أكبر حقل نفط بري في الإمارات.. احتياطيات عملاقة (تقرير)
وخطط لزيادة إنتاجه إلى 790 ألف برميل يوميًا
أحمد بدر
يترقب أكبر حقل نفط بري في الإمارات تطورات مهمة خلال المرحلة المقبلة، مع مساعي الدولة الخليجية إلى تطويره والقفز بإنتاج بنسبة تتجاوز 20% خلال السنوات القليلة الماضية.
ويعدّ حقل "بوحصا" الإماراتي الحقل البري الأكبر في الدولة النفطية العملاقة، وتديره شركة بترول أبوظبي الوطنية "أدنوك"، التي تستهدف تطوير إنتاجه خلال المرحلة المقبلة، وذلك بعد أن تمكنت من تحويله إلى أحد الحقول الذكية التي تعتمد تقنيات الذكاء الاصطناعي، وفق معلومات طالعتها منصة الطاقة المتخصصة.
ومن المتوقع أن تشهد منشآت وآبار أكبر حقل نفط بري في الإمارات عمليات تطوير متواصلة، حتى تتحقق القفزة الإنتاجية المرتقبة منه، سواء بالنسبة إلى النفط الخام أو الغاز المصاحب، وذلك بحلول عام 2027، بخلاف تعزيز الاستدامة فيه وتوفير المياه وخفض الانبعاثات.
خطط تعزيز إنتاج الحقل
وضعت شركة بترول أبوظبي "أدنوك" خططًا مهمة لمشروعات إستراتيجية تستهدف تحقيق نمو وتعزيز كفاءة أكبر حقل نفط بري في الإمارات، بالإضافة إلى خفض انبعاثاته، وكذلك تطوير منشأة فيه لإنتاج عنصر "البرومين" المستعمل في سوائل الحفر.
وتسعى الإمارات إلى زيادة القدرة الإنتاجية في الحقل من 650 ألف برميل يوميًا في الوقت الحالي، لتصل إلى أكثر من 790 ألف برميل يوميًا، بجانب زيادة إنتاج الغاز المصاحب من 650 مليون قدم مكعبة يوميًا، إلى أكثر من 800 مليون قدم مكعبة يوميًا، وذلك بحلول عام 2027.
في الوقت نفسه، تسعى شركة أدنوك إلى إقامة مشروعات إستراتيجية ترتبط بأكبر حقل نفط بري في الإمارات، تتمثل في مشروع توفير إمدادات مستدامة من المياه لحقلي "بوحصا" و"باب"، بخلاف استعمال مياه البحر المعالجة في عملية الاستخلاص المعزز للنفط، بديلًا للمياه الجوفية.
كما تستهدف الشركة إنشاء مشروع لتوظيف تقنيات حقن الماء والغاز في المكامن لتعزيز الإنتاج، إذ عملت أدنوك على إدخال تقنيات وأدوات الذكاء الاصطناعي والتقنيات المتقدمة في عمليات مراقبة التشغيل والإنتاج في حقل بوحصا.
يشار إلى أن حقل بوحصا، بالإضافة إلى كونه أكبر حقل نفط بري في الإمارات، تعمل الدولة الخليجية على إدخال الحلول الرقمية للآبار فيه، وتقنيات العمليات المستقلة والمراقبة عن بعد، وفق معلومات نشرها مكتب أبوظبي الإعلامي.
وتستعمل شركة أدنوك تقنيات الطائرات المسيّرة "درون" المصنّعة محليًا، لكشف أيّ تسربات محتملة لغازات الدفيئة في الحقل النفطي العملاق، بالإضافة إلى استغلالها في إجراء عمليات التفتيش الدقيقة لبُنيته التحتية، وفق المعلومات التي طالعتها منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).
استثمارات ضخمة في الحقل
حظي أكبر حقل نفط بري في الإمارات باستثمارات عملاقة من جانب شركة أدنوك، خلال الأعوام القليلة الماضية، إذ أعلنت الشركة في مايو/أيار الماضي 2023 ضخّ استثمارات بقيمة 8.8 مليار درهم (2.4 مليار دولار)، لتوفير إمدادات مستدامة من المياه لحقلَي بوحصا وباب.
واستهدفت الشركة الإماراتية من وراء ضخ هذه الاستثمارات، مواصلة إستراتيجيتها المستدامة الهادفة إلى خفض انبعاثات عملياتها، إذ يؤكد المشروع جهودها لدفع مبادرات الاستدامة ذات القيمة طويلة الأجل، وفق ما طالعته منصة الطاقة المتخصصة.
وفي 18 مايو/أيار 2021، أعلنت شركة أدنوك استثمار 1.16 مليار درهم إماراتي (318 مليون دولار)، لربط الآبار الذكية في منشآت الإنتاج الرئيسة داخل أكبر حقل نفط بري في الإمارات، وذلك لدعم استدامة سعته الإنتاجية البالغة 650 ألف برميل يوميًا، وفق بيان سبق أن نشرته شركة أدنوك.
وجاءت الاستثمارات في صورة عقد للأعمال الهندسية والمشتريات والتشييد، أرسته "أدنوك البرية" في شكل حزمتين، أُرسِيت الحزمة الأولى بقيمة 582 مليون درهم (158.6 مليون دولار) على شركة " تشاينا بتروليوم بايب لاين إنجينيريغ"، في حين أُرسِيت الحزمة الثانية بقيمة 583.9 مليون درهم (159.1 دولار) على شركة "روبوت آستون".
وكانت الشركة قد أرست في عام 2018 عقدًا لتنفيذ مشروع التطوير المتكامل لأكبر حقل نفط بري في الإمارات، لزيادة سعته الإنتاجية، بما يحقق إستراتيجيتها الهادفة لرفع إنتاجها النفطي اليومي في الدولة إلى نحو 5 ملايين برميل يوميًا بحلول عام 2030.
معلومات عن حقل بوحصا
يعدّ حقل بوحصا أكبر حقل نفط بري في الإمارات، ويقع على بعد 200 كيلومتر جنوب مدينة أبوظبي، ويعدّ أحد أقدم حقول النفط فيها، إذ بدأ الإنتاج منه للمرة الأولى في عام 1965، وذلك بعد التوصل إلى كميات احتياطية ضخمة.
بالإضافة إلى ذلك، يعدّ حقل بوحصا النفطي في الإمارات واحدًا من أكبر 20 حقل نفط على مستوى العالم، من حيث الاحتياطيات النفطية المؤكدة، وفق المعلومات التي رصدتها منصة الطاقة المتخصصة.
وتمكنت شركة بترول أبوظبي "أدنوك" مؤخرًا من اكتشاف 500 مليون برميل من النفط الخام في بئر استكشافية في حقل بوحصا، الأمر الذي أسهم في فتح تشكيل جديد داخل الحقل، ووفّر موارد إضافية عالية الجودة من نفط مربان في الكتلة البرية بإمارة أبو ظبي.
وتواصل الشركة الإماراتية استثماراتها في حقل النفط البري العملاق، بما يكفل لها تحقيق إستراتيجيها لزيادة الإنتاج بحلول نهاية العقد الجاري، ليضيف النفط الخام قيمة مهمة إضافية إلى اقتصاد الدولة، جنبًا إلى جنب مع مصادر الطاقة الأخرى التي تعتمدها الإمارات، مثل الطاقات المتجددة والنووية.
موضوعات متعلقة..
- أدنوك الإماراتية تستثمر 2.4 مليار دولار لتوفير إمدادات مياه مستدامة لحقلي "باب" و"بوحصا"
- أدنوك الإماراتية تربط الآبار الذكية في حقل "بوحصا"
- أدنوك تستثمر مليار دولار لبناء جزيرة اصطناعية في حقل زاكوم السفلي
اقرأ أيضًا..
- حقل أفروديت للغاز يثير الجدل مجددًا.. وحقل ظهر المصري يترقب الموقف
- أكبر 5 صفقات نفطية في أبريل 2024 تشهد صدارة خليجية
- اكتشاف غاز جديد في الإمارات.. ونفط الشارقة: كميات اقتصادية مبشرة
- رئيس شركة إنجي الفرنسية في السعودية: خطة توسع ضخمة.. وهذه أهدافنا للهيدروجين (حوار)