الشركة العمانية للغاز المسال تواجه توقعات نقص الإنتاج بأكبر توسعة من 2005
نقص محتمل بحلول 2029 رغم الإنتاج العماني والتوسعات القطرية
هبة مصطفى
يبدو أن الشركة العمانية للغاز المسال (Oman LNG) قررت الأخذ بزمام المبادرة، لمواجهة ضغط الطلب العالمي، ونقص الإمدادات المتوقع بحلول عامي 2029 و2030.
وتدرس الشركة تعزيز أسطولها الإنتاجي بتوسعات جديدة، لتصبح التوسعة الأكبر من نوعها منذ ما يقارب 20 عامًا، في حين استبعد رئيس العمليات التجارية والتسويق في الشركة محمود البلوشي وجود نقص في الإمدادات حاليًا في السوق، خاصة الفورية.
وبحسب متابعة منصة الطاقة المتخصصة لتصريحات صدرت عن البلوشي، فإن الشركة تناقش إضافة خط إنتاج جديد إلى أسطولها، بما يرفع خطوطها الإنتاجية إلى 4 خطوط.
وتسعى دول الخليج بصورة خاصة إلى أداء دور محوري وعالمي، وزادت وتيرة هذا الاتجاه في أعقاب اندلاع الحرب الأوكرانية -في فبراير/شباط 2022- وما تلاها من تداعيات وعقوبات أثرت في خريطة إمدادات الغاز الروسي.
وبجانب مساعي الشركة العمانية للغاز المسال، عملت شركة قطر للطاقة على زيادة إنتاجها لتلبية طلب عدد كبير من الصفقات طويلة الأجل الموقعة مع دول أوروبية وآسيوية، وفي سبيل ذلك أطلقت -قبل شهرين- خطتها لزيادة الإنتاج من 77 مليون طن متري حاليًا إلى 127 مليون طن بحلول 2027، ثم 152 مليون طن متري في 2030.
خريطة العرض والطلب
قال مسؤول العمليات التجارية والتسويق لدى الشركة العمانية للغاز المسال محمود البلوشي، إنه لا توجد مخاوف من نقص الإمدادات في الآونة الحالية.
وأضاف أن الطلب على الغاز المسال سجل نموًا يتراوح بين 3 و4% العام الماضي 2023، متوقعًا تأثير النمو السكاني والميل إلى أنواع الوقود النظيفة في زيادة الطلب العالمي مستقبلًا، ما قد يسبب نقصًا في الإمدادات.
وكشف البلوشي عن أن تقديرات الشركة العمانية للغاز المسال ترجح نقصًا في الإمدادات بحلول عامي 2029 و2030، حتى مع الأخذ في الحسبان نتائج الخطط التوسعية التي تجريها قطر.
وأشار إلى أن هناك "فجوة" متوقعة بحلول نهاية العقد الجاري، مرجعًا ذلك إلى أن التقدير طويل الأجل لمعدل العرض والطلب يعكس الحاجة إلى خطط زيادة الإمدادات، لتجنب النقص المستقبلي للغاز المسال بمعدلات كبيرة.
خط إنتاج جديد
تملك الشركة العمانية للغاز المسال تصورًا تستعد به لمواجهة النقص المحتمل بحلول نهاية العقد الجاري، إذ تدرس -بالتشاور مع حكومة السلطنة- التوسعة عبر إضافة خط إنتاج رابع.
وتبلغ سعة خطوط الشركة الثلاثة الحالية 11.4 مليون طن متري سنويًا من الغاز المسال، ومن المتوقع أن يضيف خط الإنتاج الرابع إلى السعة الإنتاجية الحالية للشركة، بما يقارب الثلث (30%)، إذا أسفرت المناقشات المبكرة للشركة مع الحكومة عن إقرار خطة التوسعة.
ويقارن الرسم البياني أدناه -الذي أعدّته منصة الطاقة المتخصصة- بين صادرات الغاز المسال العماني خلال الربع الأول من عامي 2023 و2024:
وأوضح محمود البلوشي أن خط الإنتاج الرابع قد يضيف إلى هذه السعة ما يتراوح بين 3.6 و3.7 مليون طن متري سنويًا، بما يرفع السعة الإجمالية للشركة من الخطوط الـ4 إلى ما يقارب 15 مليون طن متري سنويًا.
وتُعد سعة الخط الرابع أكبر توسعة أجرتها الشركة على أسطول إنتاجها، منذ إضافة خط الإنتاج الثالث عام 2005 أو 2006.
وتحفّظ البلوشي على الإفصاح عن تكلفة خط الإنتاج الرابع، غير أنه أشار إلى أهمية الأشهر الـ6 المقبلة وحتى نهاية العام الجاري 2024، إذ تصل الشركة العمانية للغاز المسال خلال هذه المدة إلى رؤية مشتركة تحسم من خلالها أمر التوسعة حسب الاحتياج.
استعدادات عمان
تحتاج الخطط التوسعية الطموحة التي تسعى إليها الشركة العمانية للغاز المسال إلى استعداد موازٍ في أسطول النقل، ويتطلب ذلك زيادة معدل طلبات سفن جديدة تعمل ناقلات للغاز المسال.
وتعتمد الشركة العمانية للغاز المسال حاليًا على استئجار سفن من شركة الشحن المملوكة للسلطنة أسياد (Asyad)، ويتراوح الأسطول المؤجر بين 5 و6 ناقلات.
وأوضح محمود البلوشي أنه في حال إقرار الخطة التوسعية، وإضافة خط إنتاج جديد، فإن الشركة ستلجأ إلى طلب المزيد من السفن من "أسياد".
وتطرق إلى أن مبيعات السلطنة من الغاز المسال في السوق الفورية تشكّل حصة تتراوح بين 10 و15%، في حين تؤول مبيعات الحصة المتبقية بالكامل إلى العقود طويلة الأجل، وفق تصريحاته إلى ستاندرد أند بورز غلوبال (S&P Global).
وتابع البلوشي أن الطلب الفوري على الغاز المسال العماني الذي تنتجه الشركة كان غالبيته من السوق الآسيوية، بالإضافة إلى طلب أوروبي "محدود" في ظل المنافسة مع الإمدادات الأميركية وغيرها.
وأكد أن مشتري آسيا فضّلوا سوق الغاز المسال الفورية على مدار السنوات الـ5 الماضية، ما عرضهم لمخاطر تقلبات الأسعار.
ويرصد الرسم البياني أدناه -الذي أعدّته منصة الطاقة المتخصصة- وجهات صادرات الغاز المسال العماني خلال العام الماضي 2023:
أسعار الغاز المسال
يرى مسؤول العمليات الخارجية لدى الشركة العمانية للغاز المسال أن زيادة المعروض في الأسواق حاليًا عزز من انخفاض الأسعار، مشيرًا إلى أن الطلب شهد حالة من الهدوء مع عودة عدد من البلدان للاعتماد على الفحم، خاصة في أوروبا.
وقال إن الطقس المعتدل والأكثر دفئًا، خلال فصل الشتاء الماضي، أدى إلى توافر المزيد من الإمدادات في ظل مستويات تخزين مرتفعة.
وبالمقارنة، نجد أن أسعار الغاز المسال للتسليم الفوري إلى آسيا انخفضت عن مستويات عام 2022، وقُدر سعر الوحدة الحرارية البريطانية إلى شمال شرق آسيا -في 22 أبريل/نيسان 2024 الجاري- بنحو 10.33 دولارًا لكل مليون وحدة حرارية بريطانية.
وتنخفض هذه الأسعار عن تقديرات نهاية العام الماضي 2023، البالغة 11.25 دولارًا لكل مليون وحدة حرارية بريطانية.
وتختلف تقديرات الشهر الجاري والعام الماضي كليًا عن عام 2022، الذي شهدت الأسواق خلاله تقلبات عنيفة أدت إلى قفزة سعر المليون وحدة حرارية بريطانية -في مارس/آذار- إلى مستوى قياسي بلغ 74.86 دولارًا.
موضوعات متعلقة..
- نتائج أعمال الشركة العمانية للغاز المسال 2022.. قفزة تاريخية في الإنتاج والأرباح (3 رسومات)
- الغاز المسال العماني يؤمّن احتياجات أوروبا بصفقة جديدة
- صادرات سلطنة عمان من الغاز المسال ترتفع في الربع الأول.. وهؤلاء أكبر المستوردين
اقرأ أيضًا..
- مخزونات النفط الأميركية تنخفض 6.4 مليون برميل في أسبوع
- صادرات العراق من النفط ترتفع 430 ألف برميل يوميًا رغم تخفيضات أوبك+
- صادرات النفط السعودي تنخفض 10% في الربع الأول من 2024 (رسوم بيانية)