أسعار النفطنفط

أسعار النفط تقلص خسائرها.. وخام برنت فوق 90 دولارًا - (تحديث)

قلصت أسعار النفط خسائرها في نهاية تعاملات اليوم الإثنين 15 أبريل/نيسان (2024)، بعد إعلان إيران انتهاء عملية الرد على استهداف قنصليتها في سوريا بعد هجوم بطائرات مسيرة على إسرائيل.

يأتي ذلك مع قيام المشاركين في السوق بتخفيض علاوات المخاطر في أعقاب الهجوم الذي شنّته إيران، مطلع الأسبوع، على إسرائيل والذي قالت حكومة تل أبيب إنه تسبب في أضرار محدودة.

كانت أسعار النفط قد أنهت تعاملاتها، يوم الجمعة 12 أبريل/نيسان، على ارتفاع بنسبة 1% مع تصاعد التوترات في الشرق الأوسط؛ ما أدى إلى زيادة مخاطر تعطل الإمدادات النفطية من المنطقة التي تضم أكبر منتجي النفط.

أسعار النفط اليوم

في ختام الجلسة، تراجع سعر العقود الآجلة لخام برنت القياسي، تسليم يونيو/حزيران 2024، بنسبة 0.4%، لتصل إلى 90.10 دولارًا للبرميل، بعدما هبط إلى 88.73 دولارًا للبرميل خلال الجلسة.

في الوقت نفسه، هبطت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي، تسليم مايو/أيار 2024، بنسبة 0.3%، لتصل إلى 85.41 دولارًا للبرميل، وفق الأرقام التي قارنتها منصة الطاقة المتخصصة.

وارتفعت أسعار النفط القياسية، يوم الجمعة؛ تحسبًا للهجوم الانتقامي الإيراني، لتلامس أعلى مستوياتها منذ أكتوبر/تشرين الأول.

حقق الخامان القياسيان (برنت، وغرب تكساس الوسيط)، خلال الأسبوع الماضي، خسائر بنسبة 0.7% و1.4% على التوالي، وسط ضغوط من ارتفاع التضخم الذي يهدد الطلب على النفط.

تحليل أسعار النفط

يرى مستشار تحرير منصة الطاقة المتخصصة خبير اقتصادات الطاقة الدكتور أنس الحجي، أن تأثير الهجوم الإيراني الأخير في أسعار النفط يُعَد محدودًا، وقصير المدة إن وُجد.

وشدد الحجي على أن أغلب الارتفاع في أسعار النفط، خلال الأسبوع الماضي، يعود إلى توقع هذه الهجمات؛ ما يعني أن التأثير محسوب في الأسعار مسبقًا.

وقال الحجي: "لذلك؛ من المحتمل أن تنخفض أسعار النفط خلال هذا الأسبوع، ما لم تكن هناك تطورات أخرى".

أحد مواقع تخزين النفط في اليابان
أحد مواقع تخزين النفط في اليابان - الصورة من رويترز

وشمل الهجوم الإيراني أكثر من 300 صاروخ وطائرة دون طيار، وكان الأول على إسرائيل من دولة أخرى منذ أكثر من 3 عقود؛ ما أثار مخاوف بشأن صراع إقليمي أوسع يؤثر في حركة النفط عبر الشرق الأوسط.

لكن الهجوم، الذي وصفته إيران بأنه رد انتقامي على غارة جوية على قنصليتها في دمشق، لم يتسبب إلا في أضرار متواضعة؛ إذ أسقط نظام القبة الحديدية الدفاعي الإسرائيلي معظم الصواريخ.

واتفق خبير إستراتيجية السلع في آي إن جي، وارن باترسون، مع ما ساقه الدكتور أنس الحجي، قائلًا: "لقد تم تسعير الهجوم إلى حد كبير في الأيام التي سبقته.. كما أن الأضرار المحدودة وحقيقة عدم وقوع خسائر في الأرواح يعني أن رد إسرائيل ربما يكون محدودًا".

وأضاف: "لكن من الواضح أنه لا يزال هناك الكثير من عدم اليقين، والأمر كله يعتمد على كيفية رد إسرائيل الآن"، حسبما ذكرت رويترز.

ونظرًا إلى أن إيران تنتج حاليًا أكثر من 3 ملايين برميل يوميًا من النفط الخام بوصفها منتجًا رئيسًا داخل منظمة البلدان المصدرة للنفط (أوبك)؛ فإن مخاطر العرض تشمل فرض عقوبات نفطية أكثر صرامة وأن الرد الإسرائيلي قد يشمل استهداف مصادر الطاقة الإيرانية والبنية التحتية.

ومع ذلك، إذا حدثت خسارة كبيرة في الإمدادات؛ فيمكن للولايات المتحدة إطلاق المزيد من النفط الخام من احتياطياتها النفطية الإستراتيجية، في حين تمتلك أوبك أكثر من 5 ملايين برميل يوميًا من الطاقة الإنتاجية الفائضة.

إمدادات النفط

قال آي إن جي، في مذكرة للعملاء: "إذا ارتفعت أسعار النفط بشكل كبير على خلفية خسائر الإمدادات؛ فقد يتصور المرء أن تحالف أوبك+ سيتطلع إلى إعادة بعض الطاقة الفائضة إلى السوق؛ إذ لا يرغب التحالف في رؤية الأسعار ترتفع أكثر من اللازم؛ نظرًا إلى مخاوف ذلك من التأثير في الطلب".

وكان المحللون يتوقّعون على نطاق واسع ارتفاعًا قصير الأمد على الأقل في الأسعار هذا الصباح، لكنهم قالوا إن تأثيرات الأسعار الأكثر أهمية والأطول أمدًا الناجمة عن التصعيد ستتطلب انقطاعًا جوهريًا للإمدادات، مثل القيود المفروضة على الشحن في مضيق هرمز بالقرب من إيران.

وقال محللو إيه إن زد للأبحاث إن "الهجوم على سفارة إيران في سوريا ورد إيران عليه أدى إلى زيادة التوتر في الشرق الأوسط.. ومع ذلك، لا نتوقع رد فعل فوريًا في أسعار النفط الخام؛ نظرًا إلى الطاقة الفائضة الوفيرة وعلاوة المخاطر الجيوسياسية المرتفعة بالفعل".

وأضافوا: "سيحدد رد إسرائيل ما إذا كان التصعيد سينتهي أم سيستمر؛ إذ لا يزال من الممكن احتواء الصراع في إسرائيل وإيران ووكلائها، مع احتمال تورط الولايات المتحدة فقط في الحالة القصوى، نرى أنه يؤثر بشكل واقعي في أسواق النفط".

وقال محللون في سيتي للأبحاث إن التوترات التي طال أمدها، خلال الربع الثاني من هذا العام، أدت إلى تسعير النفط إلى حد كبير عند 85 إلى 90 دولارًا للبرميل. وبما أن السوق كانت متوازنة على نطاق واسع من حيث العرض والطلب طوال الربع الأول؛ فإن أي تراجع في التصعيد قد يؤدي إلى انخفاض الأسعار بشكل حاد إلى نطاق 70 دولارًا أو 80 دولارًا للبرميل.

وأضاف محللو سيتي، في مذكرة: "ما لا يتم تسعيره في السوق الحالية، من وجهة نظرنا، هو استمرار محتمل للصراع المباشر بين إيران وإسرائيل، والذي نقدر أنه قد يؤدي إلى ارتفاع أسعار النفط إلى أكثر من 100 دولار للبرميل اعتمادًا على طبيعة الأحداث".

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق