كيف تتغلب على سرقة الألواح الشمسية؟.. خبير يجيب لـ"الطاقة"
داليا الهمشري
انتشرت ظاهرة سرقة الألواح الشمسية، في الآونة الأخيرة، حتى إن بعض التشكيلات العصابية قد تخصصت في هذا المجال، ولا سيما أن المحطات عادة ما تكون في أماكن نائية وبعيدة عن العمران.
وتُعد الألواح والمعدات الشمسية من أكثر الأشياء الجاذبة للصوص؛ نظرًا إلى أنها مُصنعة من بعض المواد القيّمة، مثل الخطوط والأسلاك النحاسية.
ويتميز النحاس بأعلى قدرة توصيل للكهرباء من بين جميع المعادن الأخرى؛ ما يجعله عنصرًا رئيسًا في تصنيع معدات الطاقة المتجددة (الشمس والرياح).
كما تتميز عملية نزع النحاس من الألواح الشمسية بالسرعة وسهولة الحفاظ على سريتها مقارنةً بنقل مجموعات من الأنابيب النحاسية.
خسائر أوروبية
مع تسارع وتيرة مشروعات الطاقة المتجددة في أوروبا، انتشرت سرقات الألواح الشمسية والبطاريات بصورة مُقلقة.
وكلف هذا النوع من السرقات الدول الأوروبية نحو 60 مليون دولار، وفقًا لتقرير"الجريمة الريفية لعام 2023" الصادر عن جمعية التأمين المتبادل لاتحاد المزارعين الوطنية البريطانية، الذي نشرته منصة الطاقة المتخصصة في وقت سابق.
كما نشرت وحدة جرائم الاستحواذ المنظمة الخطيرة في المملكة المتحدة تحذيرًا -العام الماضي (2023)- من خطورة شراء الألواح الشمسية المُستعملة عبر الإنترنت دون معرفة مصدرها.
ولم تقتصر تداعيات هذا النوع من السرقات على الخسائر المالية لأصحاب المنشآت، بل تسببت -أيضًا- في خلل بنظام الكهرباء الشامل.
ولا تُعد التجربة البريطانية حالة فريدة من نوعها، إذ تجاوز عدد السرقات في أوروبا 5 آلاف جريمة سنويًا، منها 400 حالة في ألمانيا وحدها، وفقًا لتقارير لشركة فيامون الألمانية نشرتها منصة الطاقة المتخصصة في وقت سابق.
كما سجلت سرقات الألواح الشمسية في إيطاليا معدلًا أعلى 10 مرات من المتوسط الأوروبي.
وتتصدّر المملكة المتحدة وألمانيا وإيطاليا قائمة أكثر الدول الأوروبية تضررًا من هذه السرقات.
تشكيلات عصابية منظمة
ألقت السلطات المصرية القبض، مطلع العام الماضي (في فبراير/شباط 2023)، على تشكيل عصابي متخصص في سرقة ألواح الطاقة الشمسية من الأراضى الزراعية، بعد ارتكابه 9 وقائع في دائرة مركز بدر بمحافظة البحيرة.
وضبط رجال الشرطة بحوزة المتهمين 148 لوح طاقة شمسية تقدر قيمتها بنحو مليون و480 ألف جنيه مصري (31 ألفًا و654 دولارًا أميركيًا).
بينما تمكن قطاع الأمن العام المصري -مطلع العام الجاري- من ضبط عناصر تشكيل عصابي تخصص نشاطه الإجرامي في سرقة ألواح الطاقة الشمسية من الأراضي الزراعية في الواحات البحرية بعد سرقة 12 لوح طاقة شمسية من قطعة أرض زراعية.
أفضل الحلول
قال المتخصص في إحدى شركات الطاقة الشمسية المصرية المهندس الهيثم أبوالمجد، إن انتشار هذا النوع من السرقات يعود إلى سهولة تنفيذها؛ نظرًا إلى أن الألواح عادةً ما تُركب في أماكن زراعية أو صحراوية بعيدًا عن الحيز العمراني.
وأضاف أبوالمجد -في تصريحات خاصة إلى منصة الطاقة المتخصصة- أن هناك العديد من الحلول لمواجهة ظاهرة سرقة الألواح الشمسية، إلا أنها تنقسم إلى حلول إيجابية وأخرى سلبية.
وتابع أن اللِّحام (وصل مادتين ببعض بشكل يعطي صلادة دائمة عن طريق رفع درجة الحرارة والضغط) يُعد أحد هذه الحلول السلبية شائعة الانتشار، موضحًا أن تثبيت مسامير الهيكل المعدني للوح الشمسي باللحام المعدني قد يؤثر في كفاءة اللوح، كما يحرم المُستهلك من الاستفادة من مدة الضمان.
واستطرد قائلًا إنه يمكن الحفاظ على كفاءة اللوح بصورة أفضل من خلال تثبيت قطع معدنية في الهيكل المعدني تكون بمثابة حلقة وصل مع اللوح، ثم صنع فتحات في هذه الحلقات واستعمال برشام معين (مسامير) بسمك 6 مللي لتثبيت الحلقات على الهيكل المعدني للوح.
وأوضح أن هذه العملية تضمن الأمان والحد من ظاهرة سرقة الألواح الشمسية دون التأثير في كفاءة اللوح أو حرمان العميل من الاستفادة من مدة الضمان.
موضوعات متعلقة..
- سرقة ألواح الطاقة الشمسية في أوروبا تزداد.. وعصابات منظمة تقف وراءها
- شركة كندية تثبّت الألواح الشمسية على الأرصفة لتوفر كهرباء إشارات المرور
- أكبر محطة طاقة شمسية في أوروبا تتحول إلى واحة وسط الصحراء (صور)
اقرأ أيضًا..
- هل تحل الشبكات الذكية أزمة انقطاع الكهرباء في مصر؟
- ثاني دولة في أفريقيا تبني مفاعلًا نوويًا.. وهذا موعد التشغيل
- مسؤول: الجزائر لم تستورد قطرة وقود منذ 4 سنوات.. وهذا حجم استهلاك المحروقات (حوار)
- أكوا باور تعلن توقف أعمال أكبر مشروع طاقة شمسية في المغرب قسريًا