فيضانات روسيا تغلق آبار الغاز.. وإنتاج مصافي التكرير عند أدنى مستوى
أسماء السعداوي
تشهد روسيا فيضانات وُصفت بأنها الأعنف منذ 80 عامًا، لتنال من البنية الأساسية لقطاع الطاقة الذي وقع مؤخرًا تحت رحمة الهجمات الأوكرانية.
وخوفًا من أضرار الفيضانات، أغلقت شركة تابعة لعملاقة الطاقة الروسية "غازبروم" (Gazprom) أكثر من 20 بئرًا منتجة للغاز الطبيعي في أورنبرغ، وفق ما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.
وتعوق الفيضانات أعمال التشغيل والصيانة في مصافي نفط استهدفتها الهجمات الأوكرانية، لتبقى عند أدنى مستوياتها التشغيلية منذ 11 شهرًا.
مصافي التكرير في روسيا
خلال المدة بين يومي 11 و17 أبريل/نيسان الجاري، انخفضت معدلات تشغيل المصافي إلى 5.22 مليون برميل يوميًا، بمتوسط 10 آلاف برميل يوميًا، بأقل بنسبة 0.2% عن المتوسط في الأسبوع السابق.
وفي الأسبوع نفسه، شُغِّلَ معظم المصافي الكبرى المتضررة من الهجمات الأوكرانية عند مستويات تقترب من متوسط الأسبوع السابق، إلّا أنها ظلّت دون المستوى قبل الهجمات.
وعلى مدار شهر أبريل/نيسان، عملت مصافي التكرير في روسيا عند متوسط 5.23 مليون برميل يوميًا، لتقترب من أدنى مستوياتها التشغيلية في مايو/أيار من العام الماضي (2023).
وتأثّر قطاع التكرير الروسي سلبًا بالفيضانات التي تسببت بخروج مصفاة أورسك من الخدمة يوم 7 أبريل/نيسان، بحسب تقرير نشرته وكالة بلومبرغ.
وعلى مدار الأسبوع الماضي، انخفض إنتاج المصفاة بمقدار 26 ألفًا و500 برميل يوميًا في المتوسط، لتكون المسهِم الأكبر في تراجع قدرات الإنتاج الكلية للوقود الروسي خلال المدة بين 11 و17 أبريل/نيسان.
تقع المصفاة على بعد ألف و800 كيلومترًا إلى الشرق من العاصمة الروسية موسكو، بالقرب من الحدود مع قازاخستان، وتصل قدراتها الإنتاجية السنوية إلى 6 ملايين طن من النفط (34.8 مليون برميل).
(النفط الروسي= 7.3 برميلًا).
كما انخفض إنتاج مصفاة نوفوشاختينسك مصفاة وبرم التابعة لشركة لوك أويل (Lukoil) بمقدار 45 ألف برميل يوميًا في المتوسط للمصفاتين، بسبب أعمال الصيانة التي تسبق ارتفاع الطلب خلال أشهر الصيف.
آبار الغاز
أغلقت وحدة مملوكة لشركة غازبروم نحو 20 بئرًا منتجة للغاز الطبيعي في منطقة أورنبرغ في جبال الأورال، لحمايتها من خطر الفيضانات.
ويُنتج حقل النفط والغاز أورنبرغ 10 مليارات متر مكعب من الغاز و300 ألف طن من النفط والغاز المصاحب يوميًا، بحسب تقرير لوكالة رويترز الذي طالعته منصة الطاقة المتخصصة.
وعادةً ما تضرب الفيضانات منطقتي الأورال في روسيا وشمال قازاخستان في هذا الوقت من كل عام، إلّا أن هذا العام هو الأسوأ، فقد قالت السلطات، إن مستويات المياه نهر توبول تجاوزت أعلى مستوى مسجل في عام 1994.
الهجمات الأوكرانية
تستعمل أوكرانيا الطائرات من دون طيار لدكّ مواقع أهم صناعة في روسيا، بغية تقويض تدفّق إيرادات النفط الدولارية التي تغذّي الحرب وتقليص إمدادات الوقود لآلات القتال.
وفي مطلع العام الجاري، تسببت الهجمات الأوكرانية في إغلاق جزئي أو كلّي لمصافي التكرير الروسية، وفي شهر مارس/آذار المنقضي، بدأ مشغّلو المصافي إجراء عمليات الصيانة، لكن الفيضانات أبطأت وتيرة ذلك التعافي.
وحذّر وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في مطلع الشهر الجاري من الهجمات الأوكرانية على مصافي التكرير الروسية، خشية أن تهدد بإلحاق أضرار بأسواق الطاقة العالمية، داعيًا كييف إلى التركيز على الأهداف العسكرية.
وتحاول الولايات المتحدة إحداث توزان بين خفض إيرادات صادرات النفط الروسية عقابًا لموسكو على غزو أوكرانيا، والحفاظ على إمدادات أسواق الطاقة.
لكن المخاوف تتزايد في ظل ارتفاع أسعار النفط إلى أعلى مستوياتها في 6 أشهر تقريبًا، بسبب التوترات الجيوسياسية في منطقة الشرق الأوسط.
موضوعات متعلقة..
- خسائر قطاع الكهرباء في أوكرانيا من حرب روسيا تقارب 9 مليارات دولار (تقرير)
- احتياطيات النفط والغاز في روسيا كبيرة ظاهريًا وتتضاءل مقارنة بمعدلات الإنتاج اليومي (مقال)
- منشآت الطاقة في أوكرانيا تتلقى ضربة انتقامية "ضخمة" من روسيا
اقرأ أيضًا..
- أرامكو السعودية تدخل صفقة استحواذ جديدة بقطاع البتروكيماويات في الصين
- سلطنة عمان تحتضن أول مركز لتزويد السفن بالغاز المسال في الشرق الأوسط
- تأسيس منطقة حرة لإنتاج وتخزين النفط ومشتقاته في مصر باستثمارات إماراتية
- رئيس كوب 28: الطاقة المتجددة لن تستطيع وحدها تلبية الطلب العالمي