أول محطة لإنتاج الميثان الاصطناعي من الهيدروجين الأخضر في أوروبا.. خطوة بيئية جديدة
محمد عبد السند
- يُعول على الميثان الاصطناعي في تسريع جهود الحياد الكربوني
- بِيع الميثان الاصطناعي المُنتَج من المحطة الأيقونية بسعر مماثل للغاز الحيوي
- لامست الكُلفة الإجمالية للمحطة الأيقونية 28 مليون يورو
- أسعار الكهرباء المتجددة تقل بما يتراوح بين 4 و5 مرات في إسبانيا
- تُخطط شركة تيرن2 إكس لبناء أكبر محطة لإنتاج الميثان الاصطناعي في العالم
تفتح أول محطة لإنتاج الميثان الاصطناعي من الهيدروجين الأخضر في أوروبا الباب على مصراعيه أمام استعمال هذا الوقود منخفض الكربون على نطاق واسع في دول القارة العجوز، ما يُسهم في تعزيز أمن الطاقة وتعزيز التنمية المستدامة.
والميثان الاصطناعي هو الغاز الطبيعي المُنتَج صناعيًا عبر تفاعل كيميائي يجري فيه دمج أكسيد الكربون (أول أكسيد الكربون أو ثاني أكسيد الكربون) مع الهيدروجين لإنتاج غاز الميثان، الذي يعد المكون الرئيس للغاز الطبيعي.
ويؤدي الميثان الاصطناعي المُنتَج من المحطة التي تحتضنها إسبانيا دورًا مهمًا في جهود الحياد الكربوني، عبر إسهاماته في مكافحة تغير المناخ، كما يمثل حلًا واعدًا لتحديات تخزين الطاقة، وفق ما طالعته منصة الطاقة المتخصصة.
بيع الميثان الاصطناعي
تُمثل شركة تيرن2 إكس (Turn2X)، الناشئة الألمانية أول محطة لإنتاج الميثان الاصطناعي من الهيدروجين الأخضر في أوروبا، خُطوة جديدة في مسار التحول الأخضر الذي تمضي فيه القارة العجوز، وفق ما أورده موقع هيدروجين إنسايت (Hydrogen Insight).
وقال الرئيس التنفيذي لشركة تيرن2 إكس، فيليب كيسلر، إن غاز الميثان الاصطناعي المُنتَج من المحطة التي لم يستغرق بناؤها سوى أقل من 6 أشهر ودون دعم حكومي، بِيع بسعر مماثل للغاز الحيوي، ودون أي دعم لتغطية النفقات.
ولامست الكُلفة الإجمالية للمحطة 28 مليون يورو (29.9 مليون دولار أميركي)، وتم تمويل 18 مليون يورو (19 .4 مليون دولار) منها من برنامج هورايزون 2020 Horizon 2020 التابع للاتحاد الأوروبي.
*(اليورو = 1.08 دولارًا أميركيًا)
وأضاف كيسلر: "وصلنا إلى أسعار الميثان الحيوي نفسها -تقريبًا- مع هذه المحطة التجارية الأولى، وسنصل إلى أسعار أقل مع افتتاح المحطة الثانية المخطط لها"، في تصريحات أدلى بها إلى هيدروجين إنسايت.
واستعملت أول محطة لإنتاج الميثان الاصطناعي من الهيدروجين الأخضر في أوروبا جهاز تحليل كهربائي سعة 2 ميغاواط، لكن كيسلر رفض الكشف عن أي أرقام تتعلق بكميات الميثان الاصطناعي المُنتَجة من المحطة.
ومع ذلك، أشار الرئيس التنفيذي لشركة تيرن2 إكس، فيليب كيسلر، إلى أن أسعار الكهرباء المتجددة تقل بما يتراوح بين 4 و5 مرات في إسبانيا.
لكن هذا ما يزال يعني أن الميثان الاصطناعي يأتي مع علاوة خضراء على سعره، رغم أن كيسلر يتوقع أنه مع فرض ضرائب أكثر صرامة على الكربون، وارتفاع تكاليف استخراج الغاز الطبيعي وانخفاض تكاليف الكهرباء المتجددة، يمكن للميثان الاصطناعي أن يصل إلى سعر التكافؤ في أوروبا بسعر عند 60-70 يورو/ميغاواط/ساعة في المستقبل القريب.
وسعر التكافؤ (Parity Pricing) هو آلية يجري من خلالها تسعير المنتج أو الخدمة بصورة مثالية نسبيًا.
وتابع: "يمكن الوصول إلى هذا خلال السنوات الـ5-10 المقبلة"، في تصريحات تابعتها منصة الطاقة المتخصصة.
مَن يشتري الميثان الاصطناعي؟
لم تحدد شركة تيرن2 إكس الشركات التي أقدمت على الشراء المسبق لوقود الميثان الاصطناعي من محطتها في إسبانيا، رغم أن الرئيس التنفيذي لشركة تيرن2 إكس، فيليب كيسلر، قال إن بعض الصناعات تُبدي استعدادًا أكبر لشراء هذا الوقود، مقارنةَ بغيرها.
وفي هذا الصدد قال كيسلر: "إنهم العملاء القادرون على تمرير العلاوة الخضراء الإضافية إلى المستهلكين النهائيين"، لافتًا إلى قطاعات ثلاثة بعينها -الصناعات كثيفة الاستهلاك للكهرباء، والشحن والمرافق- أبدت اهتمامات خاصة بشراء الوقود المذكور.
ومما يزيد جاذبية هذا الوقود هو أن الكميات المُنتَجة من المحطة صغيرة نسبيًا مقارنة بمئات الملايين من الأمتار المكعبة التي يستعملها عملاء شركة تيرن2 إكس سنويًا.
وفي هذا الخصوص قال كيسلر: "مع تعزيز إنتاجيتنا وزيادة الطلبيات المسلمة إلى العملاء سيكتسب السعر أهمية أكبر".
مستقبل الغاز
لكن، ومع تزايد الدعوات إلى التخلص من الوقود الأحفوري، ومع تنامي توجه الشركات للتحول إلى كهربة عملياتها لخفض الانبعاثات، هل يبدو هناك مستقبل لأي نوع من الغاز؟
ويجيب الرئيس التنفيذي لشركة تيرن2 إكس، فيليب كيسلر، على هذا السؤال بقوله: "لا تخطئ فهمي، فأنا أتمنى أن يتحول كل عميل يستطيع ذلك، إلى استعمال مضخة حرارية أو سيارة كهربائية أو صنادل كهربائية في المواني الصغيرة، وأنا سعيد جدًا بذلك، لأنه ينبغي علينا كهربة عملياتنا متى كان ذلك ممكنًا".
واستدرك كيسلر: "لكن لا يمكننا كهربة كل شيء، وهناك -أيضًا- حالات مؤكدة لا يُجدي فيها الهيدروجين النقي نفعًا"، في تصريحات رصدتها منصة الطاقة المتخصصة.
واستشهد بصناعة الزجاج بوصفها قطاعًا باءت فيه معظم محاولات صناعة الزجاج الذي يعمل بالهيدروجين النقي بالفشل، بسبب الاختلافات في جودة المنتج.
وبالنسبة إلى قطاع الشحن، فإنه بينما يرى العديد من المحللين أن الوقود الاصطناعي المشتق من الهيدروجين الأخضر هو بمثابة سباق بين الأمونيا والميثانول، يشير كيسلر إلى أن السفن العاملة بالغاز الطبيعي المسال موجودة بالفعل، وأن الميثان الاصطناعي موجود -أيضًا-.
ومع ذلك، هناك سبب آخر لتفاؤل شركة تيرن2 إكس ممثلًا في الحجم الهائل لسوق الغاز في الوقت الراهن.
وفي هذا الصدد، لفت كيسلر إلى حقيقة مفادها بأنه حتى بافتراض انخفاض استعمال الغاز بنسبة 90%، وفق توصيات وكالة الطاقة الدولية في سيناريو تحقيق أهداف الحياد الكربوني بحلول عام 2050، فإن 10% من سوق تبلغ قيمتها 420 تريليون دولار ما تزال تعادل 42 تريليون دولار، كما أن الغاز ما يزال يوفر فرصًا واعدة لإزالة الكربون.
يُشار إلى أنه بعد افتتاح أول محطة تجارية لإنتاج الميثان الاصطناعي من الهيدروجين الأخضر في أوروبا، تُخطط شركة تيرن2 إكس لبناء أكبر محطة لإنتاج الميثان الاصطناعي في العالم.
موضوعات متعلقة..
- إكسون موبيل تخطط لإنشاء أكبر مشروعات إنتاج الهيدروجين واحتجاز الكربون
- وكالة الطاقة الدولية تحذر: انبعاثات غاز الميثان من النفط والغاز تعود للارتفاع
- نقل الهيدروجين عبر خطوط الغاز.. التكلفة المنخفضة هل تجعله خيارًا عالميًا؟
اقرأ أيضًا..
- هل تنتهي هجمات الحوثيين على ناقلات النفط بانتهاء حرب غزة؟ أنس الحجي يجيب
- حروب الكهرباء تَصعق الطبقة المتوسطة في الغرب.. والصين الرابح الأكبر
- مصر تستأجر وحدة إعادة تغويز وتخزين عائمة لمواجهة أزمة الكهرباء