التقاريرتقارير السياراترئيسيةسيارات

شركات تصنيع السيارات تضيف تقنيات جديدة لتحقيق الاستدامة البيئية

نوار صبح

اقرأ في هذا المقال

  • • إنتاج الإطارات من مواد معاد تدويرها ومتجددة يُعدّ الغاية المنشودة لصانعي الإطارات
  • • البطارية تُعدّ واحدة من أكثر الأجزاء استهلاكًا للتكلفة والموارد في أي سيارة كهربائية
  • • شركة أودي تعيد تركيب البطاريات المستعملة في عربات ريكشا بالهند
  • • النايلون المصنوع من مواد معاد تدويرها أصبح في طليعة الاستدامة
  • • كلما زاد عدد المكونات المعاد تدويرها في السيارة كان ذلك أفضل

تضيف شركات تصنيع السيارات تقنيات وابتكارات جديدة، للحفاظ على الاستدامة البيئية، وتقليل الأضرار الناجمة عن أعمالها، وتطوير المواد الداخلة في مكونات منتجاتها، لخفض انبعاثات الكربون الناتجة عن وسائل النقل.

وتُعدّ آثار تغير المناخ بمثابة تحذيرات تتسبب في تعرُّض شركات السيارات لضغوط متزايدة للتكيف مع تداعياتها، والاهتمام بتطوير تقنيات السيارات الكهربائية والاستفادة من إيجابياتها وسلبياتها، وفق معلومات اطلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة.

ويرى المحللون أن شركات تصنيع السيارات مسؤولة عن تصنيع المكونات الرئيسة لمنتجاتها، على سبيل المثال إنشاء المحركات والهياكل وتطوير الإطارات والبطاريات وحتى الوقود لتشغيل السيارة، وفقًا لما نشرته مدوَّنة غرينلي إيرث (greenly.earth).

إنتاج إطارات السيارات من مواد معاد تدويرها

يُعدّ إنتاج الإطارات من مواد معاد تدويرها ومتجددة بمثابة الغاية المنشودة لشركات تصنيع السيارات، حسبما نشرته صحيفة التلغراف البريطانية (The Telegraph).

في الوقت الحالي، تُصنع معظم الإطارات بنحو 15-20% من مواد مستدامة، وبدءًا من هذا الصيف، تبيع شركة كونتيننتال الألمانية إطارات مصنوعة من مصادر مُعاد تدويرها أو متجددة بنسبة 65%.

ويُطلق على هذا الإطار اسم ألترا كونتاكت إن إكس تي، وقد حصل على أعلى تصنيف في الاتحاد الأوروبي للسلامة ومقاومة التدحرج، وهو الأفضل في فئته من حيث الهدوء في أثناء القيادة.

وأعرب رئيس قسم الاستدامة في شركة كونتيننتال، خورخي ألميدا، عن ثقته بأنه "بحلول عام 2030، ستكون جميع إطاراتنا مصنوعة من مصادر متجددة بنسبة 40%، وبحلول عام 2050 سنصنع إطارات من مصادر متجددة بنسبة 100%".

ويستعمل هذا الإطار الجديد الصديق للبيئة من شركة كونتيننتال قشور الأرز المحروقة لتصنيع السيليكا، التي تؤثر في تماسك الإطارات ومقاومتها للتدحرج.

ويستعمل الإطار -أيضًا- زجاجات (البولي إيثيلين تيريفثاليت) المعاد تدويرها، لصنع ألياف البوليستر التي تعزز هيكل الإطار.

عربات الريكشا الكهربائية من أودي

تُعدّ البطارية واحدة من أكثر الأجزاء استهلاكًا للتكلفة والموارد في السيارات الكهربائية.

ونظرًا إلى وجود المزيد من السيارات التي تعمل بالبطارية على الطريق، ستصبح إعادة تدوير تلك البطاريات ذات أهمية متزايدة.

وتركب كبرى شركات تصنيع السيارات الألمانية، وهي أودي، البطاريات المستعملة في عربات الريكشا بالهند، ويجري شحنها بعد ذلك بالطاقة الشمسية.

وتوصلت أودي إلى طريقة جديدة لمعالجة هذا الأمر، إذ تضع البطاريات المأخوذة من مركباتها التجريبية إي-ترون في عربات الريكشا بالهند.

عربات الريكشا من إنتاج أودي
عربات الريكشا من إنتاج أودي - الصورة من الموقع الإلكتروني للشركة

وتُشحن عربات الريكشا هذه بالطاقة الشمسية، وهي خدمة غير متوفرة في الهند، ما تعمل على تجديد المزيد من بطاريات السيارات الكهربائية المستعملة في قاعدة عربات الريكشا حتى تتمكن المركبات من الشحن طوال الليل، وفق المعلومات التي رصدتها منصة الطاقة المتخصصة.

وقال مؤسس الشركة الألمانية الهندية الناشئة التي تقف وراء المشروع، بروديب تشاترجي: "بالنسبة إلى المركبات ذات المدى ومتطلبات الكهرباء المنخفضة، فضلًا عن الوزن الإجمالي المنخفض، مثل عربات الريكشا، فإن هذه البطاريات واعدة للغاية".

وأوضح رئيس قسم السيارات الكهربائية في شركة ديلويت الاستشارية، جيمي هاميلتون، أن "إعادة تدوير بطاريات السيارات الكهربائية أمر لا بد منه".

وأضاف: "إذا تمكّنا من نقل الناس من بطاريات حمض الرصاص إلى بطاريات الليثيوم، خصوصًا في مناطق مثل بنغلاديش أو الهند، فيمكننا بعد ذلك البدء في التفكير بكيفية دعم الطاقة المخزنة في المركبات لبعض حالات انقطاع التيار الكهربائي. أعتقد أن مثل هذه الابتكارات مفيدة حقًا".

استعمال زجاجات البلاستيك

وفقًا لبحث من صناعة البلاستيك، حاليًا نحو 20% من وزن السيارة يتكون من مواد بوليمرية (بلاستيكية). وتحاول جميع شركات تصنيع السيارات تقليل ذلك بسبب تأثيره البيئي الواضح.

على سبيل المثال، تستعمل سيارت فولكسفاغن من طراز "باز" نحو 63 زجاجة بلاستيكية معاد تدويرها، للمساعدة في تشكيل بعض الألواح الداخلية، وحّل الطلاء الحيوي محل الكروم الحقيقي بصفته بديلًا أكثر صداقة للبيئة، ودخلت في تصنيع المقاعد مواد معاد تدويرها بنسبة 100% أو 71%.

وتستعمل فولكسفاغن مزيجًا من الكتان والقنب والسليلوز والقطن والألياف من نبات يشبه القصب يسمى الكِناف "التِيل".

ومن بين المواد الأخرى، يُستعمل هذا الكناف في تطعيمات أبواب سيارة "غولف"، إذ تظهر مواد خام متجددة في مساند الأذرع، وعزل الأرضيات، وبطانة صندوق الأمتعة، وعزل غطاء المحرك، حسبما نشرته صحيفة التلغراف البريطانية (The Telegraph).

وقال رئيس قسم السيارات الكهربائية في شركة ديلويت الاستشارية، جيمي هاميلتون: "كلما زاد عدد المكونات المعاد تدويرها في السيارة، كان ذلك أفضل.. وفي هذه الأمثلة، قد لا يلاحظ العميل أي فوارق في ملمس المادة".

ويُستعمل الإيكونيل -وهو نايلون مصنوع من شباك الصيد المستعملة والمهجورة والسجاد القديم والملابس المعاد تدويرها- في تصنيع سجاد سيارات مرسيدس بنز، وبي إم دبليو، وجاكوار لاند روفر، وهيونداي، بما في ذلك سيارة أيونيك 6 التي أُطلقت مؤخرًا.

وترى الشركة المصنعة للمادة أن كل طن من المواد الخام لديها توفر استعمال 7 براميل من النفط الخام.

وتدّعي شركة نيسان اليابانية، أن 25% من سيارتها الكهربائية "ليف" مصنوعة من مواد معاد تدويرها، وأن 60% من المقصورة الداخلية مصنوعة من زجاجات بلاستيكية معاد تدويرها.

بالإضافة إلى كونه قابلًا لإعادة التدوير، فإن مادة البولي إيثيلين تيريفثاليت عبارة عن راتنج حيوي يعتمد بنسبة 30% على الوقود الحيوي المشتق من قصب السكر، يُستعمل في مقاعد سيارة "ليف" وأسطح الديكورات الداخلية.

أوراق الصمغ لتصنيع مقعد سيارة رينج روفر

يمثّل الأوكالبتوس -وهو مزيج من أوراق شجرة الصمغ- هذا القماش بديلًا للجلد في مقاعد سيارة رينج روفر إيفوك.

وترى شركة لاند روفر البريطانية أن الشجرة الأسترالية "تنمو بسرعة وتحتاج إلى كميات أقل بكثير من المياه من النباتات المستعملة تقليديًا لصنع المواد، ما يساعد في الحفاظ على الموارد، وأنها ناعمة وخفيفة الوزن، وهي متينة للغاية".

مقاعد السيارة رينج روفر
مقاعد السيارة رينج روفر - الصورة من "أوتو موتيف"

ويُعدّ توفير الطاقة والموارد الثمينة مثل الماء أولوية لأي مصنع بمثابة الفوز المتمثل في خفض التكاليف وكذلك العبء البيئي.

وتفيد شركة أودي بأنها تعيد تدوير 99% من النفايات الناتجة عن مصنع محركاتها في المجر، في حين أنها تحولت إلى خطوط إنتاج أكثر كفاءة في استعمال الطاقة لتوصيل الأجزاء إلى مصنعها في بروكسل، إذ يوجد أحد أكبر حقول الطاقة الشمسية في المنطقة على السقف ينتج 3 آلاف ميغاواط/ساعة من الكهرباء.

بالمثل، عملت شركة بي إم دبليو على خفض استعمال الطاقة والموارد في مصانعها. يتطلب إنتاج السيارات الكثير من المياه، خصوصًا في ورشة الطلاء، إذ تعيد الشركة المصنعة الألمانية الآن تدوير غالبية المياه في جميع مصانعها.

وعملت الشركة على زيادة إعادة استعمال المياه من خلال جمع مياه الأمطار، يتم جمع نحو 6 ملايين لتر من مياه الأمطار في مصنع بي إم دبليو في مديمة تشيناي بالهند خلال موسم الرياح الموسمية، ما يوفر نصف المياه المستعملة في المصنع سنويًا.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق