وحدة أبحاث الطاقة التقارير تقارير الطاقة المتجددة تقارير دورية طاقة متجددة

لماذا يهدد ارتفاع أسعار الفائدة نشر التقنيات النظيفة؟ (تقرير)

الفائدة العالية تعرقل استثمارات التقنيات الخضراء

وحدة أبحاث الطاقة - حسين فاروق

2024-04-25

0 271

تتسارع الحكومات حول العالم في وضع وتمويل الخطط اللازمة لتنفيذ سياسات تحوّل الطاقة، واعتماد المصادر المتجددة والتقنيات الخضراء بدائل لتوليد الكهرباء، إلّا أن ارتفاع أسعار الفائدة في الوقت الحالي يمثّل تحديات كبيرة لهذه الصناعات الحديثة على المستوى التجاري.

وتهدد الفائدة المرتفعة سياسات خفض انبعاثات الكربون، وتضع الكثير من الصعوبات أمام تعزيز التقنيات النظيفة والمتجددة، وتجعلها أكثر تكلفة، وفقًا لتقرير حديث اطّلعت عليه وحدة أبحاث الطاقة.

وأصبح من الضروري على صنّاع السياسات أن يتخذوا إجراءات مناسبة لمواجهة الارتفاع الكبير في أسعار الفائدة، والتخفيف من أثارها المحتملة في تحوّل الطاقة، فضلًا عن وضع الخطط اللازمة لتيسير الإجراءات اللوجستية أمام المشروعات الخضراء.

الفائدة المرتفعة عدوٌ شرس

على عكس قطاعات المعادن والتعدين والنفط والغاز، التي تشهد نسبة مديونية منخفضة بالنظر إلى إجمالي أصول الصناعة الراسخة؛ فإن الاستمرار بارتفاع أسعار الفائدة سيزيد من تكلفة الاقتراض، وهو ما يؤثّر بصفة خاصة في التحوّل للتقنيات الخضراء، ويضع العقبات أمام اقتصاد عالمي منخفض الكربون، بحسب تقرير حديث صادر عن شركة أبحاث الطاقة وود ماكنزي.

وأشار التقرير إلى الخطر الذي يهدد المشروعات الخضراء في المستقبل، بسبب ارتفاع أسعار الفائدة الذي لا يتناسب مع التحوّل لمصادر الطاقة المتجددة والنووية، الأمر الذي يؤدي في النهاية إلى وضع رأس مال كبير مقابل عوائد صغيرة.

ووفق بيانات تحليلية اطّلعت عليها وحدة أبحاث الطاقة، فإن ارتفاع سعر الفائدة بمقدار نقطتين مئويتين يسهم في زيادة متوسط التكلفة المستوية للكهرباء -صافي تكلفة إنتاج وحدة واحدة من الكهرباء على مدار عمر المنشأة- من مصادر الطاقة المتجددة بنسبة 20%، بينما تصل زيادتها من محطات التوربينات الغازية التي تعمل بنظام الدورة المركبة إلى نحو 11% فقط.

شبكة كهرباء- الصورة من "رومانيا إنسايدر"

ولفت التقرير إلى ارتفاع أسعار الفائدة بشكل كبير في آخر عامين، متوقعًا عدم انخفاضها بالسرعة نفسها التي كانت عليها الزيادة.

القدرة التنافسية

تحظى مشروعات الطاقة الشمسية وطاقة الرياح البرية في الولايات المتحدة بميزة انخفاض تكلفة توليد الكهرباء، والتي يمكن أن تبلغ 40 دولارًا لكل ميغاواط/ساعة، وهو ما يماثل نصف تكلفة الكهرباء في مشروعات الغاز، وفقًا لتقرير وود ماكنزي.

هذه الميزة الاقتصادية التي تتمتع بها مشروعات طاقة الرياح البرية والطاقة الشمسية، قد تتلاشى مع ارتفاع أسعار الفائدة، وهو ما يؤثّر في القدرة التنافسية بين مصادر الطاقة المتجددة.

وبصفة عامة، قد تجعل سياسات خفض الأسعار ومخاطر الشراء المستثمرين في الطاقة المتجددة يقترضون لتمويل مشروعاتهم بتكلفة أقل، مقارنة بنظرائهم في قطاع التعدين وقطاع النفط والغاز، إلّا أن ارتفاع أسعار الفائدة مؤخرًا له تأثير أكبر في تكلفة الدين لدى شركات الطاقة المتجددة.

افتقاد الحوافز الاقتصادية

من ناحية أخرى، تتعرض أسواق الهيدروجين منخفض الكربون، والتقاط الكربون من الهواء مباشرة (DAC)، واحتجاز الكربون وتخزينه واستعماله (CCUS)، إلى تهديد واضح، بسبب ارتفاع أسعار الفائدة.

وأوضحت وود ماكنزي أن الفائدة المرتفعة لها تأثير سلبي في الحوافز الاقتصادية لمشروعات الهيدروجين الأخضر والتقاط الكربون والتي لها دور كبير في تحوّل الطاقة، إذ إن ارتفاع تكلفة رأس المال يقوّض هذه السوق.

وأشارت إلى التأثيرات التي تتعرض لها المشروعات الصغيرة في تحوّل الطاقة التي تحاول بشتى الطرق أن تجذب المستثمرين عبر توفير فوائد منخفضة للديون.

منشأة لاحتجاز الكربون وتخزينه - الصورة من Construction Canada

تحوّل الطاقة ضد التيار

يحتاج العالم إلى 75 تريليون دولار من الاستثمارات من أجل الوصول إلى سياسة الحياد الكربوني بحلول عام 2050، وفقًا لما جاء في تقرير وود ماكنزي.

ومع ارتفاع أسعار الفائدة، فإن مشروعات تحوّل الطاقة تسبح ضد التيار، وهو ما يضع أمام صانعي القرار مسؤولية كبيرة في اتخاذ السياسات اللازمة لمواجهة هذا التهديد الذي يؤثّر في اقتصادات الطاقة المتجددة.

ووضع التقرير آليات عمل لمواجهة الفائدة المرتفعة وتخفيف أثارها في سوق الطاقة المتجددة، التي من بينها تعزيز أسواق تجارة الكربون.

كما أن استثمارات القطاع الخاص من المهم أن تؤدي دورها في تمويل مشروعات المناخ، فضلًا عن ضرورة تعزيز عملية تمويل الاستثمار، من خلال قيام البنوك المركزية بتقديم أسعار فائدة تنافسية.

وشدد التقرير على ضرورة التركيز الحكومي في توجيه الدعم اللازم -بعيدًا عن التمييز- لمشروعات خفض انبعاثات الكربون، بشكل يحقق معه التأثير المطلوب لتحقيق المستهدف للحدّ من انبعاثات الغازات الدفيئة.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..