التقاريرتقارير السياراترئيسيةسيارات

لإبعاد السيارات الكهربائية الصينية.. بايدن يضع خطة جديدة بـ"دوافع أمنية"

نوار صبح

في 29 فبراير/شباط 2024، اقترحت إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن، خطة بديلة لاستبعاد السيارات الكهربائية الصينية خارج البلاد بدوافع أمنية تتعلق بالمعلومات والبيانات التي قد تنقلها هذه المركبات إلى جهات خارجية، دون فرض حواجز تجارية غير قانونية.

وأفاد البيان الصحفي الصادر عن البيت الأبيض أن "شركات صناعة السيارات الصينية تسعى إلى إغراق الأسواق في الولايات المتحدة والعالم، ما يشكّل تهديدات جديدة لأمننا القومي"، مشيرًا إلى أن "الرئيس بايدن لن يسمح بحدوث ذلك"، وفق ما طالعته منصة الطاقة المتخصصة.

وبناءً على توجيهات الرئيس، ستحقّق وزارة التجارة الأميركية في مخاطر الأمن القومي الناجمة عن السيارات الكهربائية الصينية، المتصلة بالإنترنت، والتي تتضمن التكنولوجيا من البلدان المعنية، والنظر في اللوائح التنظيمية لمعالجة تلك المخاطر.

مخاوف شركات صناعة السيارات الأميركية

أثار نبأ استكشاف شركة "بي واي دي" BYD، أكبر شركة لصناعة السيارات الكهربائية الصينية، مواقع لبناء مصنع جديد في المكسيك مخاوف شركات صناعة السيارات الأميركية.

وقامت شركة "بي واي دي" ببناء سيارات كهربائية تعمل بالبطارية أكثر من شركة "تيسلا" Tesla في الربع الرابع من العام الماضي، لتصبح أكبر شركة مصنّعة للسيارات الكهربائية في العالم.

سيارة بي واي دي الكهربائية طراز دولفين ميني
سيارة بي واي دي الكهربائية طراز دولفين ميني – الصورة من رويترز

وعززت هذه التطورات القلق بشأن التهديد الذي تشكّله السيارات الكهربائية الصينية، حسبما نشره موقع كلين تكنيكا (CleanTechnica) المعني بأخبار التكنولوجيا النظيفة والطاقة المستدامة والمركبات الكهربائية.

وتكمن المشكلة في أنه يمكن استيراد السيارات المصنوعة في المكسيك إلى الولايات المتحدة دون دفع تعرفات جمركية، وذلك بموجب الاتفاقية بين الولايات المتحدة والمكسيك وكندا، التي حلّت محلّ اتفاقية التجارة الحرة لأميركا الشمالية (نافتا).

ويصف تحالف المصنّعين الأميركيين احتمال تدفّق السيارات الكهربائية الصينية رخيصة الثمن عبر الحدود بأنه "حدث كارثي" بالنسبة لشركات صناعة السيارات الأميركية ومئات القطاعات التي تعتمد على تصنيع السيارات.

إزاء ذلك، لا تستطيع الولايات المتحدة أن تحظر السيارات الصينية دون انتهاك اتفاقيات التجارة الحرة الدولية التي دافعت عنها أميركا نفسها لعقود من الزمن.

وعندما تبدأ السيارات الصينية في الوصول بكميات كبيرة، فقد تكون مؤهلة للحصول على حوافز فيدرالية للسيارات الكهربائية تصل إلى 7 آلاف و500 دولار لكل منها، عندما تحظى بالقبول لدى الجمهور.

رهاب الصين أم قلق مشروع؟

يرى محللون أن السيارات الكهربائية تمثّل، حاليًا، أجهزة حاسوب تسير على عجلات.

لذلك، منعت السلطات الصينية سيارات تيسلا (Tesla) من العمل في مناطق معينة لأن "كاميراتها" قد تسجل معلومات حول المنشآت العسكرية الصينية، وتشاركها مع وكالة الأمن القومي، أو وكالة المخابرات المركزية، أو مكتب التحقيقات الفيدرالي، أو أيّ من مئات العمليات الأمنية الأميركية الأخرى (بعضها سرّي للغاية).

سيارة من إنتاج شركة تيسلا
سيارة من إنتاج شركة تيسلا - الصورة من الموقع الإلكتروني للشركة

ولا يُسمح لأحد بمعرفة أيّ شيء عنها، بما في ذلك الأشخاص الذين يديرونها، وفق المعلومات التي رصدتها منصة الطاقة المتخصصة.

من جهتها، أطلقت الصين مؤخرًا منطاد طقس قابلًا للتوجيه على ارتفاعات عالية عبر شمال الولايات المتحدة، ويُفترض أنه كان قمرًا صناعيًا للتجسس، على الرغم من النفي الشديد من جانب المسؤولين الصينيين.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية، ماو نينغ، للصحافة ردًا على التحقيق: "إن الصين تحثّ الولايات المتحدة على احترام قوانين اقتصاد السوق ومبادئ المنافسة العادلة، والتوقف عن المبالغة في مفهوم الأمن القومي، ووقف ممارساتها التمييزية".

وقالت وزيرة التجارة الأميركية، جينا ريموندو، لوكالة أسوشيتد برس، هذا الأسبوع، إن "السيارات المتصلة بالإنترنت "تشبه الهواتف الذكية التي تسير على عجلات" وتشكّل خطرًا جسيمًا على الأمن القومي.

وأضافت: "هذه السيارات متصلة بالإنترنت، وتقوم بجمع كميات هائلة من البيانات الحساسة عن السائقين، على سبيل المثال، المعلومات الشخصية ومقاييس مكونات الأجسام".

وأردفت "لذا، لا يتطلب الأمر الكثير من الخيال لمعرفة كيف يمكن لخصم أجنبي مثل الصين -مع إمكان الوصول إلى هذا النوع من المعلومات على نطاق واسع- أن يشكّل خطرًا جدّيًا على أمننا القومي وخصوصية المواطنين الأميركيين".

وقالت: "تخيل لو كان هناك الآلاف أو مئات الآلاف من السيارات المتصلة بالصين على الطرق الأميركية التي يمكن أن يقوم شخص ما في بكين بتعطيلها على الفور، وفي الوقت نفسه".

وأكدت ريموندو: "نحن نفعل ذلك الآن، قبل أن تنتشر السيارات المصنّعة في الصين على نطاق واسع في الولايات المتحدة، ومن المحتمل أن تهدد خصوصيتنا وأمننا القومي".

سيارة بي واي دي كهربائية صينية الصنع في معرض باريس للسيارات
سيارة بي واي دي كهربائية صينية الصنع في معرض باريس للسيارات – الصورة من وكالة الأناضول

تحقيق أوروبي بشأن السيارات الكهربائية الصينية

يُجري الاتحاد الأوروبي تحقيقًا فيما إذا كانت السيارات الكهربائية الصينية تُباع بأسعار منخفضة بشكل غير معقول في القارة، حسبما نشره موقع كلين تكنيكا (CleanTechnica).

بدورها، أنفقت الحكومة الصينية المليارات لبناء موقع مهيمن في السيارات الكهربائية وسلسلة التوريد لتصنيعها.

ووفقًا لأغلب التقارير، فإن تكلفة تصنيع السيارات الكهربائية في الصين أقلّ بنحو الثلث من تكلفة التصنيع في الولايات المتحدة أو الاتحاد الأوروبي.

تجدر الإشارة إلى أن الصين رأت فرصة في مجال النقل الكهربائي قبل 20 عامًا، فاغتنمت هذه الفرصة إلى حدّ كبير.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق