رئيسيةتقارير السياراتسيارات

أسعار السيارات الكهربائية ترتفع مجددًا.. هل تتراجع خطط التحول؟ (تقرير)

دينا قدري

من المتوقّع أن تشهد أسعار السيارات الكهربائية في بريطانيا ارتفاعًا جديدًا، في ظل الأزمة الراهنة التي تضخم تكاليف الإصلاح؛ ما من شأنه أن يهدد خطط تحول كبرى الشركات بعيدًا عن سيارات البنزين.

وتهدد التحديات المتعلقة بالعثور على ما يكفي من فنيي الإصلاح بالمزيد من خنق الطلب على السيارات الكهربائية في بريطانيا؛ حيث ظل استيعاب المستهلكين راكدًا طوال الجزء الأكبر من العامين الماضيين.

وقد شهدت مبيعات السيارات الكهربائية التي تعمل بالبطاريات في بريطانيا ركودًا من حيث الحصة السوقية منذ عام 2022؛ وبلغت 15% في مارس/آذار، وفق المعلومات التي اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة، نقلًا عن جمعية مصنّعي وتجار السيارات.

وكثيرًا ما طاردت تكاليف الإصلاح المرتفعة صانعي السيارات الكهربائية؛ إذ اضطرت شركة هيرتز الأميركية (Hertz) لتأجير السيارات، إلى التخلص من سيارات تيسلا (Tesla).

أزمة جديدة

تساعد ندرة الميكانيكيين المدربين على التعامل مع إصلاحات السيارات الكهربائية الأكثر تقدمًا، في رفع تكاليف الإصلاح، وفقًا لشركات التأمين وشركات الإصلاح مثل شركة إيه إيه (AA)، التي توفر المساعدة على الطريق في جميع أنحاء بريطانيا.

أقل من 10% من ميكانيكيي السيارات في بريطانيا البالغ عددهم 236 ألف ميكانيكي مؤهلون للعمل مباشرة على بطاريات السيارات الكهربائية أو المقصورة التي تحتوي عليها، وفقًا لمعهد صناعة السيارات، الذي يوفر التدريب والشهادات.

بينما العديد من الفنيين يمكنهم أداء مهام أقل تطلبًا؛ فإن الإصلاحات الأكثر صعوبة تتطلب تدريبًا إضافيًا؛ نظرًا إلى تعقيد الدوائر الكهربائية وخطر الصعق الكهربائي.

وتُضاف إلى ذلك النفقات مثل أوقات الانتظار الطويلة لقطع الغيار؛ كما تختار شركات التأمين عدم إصلاح السيارات ذات الأضرار غير الخطيرة نسبيًا، ما يؤدي إلى إرسال السيارات الكهربائية قبل الأوان إلى مواقع الخردة، وفق ما نقلته وكالة بلومبرغ.

إصلاح السيارات الكهربائية
أحد مواقع إصلاح السيارات الكهربائية - الصورة من منصة "بيزنس ستاندرد"

وقال المدير الإداري لقسم التجزئة لشركة التأمين "أكسا" (Axa) في بريطانيا ماركو ديستيفانو، إن أي حادث يبدو بسيطًا يؤدي إلى إتلاف البطارية أو المقصورة التي تحتوي عليها "يُمكن أن يتسبب في شطب السيارة بالكامل".

والشطب هو مصطلح شائع عندما تحدد صناعة التأمين أن السيارة قد تعرضت لخسارة كاملة؛ بمعنى أن تكلفة إصلاح السيارة بعد الاصطدام أكبر من قيمتها بعد طرح قيمة إعادة التدوير أو الإنقاذ.

عوامل أخرى

يشعر السائقون أيضًا بالقلق من أن الاصطدام من المرجّح أن يؤدي إلى شطب السيارات الكهربائية، وفقًا لشركة الاستشارات البريطانية ثاتشام ريسيرش (Thatcham Research).

وقالت الشركة -في تقريرها العام الماضي (2023)- إن المهل الزمنية الطويلة لعمليات التسليم ونقص نقاط الشحن العاملة يعوقان الطلب على المركبات الصديقة للبيئة.

وهناك عوامل أخرى تساعد في تشويه قرار شركات التأمين الذي كان بسيطًا في السابق بشأن إصلاح السيارة أو استبدالها بعد وقوع حادث.

فقطع الغيار تُعد باهظة الثمن وتستغرق وقتًا أطول للوصول من الخارج، ما يزيد من أوقات التوقف عن العمل للسيارات المتضررة ويزيد من التكاليف الإضافية مثل تأجير السيارات.

عندما تقترب تكلفة التسوية من قيمة السيارة أو تتجاوزها، عادةً ما تحصل شركة التأمين على الملكية وتقوم إما بتحويلها إلى خردة وإما بتفكيكها إلى أجزاء وإما بإصلاحها وبيعها مرة أخرى إذا كان الضرر ضئيلًا.

ومع وجود مليون مركبة كهربائية على الطرق بالفعل، فمن المتوقع أن تزداد الأزمة سوءًا، وفق التوقعات التي رصدتها منصة الطاقة المتخصصة.

السيارات الكهربائية

وقد بدأت ورش الإصلاح في تدريب الموظفين؛ لكن بريطانيا ستظل تعاني نقصًا بنحو 30 ألف فني مؤهل بحلول عام 2035، عندما يسري الحظر على بيع مركبات الاحتراق الجديدة، وفقًا لتقديرات معهد صناعة السيارات.

وقالت شركة سينتيك (Synetiq) لتفكيك السيارات في المملكة المتحدة إنها شهدت زيادة بنسبة 55% في التخلص من السيارات الكهربائية والشاحنات الصغيرة خلال العام الماضي (2023)، حسبما ذكرت على موقعها الإلكتروني.

وقد جرى إعداد عملية لإعادة تدوير مواد البطاريات باهظة الثمن مثل الليثيوم والنيكل.

حلول متاحة في بريطانيا

بينما التدريب الإضافي المطلوب لإصلاح بطارية السيارة الكهربائية ليس رخيصًا، فإن التحديات التي تواجهها بريطانيا ليست مستعصية على الحل.

وقدّرت شركة أكسا في بريطانيا التكلفة بنحو 2500 جنيه إسترليني (3114 دولارًا) لكل ميكانيكي لمدة 4 أيام من التدريب؛ وهو أمر ممكن بالنسبة للسلاسل الكبيرة، على الرغم من أنه قد يصعب على المتاجر الصغيرة تحمُّل هذه النفقات.

في كويك فيت (Kwik Fit)، إحدى أكبر مجموعات خدمة السيارات في بريطانيا، 15 فقط من نحو 1500 فني يستوفون معايير المستوى 3 أو المستوى 4 المطلوبة لإصلاح خلايا ووحدات بطارية السيارة الكهربائية.

ويتوقّع رئيس قسم التطوير للخدمة والصيانة والإصلاح في الشركة بن بوت، أن تجتذب الوظيفة في النهاية مجموعة أكبر من العاملين الأكثر مهارة في التشخيص ومفاهيم الهندسة الكهربائية.

قال بوت: "لا يزال هناك عنصر من الخوف من المجهول عندما يتعلق الأمر بإصلاح البطاريات والدخول في إصلاح الخلايا.. سيصبح الإصلاح بدلًا من الاستبدال اقتراحًا أكثر قابلية للتطبيق"، بمجرد وجود عدد أكبر من فنيي المركبات الكهربائية المدربين تدريبًا كاملًا.

السيارات الكهربائية في بريطانيا

في سياقٍ متصل، تباطأ الطلب على السيارات الكهربائية في بريطانيا بشكل حاد في إشارة إلى عودة السائقين إلى محركات البنزين، وفق المعلومات التي اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة.

وقالت جمعية مصنّعي وتجار السيارات (SMMT) إن الحصة السوقية للسيارات الكهربائية التي تعمل بالبطاريات انخفضت في شهر مارس/آذار الماضي.

وارتفعت تسجيلات السيارات الكهربائية بنسبة 3.8% فقط مقارنةً بالعام السابق، مقارنةً بتقدم بنسبة 10% في سوق السيارات بشكل عام؛ إذ أظهرت السيارات الهجينة والسيارات التي تعمل بالبنزين أقوى نمو، بحسب ما نقلته صحيفة ذا تيليغراف (The Telegraph).

وارتفعت مبيعات محركات البنزين بنسبة 9.2% لتمثل أكثر من نصف الإجمالي، في حين شهدت السيارات الهجينة القابلة للشحن الخارجي زيادة بنسبة 37%.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق