رئيسيةتقارير الطاقة النوويةتقارير الكهرباءطاقة نوويةكهرباء

فواتير الطاقة في بريطانيا قد ترتفع 36 مليار دولار بسبب التحول الأخضر

لكن إبطاء وتيرة التحول ليس خيارًا!

دينا قدري

من المتوقع أن تشهد فواتير الطاقة في بريطانيا ارتفاعًا يُقدَّر بنحو 29 مليار جنيه إسترليني (36 مليار دولار) سنويًا بحلول عام 2050، وفق تقرير حديث اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.

وحذّر أحد مراكز الأبحاث الرائدة من أن التحول الدائم إلى أسعار الفائدة الأعلى يمكن أن يُضيف مليارات الجنيهات الإسترلينية إلى التحول الأخضر في البلاد.

وارتفعت تكاليف الاقتراض منذ تخفيف عمليات الإغلاق بسبب جائحة فيروس كورونا والغزو الروسي لأوكرانيا، إذ رفعت المصارف المركزية حول العالم أسعار الفائدة لمعالجة التضخم؛ ما أدى إلى ارتفاع تكاليف الاستثمار في البنية التحتية، بما في ذلك خطط توليد الكهرباء الخضراء.

ويأتي هذا التحذير وسط معارضة للسياسات الخضراء من قبل السياسيين اليمينيين، الذين يقولون، إن تكاليف الوصول إلى الحياد الكربوني في بريطانيا مرتفعة للغاية.

وتلتزم الحكومة بالوصول إلى الحياد الكربوني بحلول عام 2050، مع أهداف لإزالة الكربون من قطاع الكهرباء بحلول عام 2035، ووعد حزب العمال بالوصول إلى هذا الهدف قبل 5 سنوات.

التحول الأخضر يرفع تكاليف الطاقة

قال مركز الأبحاث "ريزوليوشن فاونديشن" (Resolution Foundation)، إنه يمكن إضافة 29 مليار جنيه إسترليني سنويًا (36 مليار دولار) إلى فواتير الطاقة في بريطانيا للأسر في عام 2050، إذ تستمر أسعار الفائدة عند المستويات المرتفعة الحالية، مقارنةً بالوضع الذي تعود فيه تكاليف الاقتراض إلى مستويات ما قبل الجائحة.

ومع ذلك، شدد على أن التحول الأخضر سيظل يوفر للمستهلكين مليارات الجنيهات مقارنةً بتكاليف الطاقة المرتفعة الحالية، وأن إبطاء وتيرة التحول ليس خيارًا.

وأوضح مركز الأبحاث -في تقريره الذي اطّلعت منصة الطاقة على تفاصيله- أن زيادة الاستثمار في قطاع الطاقة البريطاني بمقدار 4 أضعاف كانت مطلوبة لتوفير الخطوة التالية الحاسمة في إزالة الكربون، وكانت هناك حاجة إلى خطة لتمويل هذا الاستثمار في حالة بقاء أسعار الفائدة عند المستويات المرتفعة الحالية.

وقال كبير الاقتصاديين في "ريزوليوشن فاونديشن" جوناثان مارشال: "يمكن أن تظل أسعار الفائدة مرتفعة، وقد يسبّب ذلك مشكلات، من حيث وتيرة البناء والآثار المترتبة على الموارد المالية للأسر".

وأضاف: "يُمكن أن تكون الطاقة النظيفة طاقة أرخص، إذا عادت أسعار الفائدة إلى المستويات المنخفضة التي شهدتها خلال العقد الأول من القرن الـ21.. لكن لا يمكننا الاعتماد على هذا الأمر.. إذا ظلّت أسعار الفائدة مرتفعة، فإن تكاليف الطاقة سترتفع بدلًا من أن تنخفض في السنوات المقبلة".

وأكد أنه "حان الوقت الآن للتخطيط لكيفية تحقيق الزيادة بالاستثمار في الطاقة، مع حماية الأسر ذات الدخل المنخفض، والتركيز بشكل أكبر على خفض الأسعار في العقود، وحماية الأسعار للأسر الضعيفة، وإعادة التفكير في دور الدولة بوصفها مستثمرًا".

أحد مشروعات طاقة الرياح البحرية
أحد مشروعات طاقة الرياح البحرية - الصورة من منصة بي بي سي البريطانية

أسعار الفائدة.. عقبة رئيسة

قال مركز الأبحاث، إن الحكومة تعهدت بتوفير الطاقة الخضراء الرخيصة للمنازل والسيارات الكهربائية على أساس أسعار الفائدة المنخفضة، لدفع تكاليف الاستثمارات الأولية في مصادر الطاقة المتجددة وتوسيع شبكة الكهرباء.

إلّا أن تكاليف الاقتراض ارتفعت بشكل كبير منذ أزمة الطاقة، ومن الممكن أن تظل مرتفعة؛ ما يزيد من تكاليف التحول إلى الحياد الكربوني، والتي تُسَدَّد من خلال فواتير الأسر.

ووجد مركز الأبحاث أنه إذا استمرت المعدلات المرتفعة اليوم، والتي تبلغ نحو 9%، فقد تضيف 29 مليار جنيه إسترليني (36 مليار دولار) سنويًا إلى فواتير الطاقة في بريطانيا للأسر في عام 2050.

وسيكون ذلك بمثابة ارتفاع متوسط قدره 400 جنيه إسترليني (494 دولارًا) في عام 2050، مقارنةً بعام 2019، قبل أزمة الطاقة، وستظل فواتير الطاقة أقل من عام 2023، بسبب صدمات الأسعار الأخيرة.

وستؤثّر التكاليف في الأسر الفقيرة بشكل غير متناسب، ويرجع ذلك في الغالب إلى أنها أقل احتمالًا للاستفادة من انخفاض تكاليف النقل من خلال امتلاك سيارة كهربائية.

وقد يواجه الخُمس الأفقر من الأسر زيادة قدرها 700 جنيه إسترليني (864 دولارًا) مقارنةً بأسعار 2019، أي بزيادة قدرها 40%، وفق ما أفادت به صحيفة "ذا تيليغراف" (The Telegraph).

(الجنيه الإسترليني = 1.23 دولارًا أميركيًا).

سيناريوهان لفواتير الطاقة في بريطانيا

حدد التقرير، الذي يحمل عنوان "الأحلام الكهربائية"، سيناريوهين للتكاليف المستقبلية بحلول عام 2050: سيناريو "عالي التكلفة" مع بقاء أسعار الفائدة العالمية عند المستويات الحالية، وبديل "منخفض التكلفة" حيث تعود تكاليف الاقتراض إلى مستويات ما قبل جائحة كورونا.

ومقارنةً بفواتير الطاقة في بريطانيا في عام 2023 -التي تكلّف ثمنًا باهظًا تاريخيًا-، فإن إزالة الكربون من قطاع الكهرباء ستظل توفر 14 مليار جنيه إسترليني (17.3 مليار دولار) سنويًا للأسر بحلول عام 2050.

ورغم هذا، سيكون من الممكن تحقيق وفورات أكبر تصل إلى 47 مليار جنيه إسترليني سنويًا (58 مليار دولار) إذا عادت أسعار الفائدة إلى المستويات التي شهدها عام 2019.

ومع ذلك، بالمقارنة مع مستويات عام 2019، قبل الارتفاع الكبير في أسواق الطاقة بالجملة، قال مركز الأبحاث، إن فواتير الطاقة في بريطانيا للأسر ستكون أعلى بمقدار 11 مليار جنيه إسترليني (13.6 مليار دولار) سنويًا بحلول عام 2050، في سيناريو التكلفة العالية.

وإذا انخفضت أسعار الفائدة إلى مستويات مماثلة لعام 2019، فستوفّر الأسر 18 مليار جنيه إسترليني (22.2 مليار دولار) سنويًا، بفارق 29 مليار جنيه إسترليني (36 مليار دولار) بين السيناريوهين، وفق ما نقلته صحيفة الغارديان.

حلول لخفض فواتير الطاقة في بريطانيا

دعا التقرير إلى التركيز على إبقاء الأسعار منخفضة عند توفير استثمارات جديدة، بما في ذلك الدفع نحو تطوير طاقة الرياح البرية، والتي يمكن أن تكون أرخص من البدائل المتجددة الأخرى.

وقال، إن بعض المشروعات يمكن تمويلها من القطاع العام، مثل تحديث شبكة الطاقة؛ لأن دفع تكاليف الاستثمار عن طريق الضرائب -وليس من خلال فواتير الطاقة- يمكن أن يساعد في توزيع التكاليف بشكل أكثر عدالة بين الأسر الغنية والفقيرة.

كما دعا الحكومة إلى فرض تعرفة اجتماعية للأسر ذات الدخل المنخفض، والتي يمكن أن تساعد في حماية الأسر الفقيرة التي تستعمل الطاقة بشكل كبير على وجه الخصوص.

ومن المتوقع أن يتطلب التحول إلى الطاقة الخضراء للمنازل والسيارات، لتحقيق هدف الحياد الكربوني في المملكة المتحدة بحلول عام 2050، زيادة في الاستثمار بمقدار 4 أضعاف على مدى العقد المقبل، لبناء مزارع جديدة لطاقة الرياح والطاقة الشمسية، وتوسيع الشبكة لتشمل السيارات الكهربائية والمضخات الحرارية.

تقدّم الحكومة لمزارع الرياح الجديدة سعرًا مضمونًا للكهرباء، الذي انخفض من 164 جنيهًا إسترلينيًا (202.5 دولارًا) لكل ميغاواط/ساعة في عام 2014، إلى 51 جنيهًا إسترلينيًا (63 دولارًا) فقط في عام 2022.

إلّا أنها فشلت في العام الماضي (2023) بتأمين أيّ مشروعات جديدة لطاقة الرياح البحرية، بعد أن قالت الصناعة، إن الأسعار التي تقدّمها كانت منخفضة للغاية، نظرًا لارتفاع تكاليف التمويل.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق