التقاريرتقارير الهيدروجينتقارير دوريةرئيسيةهيدروجينوحدة أبحاث الطاقة

خطوط أنابيب الهيدروجين في شمال غرب أوروبا قد تتضاعف 10 مرات (تقرير)

بحلول أوائل 2030

وحدة أبحاث الطاقة - رجب عز الدين

شهدت مشروعات خطوط أنابيب الهيدروجين في أوروبا طفرة واسعة في الخطط المعلنة بعدد من الدول خلال السنوات الأخيرة، لا سيما الواقعة شمال غرب القارة.

وقدّر تقرير تحليلي حديث -حصلت وحدة أبحاث الطاقة على نسخة منه- حجم شبكة خطوط أنابيب الهيدروجين في العالم بما يزيد على 5 آلاف كيلومتر، تقع 90% منها في أوروبا والولايات المتحدة.

وتتركز شبكة خطوط أنابيب الهيدروجين الأوروبية في 10 دول تقع في شمال غرب القارة، ومنها 4 دول تضم 95% من شبكة الخطوط العاملة في القارة، أو ما يعادل 1600 كيلومتر، وهي بلجيكا وفرنسا وألمانيا وهولندا.

وتقع أغلب هذه الشبكة بالقرب من مراكز الاستهلاك الصناعي للهيدروجين خاصة في المناطق القريبة من مصافي التكرير ومصانع البتروكيماويات، وهما القطاعان المستهلكان للهيدروجين تاريخيًا.

شبكة خطوط أنابيب الهيدروجين الحالية

تضم بلجيكا أكبر شبكة خطوط عاملة من أنابيب الهيدروجين في شمال غرب القارة الأوروبية، ويصل طولها إلى 613 كيلومترًا، بحسب أحدث تقرير صادر عن وكالة الطاقة الدولية (أبريل/نيسان 2024).

كما تُعد ألمانيا ثاني أكبر دولة في شمال غرب أوروبا من حيث امتلاكها شبكة خطوط أنابيب عاملة في نقل الهيدروجين يصل طولها إلى 377 كيلومترًا.

خطوط أنابيب الهيدروجين في أوروبا
خطوط أنابيب الهيدروجين في أوروبا - الصورة من innovation news network

بينما تأتي فرنسا في المركز الثالث بشبكة يبلغ طولها 303 كيلومترات، تليها هولندا بطول 237 كيلومترًا، ثم المملكة المتحدة بشبكة تصل إلى 40 كيلومترًا فقط، بحسب بيانات رصدتها وحدة أبحاث الطاقة من التقرير.

وتخطط الدول الـ5 في شمال غرب القارة وأخرى لتوسعة شبكة خطوط أنابيب الهيدروجين بصورة ضخمة خلال السنوات المقبلة، في إطار تهيئة البنية التحتية للقارة لاستقبال تدفقات الهيدروجين من مشروعات الإنتاج المحتملة تحت الإنشاء والتطوير بحلول عام 2030.

وتضم منطقة شمال غرب أوروبا 10 دول هي: النمسا وبلجيكا والدنمارك وفرنسا وألمانيا ولوكسمبورغ وهولندا والنرويج وسويسرا والمملكة المتحدة، بحسب التقسيمات الجغرافية التي رصدتها وحدة أبحاث الطاقة لقارة أوروبا.

ومن المتوقع أن يبلغ إنتاج هذه المنطقة من الهيدروجين منخفض الكربون قرابة 7 ملايين طن سنويًا بحلول 2030، حال تحويل جميع مشروعاتها المخططة إلى حيز التشغيل التجاري، ما قد يلبي 2% من الطلب الأولى على الطاقة في المنطقة، بحسب تقديرات وكالة الطاقة الدولية.

خطوط أنابيب الهيدروجين المقترحة

يشير تحليل بيانات المشروعات المعلنة إلى أن شبكة خطوط أنابيب الهيدروجين في أوروبا قد تتضاعف في منطقة شمال غرب القارة 10 مرات إلى 18 ألف كيلومتر بحلول أوائل العقد المقبل (2030).

ورغم ذلك، فما زالت غالبية المشروعات المعلنة تفتقر إلى التزامات استثمارية ثابتة، ما يعكس حالة عدم اليقين الحالية بين المطورين بشأن الطلب على الهيدروجين في المستقبل.

ومن المتوقع أن يأتي ثلثا خطوط أنابيب الهيدروجين المخططة في شمال غرب القارة بحلول عام 2030، من إعادة تهيئة خطوط أنابيب الغاز الطبيعي الحالية، في حين سيأتي الثلث المتبقي من خطوط أنابيب جديدة سيجرى إنشاؤها لهذا الغرض.

ويمكن أن تؤدي إعادة استعمال خطوط أنابيب الغاز الطبيعي الحالية في نقل الهيدروجين إلى توفير كبير في التكاليف واختصار المدد الزمنية اللازمة لبناء شبكات الهيدروجين الجديدة وتشغيلها.

ومن المتوقع أن يترجم ذلك إلى تكاليف نقل أقل للهيدروجين وتحسين القدرة التنافسية لأنواع الهيدروجين منخفض الانبعاثات في أوروبا بحلول عام 2030، بحسب التقرير.

أبرز الخطط المعلنة شمال غرب القارة

تخطط ألمانيا لتوسعة شبكة خطوط أنابيب الهيدروجين بنحو 9.7 ألف كيلومتر بحلول عام 2030، سيأتي 60% عبر إعادة استعمال خطوط أنابيب الغاز الطبيعي الحالية.

بينما تخطط المملكة المتحدة لمشروعات تصل إلى 11.27 ألف كيلومتر على الأقل بحلول عام 2030، في حين تخطط هولندا لإضافة 13.27 ألف كيلومتر، بحسب بيانات رصدتها وحدة أبحاث الطاقة من تقرير الوكالة.

خطوط أنابيب الهيدروجين في أوروبا
خطوط أنابيب الهيدروجين في أوروبا - الصورة من sweco group

أما فرنسا فتخطط لمشروعات تصل إلى 14.5 ألف كيلومتر بحلول عام 2030، في حين تخطط بقية دول شمال غرب القارة الأوروبية لإضافة 17.29 ألف كيلومتر، إما عبر بناء خطوط جديدة وإما عبر إعادة تهيئة خطوط أنابيب الغاز الطبيعي الحالية.

ورغم ضخامة حجم المشروعات المعلنة، فإن أغلبها ما زال في مراحل الدراسة والتخطيط، ولم تتحول إلى البناء بعد، كما لم تحصل على التزامات استثمارية محددة حتى الآن، بحسب ما رصدته وحدة أبحاث الطاقة.

خطط تخزين الهيدروجين تحت الأرض

يشير جانب آخر من بيانات مشروعات البنية التحتية للهيدروجين إلى أن منطقة شمال غرب أوروبا قد تتمكن من تطوير أكثر من 3 تيراواط/ساعة من سعة تخزين الهيدروجين تحت الأرض بحلول عام 2030.

ويمثّل تخزين الهيدروجين تحت الأرض أحد المرتكزات المهمة لتعزيز مرونة نظام الطاقة الجديد المعتمد على الهيدروجين متعدد الاستعمالات، إذ ينظر إليه بصفته ناقلًا للطاقة إلى جانب كونه مصدرًا للطاقة.

ورغم أهمية مشروعات تخزين الهيدروجين فإن 10% من المعلن فقط بحلول عام 2030، قد وصل إلى مرحلة التطوير النهائي أو قيد الإنشاء.

وبالنظر إلى المدد الزمنية الطويلة نسبيًا سواء في بناء شبكة خطوط أنابيب الهيدروجين في أوروبا أو بناء مشروعات التخزين تحت الأرض، فإن الأمر سيحتاج إلى اتخاذ إجراءات مركزة وفورية من قبل جميع أصحاب المصلحة لتحقيق الأهداف المحددة لعام 2030، بحسب التقرير.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق