إنتاج قطاع البتروكيماويات في مصر يتجاوز 4.3 مليون طن سنويًا
تُعد صناعة البتروكيماويات في مصر أحد المحاور الرئيسة في إستراتيجية قطاع النفط، لجذب الاستثمارات الأجنبية وإدخال قيمة مضافة للاقتصاد الوطني.
وفي هذا الإطار، أكد وزير البترول والثروة المعدنية المهندس طارق الملا أن صناعة البتروكيماويات تمتلك العديد من الفرص التي تشكل إضافة مميزة للاقتصاد والاستثمار والصناعة في مصر، لما تتمتع به من مزايا تنافسية.
وشدد الملا -وفق بيان حصلت عليه منصة الطاقة المتخصصة- على أن قطاع البتروكيماويات في مصر ينفذ تقنيات حديثة للانطلاق بهذه الصناعة، ودعم الخطط التي تتبناها الدولة للتنمية المستدامة في سبيل بناء الدولة الحديثة.
وأوضح أن الخريطة الاستثمارية لمشروعات البتروكيماويات في مصر رُوعي فيها أن تضيف حلقات جديدة ومنتجات خضراء وصديقة للبيئة تزيد من إجمالي الإنتاج الذي وصل إلى أكثر من 4.3 مليون طن خلال العام المالي الماضي (انتهى في 30 يونيو/حزيران 2023).
تأمين احتياجات السوق المصرية
أوضح وزير البترول أن صناعة البتروكيماويات في مصر توفر الحلقات والمواد الإنتاجية الجديدة جانبًا مما يتم استيراده من الخارج كالصودا آش ومشتقات السيليكون والميثانول ومشروعات الطاقة الخضراء بأبعادها الاقتصادية والبيئية.
وضرب الملا مثالًا بمشروع تكنولوجيا الأخشاب وصناعتها من قش الأرز والميثانول الحيوي والأمونيا الخضراء التي تدعم أهداف صناعة البتروكيماويات الحيوية في تحقيق التنمية المستدامة وتعزيز النمو الاقتصادي.
ولفت إلى أن المشروعات واكبها تطوير مصانع البتروكيماويات القائمة، وعلى رأسها عمليات التطوير وزيادة الطاقات الإنتاجية لشركة البتروكيماويات المصرية (إحدى قلاع قطاع النفط المصري) من 80 ألف طن إلى 125 ألف طن سنويًا من مادة البولي فينيل كلوريد التي تخدم العديد من الصناعات المهمة في السوق المصرية.
وشمل تطوير المصانع القائمة -أيضًا- شركة إيلاب التي زاد إنتاجها من 100 إلى 135 ألف طن سنويًا من مادة الألكيل بنزين الخطي.
مشروعات البتروكيماويات
في إطار تحديث الخطة القومية لصناعة البتروكيماويات في مصر حتى عام 2040، وفقًا لمتطلبات السوق واحتياجاتها من المنتجات البتروكيماوية وتصدير الفائض، تم وضع مشروعي مجمع السيليكون ومشتقاته ومشروع إنتاج الصودا آش حيز التنفيذ في أرض الشركة المصرية القابضة للبتروكيماويات بالمنطقة الصناعية في مدينة العلمين الجديدة.
وتم تأسيس شركة العلمين لمنتجات السيليكون ومشتقاته، بهدف إنتاج السيليكون المعدني بطاقة إنتاجية 45 ألف طن سنويًا بصفته مرحلة أولى، اعتمادًا على توافر خام الكوارتز المصري فائق النقاء، بالإضافة إلى إنتاج 19 ألف طن من منتج الميكروسيليكا بصفته منتجًا ثانويًا، وتبلغ التكلفة الاستثمارية التقديرية المتوقعة للمرحلة الأولى 172 مليون دولار، وجارٍ حاليًا تقييم المقاول العام واختياره.
كما تم تأسيس الشركة المصرية للصودا آش بهدف إنتاج كربونات الصوديوم (صودا آش) ومشتقاتها بطاقة إنتاجية 600 ألف طن سنويا، ما يُسهم في تعظيم القيمة المضافة للثروات المعدنية المتاحة محليًا والمتمثلة في خام الملح والحجر الجيري.
ويُسهم المشروع في سد جزء من احتياجات السوق المحلية والتصدير، إذ تستعمل الصودا آش في صناعة الزجاج والمنظفات، كما تستعمل بيكربونات الصوديوم في عدة مجالات منها الطبية والأغذية، بالإضافة إلى بيكربونات الصوديوم التي تُستعمل بصفتها مطهرًا وفي صناعة المنظفات والورق، وتبلغ التكلفة الاستثمارية التقديرية للمشروع 684 مليون دولار.
بالإضافة إلى ذلك جارٍ تنفيذ مشروع مشتقات الميثانول بمدينة دمياط، الذي يهدف إلى إنتاج 140 ألف طن سنويًا من منتجات مشتقات الميثانول، اعتمادًا على الميثانول المنتج في شركة إيميثانكس، واليوريا المنتجة في شركة موبكو، والصودا الكاوية المنتجة في شركة البتروكيماويات المصرية، وتقدر التكلفة الاستثمارية للمشروع بنحو 120 مليون دولار.
المشروعات الخضراء
في إطار اهتمام مصر بتنمية المشروعات الخضراء، وتوجهات وزارة البترول لخفض الانبعاثات الكربونية والحد من التأثير البيئي، تم السير في إجراءات تنفيذ عدد من المشروعات، وعلى رأسها مشروع شركة تكنولوجيا الأخشاب الجاري إنهاء أعمال التنفيذ والتشغيل التجريبي له.
ويهدف المشروع إلى إنتاج 205 آلاف متر مكعب سنويًا من الألواح الخشبية متوسطة الكثافة (MDF)، اعتمادًا على 250 ألف طن سنويًا من قش الأرز ويُسهم في تلبية جانب من الاحتياجات المتنامية للسوق المحلية وإحلال الواردات، بالإضافة إلى الإسهام في الحد من التلوث البيئي الناتج عن حرق قش الأرز (السحابة السوداء) من خلال خفض انبعاثات الكربون بكمية تُقدر بنحو 360 ألف طن سنويًا، وتبلغ التكلفة الاستثمارية للمشروع 351 مليون يورو (376.62 مليون دولار).
وجارٍ تنفيذ مشروع إنتاج الإيثانول الحيوي، الذي يهدف إلى استعمال مادة المولاس المنتجة في شركات السكر المصرية لإنتاج 100 ألف طن سنويًا من الإيثانول الحيوي، بالإضافة إلى أن المشروع سيُسهم في الحد من انبعاثات الكربون بكمية تُقدر بنحو 300 ألف طن سنويًا، ويقع المشروع على جزء من أرض الشركة القابضة بميناء دمياط، وتبلغ التكلفة الاستثمارية التقديرية للمشروع 120 مليون دولار.
كما تم تأسيس شركة دمياط للأمونيا الخضراء التي ستنشئ محطة لإنتاج الطاقة الشمسية بقدرة 140 ميغاواط، وأخرى لإنتاج طاقة الرياح بقدرة 340 ميغاواط، بالإضافة إلى محلل للهيدروجين الأخضر بقدرة 210 ميغاواط، بهدف إنتاج 150 ألف طن سنويًا من الأمونيا الخضراء، ما سيسهم في الحد من انبعاثات الكربون بكمية تُقدر بنحو 120 ألف طن سنويًا.
وفي السياق ذاته، ولمواكبة التوجه العالمي للحد من أزمة تغير المناخ والتزام المؤسسات المحلية والعالمية بالعمل على خفض انبعاثات الكربون تقوم الشركة المصرية القابضة للبتروكيماويات بتنمية مشروع الوقود الحيوي المستدام الذي يهدف إلى إنتاج وقود الطائرات المستدام (SAF)، اعتمادًا على المعالجة الهيدروجينية لزيت الطعام المستعمل وتحويله إلى وقود طائرات مستدام.
ويواكب المشروع الالتزام بالقوانين الدولية التي تلزم شركات الطيران العالمية بضرورة خلط نسبة 2% من وقود الطائرات المستدام مع وقود الطائرات التقليدي، بدءًا من يناير/كانون الثاني 2025، ترتفع إلى 7% بحلول عام 2030، وتصل إلى 70% في عام 2050، بالإضافة إلى أن المشروع سيُسهم في الحد من انبعاثات الكربون بكمية تقدر بنحو 400 ألف طن سنويًا.
وتبلغ التكلفة الاستثمارية التقديرية للمشروع 380 مليون دولار، وينتج 120 ألف طن سنويًا من وقود الطائرات المستدام (SAF)، ومن المخطط إقامة المشروع بالإسكندرية.
وقال وزير البترول، إنه رُوعي في الخطة المحدثة التنوع الجغرافي في إقامة المشروعات وتحقيق أقصى استفادة من الإمكانات والتقنيات الحديثة والتقدم العلمي والعملي لصناعة البتروكيماويات عالميًا.
موضوعات متعلقة..
- صادرات صناعة البتروكيماويات في مصر تحقق 6.7 مليار دولار خلال 2021
- إنتاج صناعة البتروكيماويات في مصر يتخطى 4 ملايين طن
- مصر تكشف عن حجم استثمارات وإنتاج قطاع التكرير والبتروكيماويات
اقرأ أيضًا..
- شركات النفط الكبرى تبتعد عن استثمارات الطاقة المتجددة للعام الثاني.. أين اتجهت؟
- أكبر مصدري الغاز المسال في أفريقيا.. الجزائر تعود للمركز الثاني ومصر تتراجع
- استحواذ شركة إسرائيلية على حصة من الغاز المغربي يشهد تطورات جديدة