظهر التزامًا بالتغيير، إذ يعيد التركيز على تعزيز اعتماد السيارات الكهربائية وإزالة الكربون من سلسلة التوريد تحديد أولويات القطاع، حسبما نشره المنتدى الاقتصادي العالمي (weforum).

مصنع سيارات جيلي بالقرب من مدينة نينغبو في الصين
مصنع سيارات جيلي بالقرب من مدينة نينغبو في الصين - الصورة من نيويورك تايمز

وعلى الرغم من التركيز على الحد من انبعاثات غازات الدفيئة فإن القطاع يشمل تدريجيًا العديد من أهداف التنمية المستدامة، بما في ذلك الاهتمام بمعالجة أزمة تغير المناخ، وجودة الهواء، والنفايات والتنوع البيولوجي، واستنزاف الطاقة والمياه، وفق المعلومات التي رصدتها منصة الطاقة المتخصصة.

التعامل مع مبادرات الاستدامة

على الرغم من أن التوجه نحو الاستدامة في قطاع صناعة السيارات أمر يستحق الثناء فإن التحدي يكمن في أنه يتعامل مع عدد كبير من مبادرات الاستدامة المتنوعة وأطرها وأدواتها.

في المقابل، تتعارض الالتزامات مع غياب المبادئ التوجيهية الموحدة، ما يؤدي إلى بيئة مجزأة ويترك المؤسسات في حيرة من أمرها، مع عدم تأكدها من طريقة الانطلاق في رحلة الاستدامة لديها.

ويتفاقم هذا التعقيد بسبب الحاجة إلى مؤشرات أداء مقبولة عالميًا تتجاوز تلك التي تقيس انبعاثات غازات الدفيئة.

ولمعالجة هذه الفجوة، يسعى إطار "مقاييس أصحاب المصلحة" التابع للمنتدى الاقتصادي العالمي (weforum) إلى تقديم مجموعة كبيرة من المقاييس التي تتماشى مع مختلف أهداف التنمية المستدامة.

ويُعد تبسيط إعداد التقارير والإفصاحات، خصوصًا فيما يتعلق بتأثير قطاع صناعة السيارات المتعلق بالبيئة، بمثابة جدول أعمال ريادي مهم، وهو ما يتضح من المحادثات داخل قطاع السيارات ووسائل النقل الجديدة في المنتدى.
وسيكون هذا بمثابة عامل تمكين للمستثمرين لفهم الأداء وفتح المزيد من التمويل المناخي لهذا القطاع.

وقال الرئيس التنفيذي، العضو المنتدب لمجموعة ماهيندرا الهندية لقطاع السيارات، الدكتور أنيش شاه: "على الرغم من سهولة مقارنة الأداء المالي، فإن غياب مبادئ توجيهية عالمية محددة جيدًا بشأن التقارير المتعلقة بالمناخ يجعل قياس الأداء حاليًا أمرًا صعبًا".

طريقة عمل بوصلة الاستدامة

تُعد "بوصلة الاستدامة" التي طوّرتها مبادرة "سلسلة قيمة مرونة واستدامة السيارات" (RAVC) في عام 2023 بمثابة دليل إرشادي.

وتحدد البوصلة الأهداف واللوائح والأدوات والمبادرات التعاونية الحالية عبر أهداف التنمية المستدامة، للحصول على نظرة عامة شاملة بشأن مشهد الاستدامة في القطاع.

محطة لشحن السيارات الكهربائية في الهند
محطة لشحن السيارات الكهربائية في الهند - الصورة من رويترز

وأظهرت مبادرة "سلسلة قيمة مرونة واستدامة السيارات" فرصًا غير مستكشفة في قطاع صناعة السيارات، بما في ذلك إعادة التدوير وجودة الهواء، إذ يمكن للتعاون بين القطاعَين العام والخاص أن يساعد في صياغة اللوائح.

ويجري استكشاف الجهود التعاونية لوضع معايير خاصة بالسيارات بشأن النفايات الإلكترونية وإنشاء شبكة للاسترداد وإعادة التدوير التلقائي على غرار نظام "غرونر بونكت" "Grüner Punkt" لتمويل إعادة التدوير.

مبادرة "سلسلة قيمة مرونة واستدامة السيارات"

تبدأ رحلة الاستدامة في قطاع صناعة السيارات بفهم المشهد وتحديد الأهداف الأكثر صلة بشركات السيارات.

وقد حددت الهيئات التنظيمية، بما في ذلك في جميع أنحاء أوروبا والولايات المتحدة والصين والهند، سياسات وأهداف تتماشى مع أهداف التنمية المستدامة البيئية.

على سبيل المثال، التزم الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة بإنتاج سيارات محايدة كربونيًا بحلول عام 2050، وتوفر مبادرات مثل مبادرة الأهداف المستندة إلى العلوم أطرًا موحدة لإعداد التقارير.

وتعمل الهند على تعزيز معاييرها بشأن انبعاثات عوادم السيارات (وفق المقاييس الأوروبية)، والتحفيز المالي للتحول إلى السيارات الكهربائية وتحديد المبادئ التوجيهية لقياس الإجراءات البيئية والاجتماعية والإدارية وتحفيزها في سلاسل التوريد.

من ناحية ثانية، توجد لوائح ومعايير تتعلق بما هو أكثر من انبعاثات الكربون، بما في ذلك جودة الهواء ونفايات المواد وما إلى ذلك.

ويتطلب الطريق إلى قطاع التنقل المستدام جهدًا جماعيًا، ويصبح التعاون أكثر أهمية، إذ يسعى القطاع جاهدًا للتوافق مع أهداف التنمية المستدامة البيئية وإعادة تشكيل ممارساتها.

وبناءً على التقدم المحرز في مبادرة "سلسلة قيمة مرونة واستدامة السيارات" وإطار مقاييس أصحاب المصلحة، أعطى قطاع السيارات والتنقل الجديد في المنتدى الاقتصادي العالمي الأولوية للتعاون والمواءمة بشأن مقاييس الاستدامة والمرونة.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق