أهداف الطاقة المتجددة في الاتحاد الأوروبي لن تتحقق بحلول 2030 (تحليل)
الحذر ما يزال سائدًا في تحديثات الخطط الوطنية
وحدة أبحاث الطاقة - رجب عز الدين
- الاتحاد الأوروبي رفع هدف الطاقة المتجددة إلى 42.5% بحلول نهاية العقد
- 26 دولة قدّمت تحديثات لخططها الوطنية، والنمسا لم تنشر مسوّدتها بعد
- تقييم التحديثات لا يبشّر بوصول الاتحاد إلى أهدافه، وإيطاليا الأكثر إخفاقًا
- فرنسا الدولة الوحيدة التي خفضت أهدافها للطاقة المتجددة إلى 35% بحلول 2030
- الطاقة الشمسية وطاقة الرياح لن تصلا إلى مستهدفات الدول
اختلفت تقييمات أهداف الطاقة المتجددة في الاتحاد الأوروبي بين الخبراء وشركات الأبحاث المراقبة للأسواق الأوروبية، وسط توقعات حذرة للتركيبات حتى نهاية العقد الحالي (2030).
في هذا السياق، رجّح تقييم متخصص -اطّلعت عليه وحدة أبحاث الطاقة، ومقرّها واشنطن- إخفاق الاتحاد الأوروبي في الوصول إلى الأهداف المحدثة للطاقة المتجددة بحلول عام 2030.
واستند التقييم الذي أجرته إحدى شركات الأبحاث العالمية إلى تحليل خطط الطاقة المتجددة في الاتحاد الأوروبي استنادًا إلى التحديثات الوطنية التي تستعد الدول الأعضاء لتقديمها إلى المفوضية الأوروبية قريبًا لاعتمادها.
تحديث أهداف الطاقة المتجددة في الاتحاد الأوروبي
تأتي التحديثات في الخطط الوطنية في إطار الامتثال للأهداف الجديدة لخطة الاتحاد الأوروبي المعروفة باسم ري باور إي يو (REPowerEU)، التي تهدف إلى الحدّ من الاعتماد على الوقود الأحفوري الروسي وتسريع عمليات تحول الطاقة.
وكانت الخطط الوطنية للدول الأعضاء (عددها 27) قد صيغت -في السابق- استنادًا إلى أهداف أعلنها الاتحاد في عام 2020، للوصول بحصّة الطاقة المتجددة إلى 32% من إجمالي استهلاك الكهرباء بحلول 2030، مقارنة بخط الأساس البالغ 21% في عام 2020.
ويوضح الإنفوغرافيك التالي -الذي أعدّته وحدة أبحاث الطاقة- تاريخ تطور الطاقة المتجددة في الاتحاد الأوروبي على مدار 32 عامًا وحتى 2023:
وأدخل الاتحاد الأوروبي تعديلات إلزامية على هذه الأهداف، لتصل إلى 42.5%، بحسب آخر اتفاق توصلت إليه الدول الأعضاء في 30 مارس/آذار عام 2023، مع الاحتفاظ بإمكان الوصول إلى 45%، وإن لم يكن ملزمًا.
وطلبت المفوضية الأوروبية من الدول الأعضاء تحديث خططها الوطنية عبر زيادة أهداف الطاقة المتجددة الخاصة بها لتتماشي مع الهدف الجديد على مستوى الكتلة، ومن المقرر أن تصدّق المفوضية على الخطط الجديدة في يونيو/حزيران المقبل.
تقييم الخطط المحدثة في 26 دولة
أجرت شركة أبحاث الطاقة المتخصصة "وود ماكنزي" تقييمًا شاملًا لإستراتيجيات الطاقة المحدّثة في 26 دولة من أصل 27 دولة عضوًا بالاتحاد الأوروبي، إذ لم تنشر النمسا تحديث خطّتها الوطنية بعد.
وتوصّل التقييم إلى أن أهداف الطاقة المتجددة في الاتحاد الأوروبي قد لا تصل إلى الحصة الطموحة المتفق عليها -مؤخرًا- بحلول 2030، إذ ما تزال الدول حذرة في التوسع بتحديث أهدافها الوطنية.
ورغم ما تشير إليه مسودات التحديثات من تقدّم كبير، فإنها لن تصل بأهداف الاتحاد الأوروبي أبعد من 39% بحلول عام 2030، ما يقلّ عن الهدف الرسمي الإلزامي البالغ 42.5% أو الهدف الطموح غير الملزم (45%).
وترى شركة وود ماكنزي أن الأهداف الوطنية التي حدّدها بعض الدول الكبرى في الكتلة، وأبرزها ألمانيا وإيطاليا وهولندا وبلجيكا، ليست طموحة بالقدر الكافي لتحقيق الهدف الإجمالي للاتحاد الأوروبي.
واختارت فرنسا -على وجه الخصوص- نهجًا محافظًا في تحديثها عبر تفضيل الطاقة النووية على المصادر المتجددة ضمن إستراتيجيتها لإزالة الكربون، كما كانت السوق الوحيدة التي خفضت أهدافها في التحديث من 40% إلى 35%.
وفي ظل هذه الأهداف المخيبة للآمال التي حددتها الأسواق الرئيسة، فإن احتمال الوصول إلى هدف الـ42.5% أصبح موضع شك على نحو متزايد، بحسب تقديرات وود ماكنزي، التي تتوقع فشل إيطاليا تحديدًا في تحقيق أهدافها بهامش كبير.
تقييم أهداف الطاقة الشمسية والرياح
تشير تحديثات الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي إلى أن قدرة الطاقة الشمسية قد تصل إلى 625 غيغاواط بحلول 2030، وهو رقم طموح إلى حدّ ما عن توقعات وود ماكنزي البالعة 584 غيغاواط.
كما يُتوقع أن تبلغ قدرة طاقة الرياح البرية 308 غيغاواط بحلول نهاية العقد الحالي، ما يقلّ بنسبة 12% عن مستهدفات الاتحاد الأوروبي، بينما يُتوقع أن تصل طاقة الرياح البحرية إلى 70 غيغاواط، مقارنة بتحديثات الدول المرجّحة لوصولها إلى 87 غيغاواط.
ويوضح الرسم التالي -الذي أعدّته وحدة أبحاث الطاقة- تطور القدرة التراكمية لطاقة الرياح في أوروبا خلال السنوات الـ10 الأخيرة:
وتختلف خطط الطاقة المحدثة المقدمة إلى المفوضية الأوروبية بصورة كبيرة من حيث النطاق والمقاييس والتقنيات والجداول الزمنية؛ ما يعكس تعقيدات تحول الطاقة في الاتحاد.
كما تختلف توقعات الدول للطلب على الكهرباء ونمو المركبات الكهربائية والمضخات الحرارية وتخزين الكهرباء بصورة كبيرة تكشف التناقضات في توقيت وحجم توصيلات الكهرباء عبر الحدود، وتشير إلى ضعف التنسيق بين الدول الأعضاء.
ويمثّل الفشل المحتمل بتحقيق أهداف الطاقة المتجددة في الاتحاد الأوروبي بحلول 2030 مصدر قلق متزايدًا، خاصة في ظل التعديلات المخفضة لتوقعات الطلب الإقليمي على الطاقة في المنطقة.
ويشير تحليل الخطط المحدّثة إلى أن الطلب على الطاقة بصورة عامة قد ينخفض بنسبة 17% على مستوى الاتحاد الأوروبي بحلول 2030، مقارنة بمستويات الطلب في عام 2020.
وكانت التحديثات السابقة تشير إلى انخفاض لا يتجاوز 9%، ما يشير إلى أن التداعيات الاقتصادية لجائحة كورونا والحرب الدائرة بين روسيا وأوكرانيا أثّرت بشدة في توقعات الدول.
ومن المتوقع ارتفاع استهلاك الكهرباء خاصة، لكن عمليات التحول إلى الكهرباء في قطاعات النقل والتدفئة والتبريد قد لا تحدث بالسرعة الكافية القادرة على رفع الطلب إلى المستويات اللازمة للوصول إلى أهداف الاتحاد الأوروبي بحلول نهاية العقد، ما يستلزم اتخاذ تدابير أكثر فعالية لتسريع وتيرة عمليات الكهربة.
كما سيحتاج تحقيق التكامل الفاعل بين مصادر الطاقة المتجددة في الاتحاد الأوروبي إلى حل مشكلات ازدحام الشبكات والربط البيني عبر الحدود، إلى جانب تعزيز مصادر مرونة الشبكة، مثل أنظمة تخزين البطاريات.
موضوعات متعلقة..
- تعهدات طاقة الرياح في الاتحاد الأوروبي مبالغ فيها وبعيدة المنال (تحليل)
- تقرير صادم.. أهداف المناخ في الاتحاد الأوروبي قد تتأخر 10 سنوات على الأقل
- فجوة استثمارات المناخ في الاتحاد الأوروبي قد تؤخر أهداف 2030
- اتفاقية الطاقة المتجددة في الاتحاد الأوروبي تواجه تحديات نووية
اقرأ أيضًا..
- حقل أفروديت للغاز يثير الجدل مجددًا.. وحقل ظهر المصري يترقب الموقف
- أكبر 10 دول في انبعاثات الميثان من مناجم الفحم (إنفوغرافيك)
- تصدير الصلب الأخضر.. دولة عربية ستكون الأرخص بالنسبة لأوروبا
- موعد بدء إنتاج الغاز من حقل ضخم في مصر (خاص)