تُشير توقعات إلى أن صادرات النفط السعودي إلى الصين قد تشهد انخفاضًا في شهر يونيو/حزيران المقبل، مقارنة بشهر مايو/أيّار الجاري.
وتشمل تخفيضات الكميات إلى بكين درجات الخام العربي المتوسط والثقيل، بعد أن رفعت شركة أرامكو السعودية -قبل أيام- أسعار بيع درجات الخام الخفيف والمتوسط.
وبحسب معلومات نشرتها منصة الطاقة المتخصصة (مقرها واشنطن)، يغطي نظام التسعير الجديد عملاء أرامكو في آسيا، بزيادة قدرها 0.90 دولارًا لبرميل الخام العربي الخفيف والمتوسط، للشهر المقبل.
ورغم خفض المصافي الصينية معدل طلبها من الخامات السعودية بحلول يونيو/حزيران، حافظت 3 مصافي تكرير في شمال شرق آسيا على الكميات المتعاقد عليها مع أرامكو بصورة كاملة.
توقعات صادرات يونيو
قد تبلغ صادرات النفط السعودي إلى الصين، في يونيو/حزيران المقبل، ما يقدر بنحو 39.2 مليون برميل، بانخفاض 5.8 مليون برميل عن الشحنات المحملة الشهر الجاري.
وقُدرت صادرات الرياض لمصافي التكرير لدى بكين الشهر الجاري، بما يصل إلى 45 مليون برميل، وفق ما كشفته مصادر لرويترز اليوم الجمعة 10 مايو/أيار 2024.
وتفصيليًا، خفضت مصافي التكرير الصينية، سواء الحكومية أو المستقلة، شحنات التحميل بما يعادل 6.8 مليون برميل، وفي المقابل رفعت مصفاة خاصة طلبها بنحو مليون برميل.
وكشفت بيانات حصلت عليها منصة الطاقة المتخصصة (مقرها واشنطن) أن صادرات النفط السعودي إلى الصين بلغت 1.691 مليون برميل يوميًا، في الأسبوع المنتهي يوم 22 أبريل/نيسان الماضي.
وتنخفض هذه البيانات عن صادرات الأسبوع المنتهي في 25 مارس/آذار الماضي، المقدرة بنحو 2.168 مليون برميل يوميًا، حسب مزود البيانات كبلر (Kpler).
أسباب خفض الشحنات
يعود خفض صادارت النفط السعودي إلى الصين لأسباب عدة، من بينها: الأسعار، وتخفيضات إنتاج أرامكو، والاستهلاك المحلي.
ورفعت أرامكو أسعارها الرسمية لبيع غالبية خاماتها إلى آسيا، في يونيو/حزيران المقبل، لتسجل أعلى مستوى سعري خلال 5 أشهر.
وحركت أرامكو تسعيرها بعد أن حققت أسعار النفط طفرة على مدار شهري (مارس/آذار، ويونيو/حزيران)، وقفزت أسعار الخام الشهر الماضي إلى 92 دولارًا للبرميل.
وشمل رفع الأسعار الدرجات الخفيفة والمتوسطة إلى عملاء آسيا وأوروبا، في حين ثبتت الشركة أسعار البيع لأميركا.
وانعكس ذلك على طلب المصافي الصينية، إذ اضطرت لتقليص وارداتها من النفط السعودي بعد رفع أسعاره حفاظًا على هوامش التكرير ومكاسبها.
وبالإضافة لذلك، لفت محللون إلى مخاوف صينية من قرار شركة أرامكو في نهاية يناير/كانون الثاني الماضي، بخفض الإنتاج والحفاظ على مستوى إنتاج قدره 12 مليون برميل يوميًا، ووقف خطط زيادته إلى 13 مليون برميل.
وجاء ذلك بعد أن أزاحت وزارة الطاقة السعودية، عام 2019، الستار عن خطتها لزيادة الإنتاج إلى 13 مليون برميل يوميًا، بحلول عام 2027.
من جانب آخر، فسّر محللون خفض صادرات النفط السعودي إلى الصين بحاجة المملكة لتوفير تدفقات كافية، بما يسمح بتلبية الطلب على الوقود ومحطات الكهرباء خلال فصل الصيف.
أداء صادرات النفط السعودي
إضافة إلى التراجع المرتقب لصادرات النفط السعودي إلى الصين، شهد متوسط الصادرات النفطية من المملكة تراجعًا خلال الربع الأول من العام الجاري (من يناير/كانون الثاني حتى نهاية مارس/آذار.
ويعود ذلك إلى التزام المملكة بالتخفيضات الطوعية التي قادتها في تحالف أوبك+، حفاظًا على استقرار الأسواق وضمان الإمدادات وضبط الأسعار.
ويرصد الرسم البياني أدناه -الذي أعدّته منصة الطاقة المتخصصة- حجم صادرات السعودية من النفط من عام 2022 حتى مارس/آذار 2024:
وصدّرت المملكة من الخام ومنتجاته ما يصل في متوسطه إلى 7.477 مليون برميل يوميًا، خلال الربع المذكور.
ويشكّل هذا المعدل انخفاضًا على أساس سنوي، مقارنة بالربع ذاته من العام الماضي 2023، الذي صدّرت خلاله المملكة 8.33 مليون برميل يوميًا، وبذلك تصل نسبة التراجع إلى 10.2%، بما يعادل 0.85 مليون برميل يوميًا.
وبلغ متوسط الإنتاج اليومي للمملكة خلال الربع الأول من العام الجاري 9 ملايين برميل يوميًا، بانخفاض نسبته 13%، مع الالتزام بتخفيضات أوبك+ والتخفيضات الطوعية التي أقرتها المملكة.
موضوعات متعلقة..
- صادرات النفط السعودي إلى الصين مرشحة للزيادة في 2024
- أرامكو السعودية ترفع أسعار بيع النفط السعودي إلى آسيا وأوروبا
- واردات الصين من النفط السعودي في ظل تخفيضات أوبك+ الطوعية.. هل تتأثر؟
اقرأ أيضًا..
- وزيرة الطاقة المغربية: لسنا السعودية ولا قطر.. وقريبًا صفقات البنية التحتية للغاز (حوار)
- مسؤول مغربي: لدينا أكبر محطة شمسية مركزة في العالم.. وأنتجنا أكثر من 120 مشروعًا بحثيًا (حوار 1/2)
- حرائق السيارات الكهربائية تمتد إلى الدراجات وتهدد السفن