من يمول وكالة الطاقة الدولية؟.. فاتح بيرول يجيب عن حصة أميركا دون الآخرين

تزايد الجدل حول مصادر تمويل وكالة الطاقة الدولية بين عدد من النخبة السياسية الأميركية التي ضاقت ذرعًا بانخراط الوكالة في حملات ممنهجة ضد مصادر النفط والغاز.

وشنّ عدد من نواب مجلسي النواب والشيوخ الأميركيين هجومًا واسعًا على المدير التنفيذي لوكالة الطاقة فاتح بيرول خلال الأسابيع الماضية، مع اتهامه بتحويل الوكالة إلى منبر يهدد أمن الطاقة العالمي لصالح خطة مناخية جديدة مناهضة للنفط والغاز.

وتساءل النواب بقيادة رئيسة لجنة الطاقة والتجارة بمجلس النواب كاثي مكموريس رودجرز عن مصادر تمويل وكالة الطاقة الدولية وحصة الولايات المتحدة من إجمالي التمويل خلال السنوات الـ10 الماضية، بحسب خطابات رسمية حصلت عليها وحدة أبحاث الطاقة، ومقرّها واشنطن.

وطلب النواب من فاتح بيرول تقديم بيانات تفصيلية عن جميع نفقات الوكالة وحصة الولايات المتحدة من هذه النفقات، حسب وظائف وأنشطة الوكالة، مثل الاستعداد لحالات الطوارئ، وجمع البيانات، والتنبؤ والسفر والنفقات العامة الأخرى، مع إظهار كل تطور لكل بند على مدار السنوات الـ10 الماضية.

كما تساءلوا عن سبب عدم قيام الوكالة بإتاحة بياناتها ومنهجياتها وافتراضاتها العامة للجمهور بصورة مجانية، كما تفعل إدارة معلومات الطاقة الأميركية، إذ تحجب الوكالة بعض الإصدارات والتقارير عن الجمهور وتجعلها مدفوعة.

جاء ذلك ضمن سلسلة واسعة من التساؤلات النقدية الشاملة التي أطلقها النواب في واحد من أكبر الاستجوابات الموجهة لمدير وكالة الطاقة الدولية، إن لم يكن الأكبر في تاريخها على الإطلاق.

وتجاوز عدد الأسئلة 32 استفسارًا موجّهًا إلى المدير التنفيذي فاتح بيرول عبر مراسلات مكتوبة انفردت بنشرها وحدة أبحاث الطاقة بصورة تحليلية مفصلة بين 20 مارس/آذار 2024 و3 أبريل/نيسان 2024.

حصة أميركا من تمويل وكالة الطاقة الدولية

اكتفى مدير وكالة الطاقة الدولية فاتح بيرول بالإجابة على استفسارات النواب الأميركيين حول حصة الولايات المتحدة من تمويل الوكالة، لكنه لم يفصح عن إجمالي تمويل المؤسسة وأوجه إنفاقها السنوي الموزعة على الأنشطة والقطاعات.

وقال بيرول في ردّ مكتوب بتاريخ 5 أبريل/نيسان 2024 مرسل للنواب الذين راسلوه للاستفسار، إن حصة الولايات المتحدة من تمويل الوكالة بلغت 14% من إجمالي الإنفاق السنوي الاعتيادي على مدار السنوات الـ10 الماضية.

وبلغ حجم التمويل الذي قدّمته الولايات المتحدة للوكالة في عام 2023 قرابة 5.8 مليون دولار، وهو المبلغ نفسه المتوقع أن تدفعه في عام 2024.

بينما بلغ متوسط إسهام الولايات المتحدة خلال المدة من 2015 إلى 2022 قرابة 5.7 مليون دولار سنويًا بحسب التوضيحات المالية التي قدّمها فاتح بيرول في خطابه المكتوب إلى رئيسة لجنة الطاقة والتجارة بمجلس النواب كاثي مكموريس رودجرز، وعضو لجنة الطاقة والموارد الطبيعية في مجلس الشيوخ جون باراسو.

إضافة إلى ذلك، قدّمت الولايات المتحدة مبلغًا إضافيًا قدره 1.07 مليون دولار في صورة إسهامات طوعية على مدى السنوات الـ10 الماضية، بحسب توضيح إضافي من فاتح بيرول.

إجمالي التمويل 43 مليون دولار

لم يفصح مدير وكالة الطاقة الدولية عن إجمالي تمويل المؤسسة في عام 2023، ولا في الأعوام الـ9 الماضية، لكن وحدة أبحاث الطاقة تقدّر الإجمالي بما يتراوح بين 42 و43 مليون دولار في المتوسط، استنادًا إلى أن حصة الولايات المتحدة تبلغ 14% أو ما يعادل 5.8 مليون دولار.

ويقول فاتح بيرول، إن كل حكومة من الحكومات الأعضاء في الوكالة تحصل على تقارير مفصلة ومنتظمة عن نفقاتها السنوية، بما في ذلك الولايات المتحدة، وذلك من خلال ممثلها في لجنة الميزانية والإنفاق التابعة للوكالة.

أمّا بالنسبة لسؤال عدم إتاحة الوكالة جميع إصداراتها للجمهور مجانًا، فقد اعترف مدير الوكالة بأنها توفر جزءًا من بياناتها بصورة مدفوعة بالفعل، لكن مع تمييز الأكاديميين والمنظمات غير الربحية في قيمة الدفع وشروطه.

كما حاول فاتح بيرول الرد على اتهامات عديدة أطلقها النواب الأميركيون، من بينها الانحراف بالوكالة عن مهمتها الأساسية التي أنشأت من أجلها قبل 50 عامًا، وذلك في خطاب طويل بلغ عدد صفحاته 11 صفحة، بحسب النسخة التي حصلت عليها وحدة أبحاث الطاقة.

وتشير تلك الانتقادات المتصاعدة لمدير الوكالة في صفوف النواب الأميركيين -غالبيتهم من الحزب الجمهوري- إلى أن فاتح بيرول قد يواجه سنوات صعبة للغاية، إذا فاز دونالد ترمب بالانتخابات الرئاسية المقبلة في 5 نوفمبر/تشرين الثاني 2024، ما قد يهدد بوقف التمويل الأميركي للوكالة، كما فعل ترامب سابقًا أيام ولايته الأولى، عندما قرر وقف تمويل منظمة الصحة العالمية بسبب خلافه مع رئيس المنظمة أثناء جائحة كورونا (أبريل/نيسان 2020).

كم عدد أعضاء الوكالة؟

أُسِّست وكالة الطاقة الدولية قد عام 1974، بغرض ضمان أمن إمدادات النفط والتنسيق بين الدول الأعضاء في أعقاب الاضطرابات الناجمة عن الحظر النفطي العربي في أثناء حرب أكتوبر/تشرين الأول 1973.

ويقع مقرّ الوكالة في باريس، وتضم الآن 31 دولة عضوًا، أبرزهم الولايات المتحدة وألمانيا وفرنسا وإسبانيا وإيطاليا وهولندا والمملكة المتحدة وتركيا وكوريا الجنوبية.

ولا تضم الوكالة أيّ دولة عربية في عضويتها الرئيسة، لكنها تضم مصر والمغرب في قائمة الأعضاء المنتسبين التي يصل عددها إلى 13 دولة، و تضم الصين والهند والأرجنتين والبرازيل وأوكرانيا وإندونيسيا وسنغافورة وتايلاند والسنغال وكينيا وجنوب أفريقيا .

كما تسعى 5 دول للانضمام إلى عضوية الوكالة خلال المدة المقبلة، وهي: تشيلي وكولومبيا وإسرائيل ولاتفيا وكوستاريكا، بحسب بيانات تفصيلية رصدتها وحدة أبحاث الطاقة من موقع الوكالة.

وتمثّل الدول الأعضاء في الوكالة 80% من استهلاك الطاقة العالمية، و62% من إنتاجها، كما تشكّل 80% من انبعاثات الكربون، و87% من استثمارات الطاقة النظيفة عالميًا.

موضوعات متعلقة..

• مدير وكالة الطاقة الدولية يواجه استجواب الكونغرس.. عشرات الأسئلة تنتظر إجاباته
• هل يستقيل مدير وكالة الطاقة الدولية؟.. ترمب قد يكتب قصة النهاية
• رؤساء 5 شركات عالمية يهاجمون وكالة الطاقة الدولية: إقصاء النفط نتيجته الفوضى

اقرأ أيضًا..

• أنس الحجي يفضح أكاذيب التغير المناخي.. هكذا يُضلل بايدن والغرب العالم (صوت)
• شيفرون تهاجم وكالة الطاقة: لا نبيع منتجات شيطانية.. وتقديراتكم غير واقعية
• الملياردير الأميركي إيلون ماسك يدافع عن النفط والغاز.. ماذا قال؟
• شركات النفط والغاز تحذر من دعوات تحول الطاقة: كارثة لن ننساها