مان الألمانية تبدأ إنتاجًا محدودًا للشاحنات العاملة بمحرك احتراق الهيدروجين

هبة مصطفى

2024-04-16

0 567

عززت شركة مان الألمانية أسطولها من المركبات الخالية من الانبعاثات، بإزاحتها الستار عن إنتاج صغير من الشاحنات العاملة بمحرك الاحتراق الهيدروجيني.

وبحسب متابعة منصة الطاقة المتخصصة، ربطت شركة مان للشاحنات والحافلات (MAN Truck & Bus) بين محرك احتراق الهيدروجين المستعمل في 200 شاحنة جديدة، وبين محرك ديزل سبق أن أنتجته بكفاءة عالية.

وبحسب متابعة منصة الطاقة المتخصصة، أظهرت تصريحات سابقة لمسؤولين بالشركة استمرار الشكوك حول تطبيقات الهيدروجين، والانحياز لإنتاج مركبات كهربائية تعمل بالبطارية.

انبعاثات منخفضة

يُطلق على طرازات شاحنات شركة مان الألمانية الجديدة (MAN gTGX)، وتعمل بمحرك الاحتراق الهيدروجيني إتش 45 (H45)، حسب بيان منشور بالموقع الإلكتروني للشركة.

ويُتيح ضخ الهيدروجين بصورة مباشرة في محرك احتراق الشاحنة تزويدها السريع بالكهرباء، ويمكن ملء خزان الشاحنات الجديدة لشركة مان الألمانية -الذي يزن 56 كيلوغرامًا- بالهيدروجين المضغوط خلال 15 دقيقة فقط، ويولّد محرك الاحتراق الهيدروجيني وقودًا كافيًا لنقل حمولة تزيد عن 100 طن.

شاحنة شركة مان الألمانية الجديدة - الصورة من موقع الشركة

ورغم أن الشركة تجنّبت استعمال خلايا وقود الهيدروجين لتسيير هذه الشاحنات، فإنه ما زال يُنظر إليها بوصفها "عديمة الانبعاثات"، إذ تقتصر انبعاثات عادمها على أقل من غرام واحد من ثاني أكسيد الكربون/طن كيلومتر (وحدة قياس انبعاثات الشاحنات).

وبالنظر إلى معدل الانبعاثات المذكور، تكون الشاحنات متوافقة مع اشتراطات الاتحاد الأوروبي للنقل البري، بحسب صحيفة إليكتريك (electrek).

وتشير التوقعات إلى أن خط إنتاج الشركة من شاحنات محرك الاحتراق الهيدروجيني، البالغ عددها 200 شاحنة، سيُستعمل في نقل الحمولات الثقيلة مثل أجزاء توربينات الرياح خاصة البحرية أو الأخشاب الثقيلة، بعد إنتاجها في أحد المصانع المحلية.

البطاريات وشكوك الهيدروجين

تزامن إعلان شركة مان الألمانية مع تأكيد قادة ومسؤولين بالشركة انحيازهم لإنتاج الشاحنات العاملة بالبطاريات؛ ما زاد من الشكوك حول تطبيقات الهيدروجين المستقبلية.

ويعمّق إعلان الشركة من مخاوف حاجة تقنيات الهيدروجين إلى سنوات أخرى حتى تنتشر في الأسواق بمعدل مناسب، ومنافسة المركبات الأخرى بهدف خفض انبعاثات قطاع النقل.

وقال مسؤول مبيعات وعملاء الشركة، فريدريش باومان، إن استعمال تقنيات الهيدروجين يسمح للشركة بدخول سوق الوقود النظيف؛ ما يدعم تعزيز البنية التحتية للهيدروجين في خطط عمل الشركة.

وأكد باومان أن الشاحنات العاملة بمحرك احتراق هيدروجيني تشكّل إضافة مميزة، لكنه شدد -في الوقت ذاته- على أن التركيز على الشاحنات الكهربائية العاملة بالبطاريات يدعم خطط الشركة في تخلُّص شاحنات النقل البري من الانبعاثات الكربونية.

أمّا الرئيس التنفيذي للشركة "ألكسندر فلاسكامب"، فسبقَ أن أعلن الحرب على تطبيقات الهيدروجين، في تصريحات له خلال يناير/كانون الثاني الماضي.

وقال فلاسكامب، إن تكلفة الهيدروجين (غير المتجدد) تتراوح بين 13 و14 يورو؛ ما يجعل المنافسة بينه وبين الشاحنات الكهربائية العاملة بالبطاريات "مستحيلة".

تصميم محرك الاحتراق الخاص بالشاحنات الجديدة - الصورة من موقع الشركة

خطط مان الألمانية

برر ألكسندر فلاسكامب إعلان شركة مان الألمانية الإنتاج المحدود لنحو 200 شاحنة تعمل بمحرك الاحتراق الهيدروجيني، بأنه جاء لإثبات وجهة نظر الشركة حيال تطبيقات الوقود النظيف، ورهنَ استعمال الشركة له في النقل بحلول عام 2035 بمدى توافر إمداداته وبُنيته التحتية وملائمة سعره.

وتركّز شركة مان الألمانية على استعمال محرك الاحتراق الهيدروجيني في الآونة الحالية، بعد أن كانت تخطط لتطوير وتجربة العمل بخلايا الوقود بدءًا من عام 2025.

ويشبه نظام محرك الشاحنات الهيدروجينية الأسس التي يعمل بها محرك طرازها بي 38 (B38) العامل بالديزل، وتخطط الشركة لنشرها في كل من: ألمانيا، والنرويج، وأيسلندا، وهولندا، بالإضافة لدول غير أوروبية لم يُفصح عنها بحلول العام المقبل 2025.

ويمكن لطرازات شاحنات الشركة العاملة بالديزل نقل حمولة تصل إلى 250 طن (وزن توربينات الرياح كبيرة الحجم)، بخزان تصل سعته إلى 15 لترًا، وفق موقع هيدروجين إنسايتس (Hydrogen Insights).

وأرجأت الشركة خط إنتاج شاحنات خلايا الوقود الكهربائية العاملة بخلايا وقود الهيدروجين، والتي كان مخططًا لها بحلول عام 2025، لصالح تجريب الشاحنات الهيدروجينية العاملة بمحرق الاحتراق.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..