طلبات بناء سفن نقل السيارات الصينية تقفز بفضل صادرات "الكهربائية"
بكين تتفوق على اليابان في الصادرات خلال 2023
حياة حسين
قفزت طلبات بناء سفن نقل السيارات الصينية إلى أعلى مستوى بفضل الزيادة الكبيرة في صادرات المركبات الكهربائية، وهو ما سيؤدّي لزيادة حجم أسطول بكين، لتحتلّ المرتبة الرابعة عالميًا فور الانتهاء؛ بدلًا من الثامنة حاليًا، وفق بيانات حديثة.
وأشارت بيانات شركة استشارات الشحن "فيزون ناتيكال" Veson Nautical، التي طالعتها منصة الطاقة المتخصصة، إلى أن الشركات الصينية سجلت أوامر بناء سفن جديدة يبلغ عددها 47 أمرًا خلال الربع الأول من العام الجاري (2024)، وهي تمثّل 25% من إجمالي الطلبات العالمية عن هذه المدة.
وكانت صحف عالمية قد كشفت أزمة تكدُّس السيارات الكهربائية الصينية في المواني الأوروبية، واتخاذ كثير من شركات الدولة الآسيوية العملاقة -التي تقود العالم حاليًا في هذا القطاع- من مواني القارة العجوز أماكن تخزين لمنتجاتها لحين انطلاقها إلى أسواق الاتحاد.
وهناك 33 من سفن نقل السيارات الصينية تمثّل أسطول بكين الحالي، الذي يجعلها تحتلّ المرتبة الثامنة عالميًا من ناحية أكبر عدد تمتلكه كل دولة، ويسبقها في ذلك عدّة دول، تأتي في مقدمتها اليابان بـ283 سفينة، والنرويج بـ102، وكوريا الجنوبية بـ72، ثم جزيرة مان التابعة للتاج البريطاني بـ61 سفينة.
أوامر بناء سفن نقل السيارات الصينية
توزعت أوامر بناء سفن نقل السيارات الصينية في الربع الأول من العام الجاري (2024) بين عدد من كبريات الشركات المنتجة، مثل: "سايك موتور" SAIC Motor، و"شيري أتوموبيل" Chery Automobile، وعملاقة السيارات الكهربائية "بي واي دي" BYD.
ويُضاف إلى أصحاب أوامر شراء سفن نقل السيارات الصينية، شركات شحن مهمة، مثل "كوسكو" COSCO و"تشينا ميرتشانتس" China Merchant اللتين تسجلان طلباتهما لصالح المنتجين من شركات صينية أخرى.
وكشفت بيانات شركة استشارات الشحن "فيزون ناتيكال" أن أكثر من 80% من طلبات بناء سفن نقل السيارات الصينية كان من نصيب الشركات المحلية، إذ بلغت 82% حسبما ذكرت وكالة رويترز، الأسبوع الماضي.
وبسبب شدة المنافسة في السوق المحلية الصينية، وما أسفر عنها من تراجع الأسعار، مع التباطؤ الاقتصادي في البلاد، لجأ منتجو السيارات إلى الأسواق العالمية التي تشهد زيادة في الطلب على وحداتها؛ ما يعوضها انخفاض الأسعار بزيادة الصادرات بأسعار أعلى.
وتغلبت الصين على اليابان في حجم صادرات السيارات العام الماضي (2023)، وصدّرت شركة "بي واي دي" بمفردها أكثر من 240 ألف سيارة، تمثّل 8% من إجمالي المبيعات العالمية، وتخطط لزيادة الصادرات إلى 400 ألف سيارة خلال 2024.
الشركات الأجنبية
دفعت زيادة إنتاج الشركات المحلية وإقبال الأجنبية للاستفادة من انخفاض التكلفة إلى رفع الطلب على بناء سفن نقل السيارات الصينية خلال الربع الأول من 2024.
وبدأ عدد من كبريات الشركات العالمية الإنتاج في الصين، مثل "تيسلا" الأميركية Tesla و"فولكس فاغن" الألمانية Volkswagen، مستهدفة التصدير والاستفادة من مزايا التكلفة المنخفضة في بكين لكل حلقات سلسلة الإمداد، وفق تقرير طالعته منصة الطاقة المتخصصة.
ودفع ارتفاع تكلفة الشحن والدعم الحكومي المنتجين إلى طلب العديد من الشركات شراء سفن نقل السيارات الصينية بأنفسهم، بدلًا من الاستعانة بشركات شحن.
وفي نهاية 2023، بلغت التكلفة اليومية لسفينة تنقل 6500 سيارة نحو 115 ألف دولار أميركي، ما يزيد عن أكثر من 7 أضعاف التكلفة في 2019، وفق بيانات شركة الاستشارات "كلاركسون" Clarkson.
على جانب آخر، اتهمت كل من أميركا وأوروبا الصين بمحاولات إغراق أسواقهما بسيارات رخيصة، وقالت حكومة الصين، إن الاعتماد على السعة الإنتاجية الواسعة فقط قد يؤدي إلى تقويض فرص الابتكار، ويبالغ في تقدير الدور الذي تؤديه الدولة في دفع عجلة النمو.
وعلّق كبير الاقتصاديين في شركة "إيكونوميست إنتيليجنس يونيت" Economist Intelligence Unit إكس يو تينتشن قائلًا: "مخاطر الإنتاج الفائض موجودة في قطاع بناء السفن.. ومع ذلك هناك مجال مرتبط لم يحظَ بهذا الكم من الإنتاج، وهو سفن نقل السيارات".
وكانت وزيرة الخزانة الأميركية جانيت يلين قد أثارت أزمة الإنتاج الزائد مع مسؤولي الصين، خلال زيارتها التي استغرقت 4 أيام في بكين مؤخرًا.
ويزور وزير التجارة الصيني وانغ ونتاو أوروبا حاليًا، ومن المتوقع أن يناقش مع المفوضية تحقيقًا حول ما إذا كانت شركات إنتاج السيارات الكهربائية الصينية تستفيد بصورة غير عادلة من الدعم.
موضوعات متعلقة..
- السيارات الكهربائية الصينية تنتعش بطرازات جديدة في مواجهة "تيسلا"
-
السيارات الكهربائية الصينية تستعد للإنتاج في أوروبا لأول مرة
-
لإبعاد السيارات الكهربائية الصينية.. بايدن يضع خطة جديدة بـ"دوافع أمنية"
اقرأ أيضًا..
- صادرات الغاز الطبيعي الأميركية ترتفع 10% مسجلة مستوى قياسيًا
-
هل ترتفع أسعار النفط إلى 100 دولار بعد الهجوم الإيراني؟.. 9 خبراء يتحدثون