يبدو أن التوقعات السابقة، التي طرحتها بعض المؤسسات المالية العالمية العملاقة بشأن انخفاض تكلفة تصنيع السيارات الكهربائية، لم تكن صحيحة.
في المقابل، بحسب مقال اطلعت منصة الطاقة المتخصصة (مقرها واشنطن) على تفاصيله، لا تعكس التخفيضات المعروضة على أسعار هذه السيارات في الوقت الحالي تراجع تكاليف التصنيع.
وأفاد المقال بأن بنك "يو بي إس" (UBS) السويسري توقع في أكتوبر/تشرين الثاني 2020 انخفاض تكلفة تصنيع السيارات الكهربائية بصورة كبيرة بحلول عام 2024، إذ تصبح متساوية مع تكلفة السيارة العاملة بالبنزين أو الديزل.
وأشارت الأسعار، التي عرضتها منصة تجارة السيارات "أوتو تريدر" Auto Trader، مؤخرًا، إلى أن توقعات تراجع تكلفة تصنيع السيارات الكهربائية لم تكن موفقة، إذ عرض بحث سريع سيارة "بيجو إي-2008" جديدة تمامًا، انخفض سعرها من 47 ألفًا و587 دولارًا إلى 32 ألفًا و753 دولارًا، ويمكن شراء سيارة "فوكسهول موكا-إي" بسعر منخفض يتراوح بين 51 ألفًا و790 دولارًا و36 ألفًا و830 دولارًا.
ويجري إعلان 77% من السيارات الكهربائية الجديدة على الموقع الإلكتروني لمنصة تجارة السيارات هذه بسعر مخفض، في بعض الحالات، حسبما تظهر الأرقام المذكورة أعلاه، ما يجعلها قريبة من سعر السيارة العاملة بالديزل أو البنزين.
صحة التخفيضات المعروضة حاليًا
لا تعكس التخفيضات المعروضة حاليًا تراجُع تكلفة تصنيع السيارات الكهربائية، بحسب مقال بعنوان "المصنعون اليائسون يكافحون من أجل التحول إلى السيارات الكهربائية" للكاتب الصحفي لدى مجلة ذا سبيكتاتور (The Spectator) الأسبوعية البريطانية، روس كلارك.
وقال روس كلارك: "صحيح أن أسعار المعادن تراجعت بصورة حادة في العام الماضي -بانخفاض 60%عن الذروة التي بلغتها في أواخر عام 2022 في حالة بطاريات الليثيوم- ما أدى إلى خفض تكاليف المواد الخام".
وأضاف: "لا ينبغي إساءة قراءة ذلك، فقد وصل الليثيوم الآن إلى أدنى مستوياته وما يزال أكثر تكلفة مما كان عليه في عام 2021".
وأكد أن السبب الحقيقي للتخفيضات الكبيرة هو اليأس، وليس تراجع تكلفة تصنيع السيارات الكهربائية.
برنامج السيارات المحايدة كربونيًا
منذ الأول من يناير/كانون الثاني الماضي، خضع المصنعون في المملكة المتحدة لبرنامج السيارات المحايدة كربونيًا (ZEV)، الذي يتطلب أن تكون 22% من السيارات التي يبيعونها في عام 2024 سيارات كهربائية خالصة.
وحال فشل المصنّعون في الوصول إلى هذا الهدف فسيجري تغريمهم بمبلغ 18 ألفًا و543 دولارًا عن كل سيارة لا تجاري هذه النسبة، وفق ما طالعته منصة الطاقة المتخصصة.
وأشار الكاتب الصحفي لدى مجلة ذا سبيكتاتور (The Spectator) الأسبوعية البريطانية، روس كلارك، إلى أن أحوال مصنعي السيارات ليست على ما يرام.
في الأشهر الـ3 الأولى من عام 2024، وفقًا لجمعية مصنعي وتجار السيارات (SMMT)، شكّلت السيارات الكهربائية 15.5% فقط من السوق دون تغيير تقريبًا عن المدة نفسها من عام 2023.
بالإضافة إلى ذلك، فإن الهدف لن يستمر بنسبة 22%. وفي عام 2025 سترتفع إلى 28%، ثم على مراحل إلى 80% بحلول عام 2030، ثم إلى 100% بحلول عام 2035.
وقال روس كلارك: "ما لم تنتعش مبيعات السيارات الكهربائية بصورة كبيرة في الأشهر القليلة المقبلة، فسوف يجد المصنعون أنفسهم أمام فاتورة ضخمة نهاية السنة".
وأكد أن الوضع أسوأ بالنسبة إلى العديد من شركات صناعة السيارات مما تشير إليه الأرقام المذكورة أعلاه، لأن بعض شركات صناعة السيارات، مثل تيسلا، تصنع السيارات الكهربائية فقط.
وهذا يعني أن المبيعات التي يحققها الآخرون يجب أن تكون أقل بكثير من 15%، وفق ما تابعته منصة الطاقة المتخصصة.
بدورهم، لم يتوقع المحللون أن تفشل الشركات المصنعة في تحقيق هدف الـ22% ضمن برنامج السيارات المحايدة كربونيًا.
في ديسمبر/كانون الأول الماضي، توقعت وكالة ستاندرد آند بورز ارتفاع مبيعات السيارات الكهربائية بنسبة 41% في أوروبا في عام 2024، وبنسبة 66% في الولايات المتحدة، وفي أوروبا، كان من المرجح أن السيارات الكهربائية ستشكّل 22% من السوق بحلول عام 2024.
مقاومة السيارات الكهربائية
أثبت المستهلكون أنهم أكثر مقاومة للسيارات الكهربائية مما اعتقدت الصناعة، إذ أشار الكثيرون إلى نقص نقاط الشحن، بحسب مقال بعنوان "المصنعون اليائسون يكافحون من أجل التحول إلى السيارات الكهربائية" للكاتب الصحفي لدى مجلة ذا سبيكتاتور (The Spectator) الأسبوعية البريطانية، روس كلارك.
وقد أثبتت السيارات الكهربائية أنها مشروع متميز لسائقي السيارات الأثرياء والمهتمين بالبيئة الذين يستمتعون بإمكان الوصول إلى مواقف السيارات بعيدًا عن الشارع، لكنها تواجه مشكلات خطيرة تزيد من جاذبيتها للسوق الشاملة.
من ناحية ثانية، أُبلغ مؤخرًا عن وجود 90 ألف سيارة كهربائية غير مبيعة متراكمة لدى تجار السيارات في الولايات المتحدة، وفق ما طالعته منصة الطاقة المتخصصة.
وفي الوقت نفسه، تُحول السيارات الكهربائية إلى أوروبا، لأن التعرفات الجمركية بنسبة 27% أبعدتها عن الولايات المتحدة، ويناقش الاتحاد الأوروبي فرض تعرفات عقابية على هذه السيارات، وهو ما لن يساعد أوروبا على تحقيق أهدافها المتعلقة بإزالة الكربون..
موضوعات متعلقة..
- السيارات الكهربائية في أوروبا تبحث عن حل سحري للتفوق على الصين
- تيسلا تجهض حلم السيارة الكهربائية الرخيصة.. ما السبب؟
- انخفاض أسعار بطاريات السيارات الكهربائية يدعم مبيعات المركبات (تقرير)
اقرأ أيضًا..
- إنتاج مصر من الغاز ينخفض لأقل مستوى منذ فبراير 2018
- أكبر الدول الأفريقية المنتجة للنفط في أوبك.. وهذا ترتيب الجزائر وليبيا
- تكلفة صادمة لمشروع الربط الكهربائي المغربي البريطاني
- مصنع توربينات الغاز الجزائرية يعلن خطوة هي الأولى في أفريقيا