روساتوم تتخذ خطوة لتمكين الشباب من قيادة الطاقة النووية مستقبلًا (صور)

اتخذت شركة روساتوم الروسية خطوة من شأنها تمكين الشباب من قيادة قطاع الطاقة النووية في المستقبل، في إطار الإجراءات الداعمة للتوسع في نشر الطاقة النظيفة عالميًا لدورها الكبير في خفض الانبعاثات.

وأعلنت نائبة المدير العام للموارد البشرية في عملاقة الطاقة النووية الروسية، تاتيانا تيرينتييفا، توسيع مجلس شباب "أوبنينسك تك"، ضمن مشروع إنشاء مجموعة دولية فريدة للابتكار في التعليم النووي العالمي، وذلك خلال مشاركتها في المنتدى الدولي أتوم إكسبو 2024.

وشهد المنتدى الدولي "أتوم إكسبو" 2024 جلسة "أوبنينسك تك" لمناقشة الابتكارات في مجال التعليم النووي، إذ شهد إعلان خطوات مهمة لتوسيع مجلس الشباب، وعقد أول اجتماع له ضمن إطار منتدى "أوبنينسك" المقبل، الذي سيُعقد في نهاية يونيو/حزيران 2024.

وشارك في الجلسة النقاشية مجموعة واسعة من المتحدثين، بمن في ذلك نائب المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية ميخائيل تشوداكوف، ونائب المدير العام للموارد البشرية في روساتوم تاتيانا تيرينتييفا، ومدير جامعة البحوث النووية الوطنية "ميفي" (واحدة من جامعات روساتوم الرئيسة) فلاديمير شيفتشينكو، ورئيس بلدية "أوبنينسك" تاتيانا ليونوفا، ووزير التعليم العالي والتعليم الثانوي وتطوير التكنولوجيا في زيمبابوي البروفيسور آمون مورويرا، وخبراء آخرون.

كوادر الطاقة النووية

ألقت تاتيانا تيرينتييفا، الضوء على التحديات التي تواجه روساتوم فيما يتعلق بالكوادر البشرية، إذ تحتاج الشركة الروسية إلى جذب نحو 350 ألف شخص، لتعويض الكوادر بحلول عام 2030.

وقالت: "يشير حجم المهام إلى أن هناك حاجة إلى تدريب الكوادر الماهرة بصورة كبيرة اليوم، وبوتيرة أسرع.. وبناءً على هذا، تم إنشاء نظام بيئي مبتكر لتطوير الموارد البشرية".

وضمن هذا النظام، يجري تنفيذ برامج مشتركة مع المدارس والكليات والجامعات، وإنشاء مراكز تعليم وتدريب حصرية، أحدها هو مركز "أوبنينسك تك"، الذي سيصبح أكبر مركز علمي وتعليمي، ومعرضًا لمنتجات الشركات ذات التكنولوجيا العالية، ومنصة عالمية للأجندة النووية.

وأوضحت تاتيانا تيرينتييفا خلال فعاليات أتوم إكسبو 2024، أن "أوبنينسك تك" سيُنشأ في مكان ذي تراث عظيم، في مدينة ذات بنية تحتية علمية وبحثية متطورة، إذ سيجري بناء "أوبنينسك تك" وفقًا لأعلى معايير الجامعة النووية الرئيسة في روسيا "ميفي"، وبمشاركة الشركاء الصناعيين.

وسيُقدم "أوبنينسك تك" مجموعة متنوعة من المنتجات التعليمية، ويُنشئ مختبرات تعليمية وعلمية في المجالات الواعدة، إذ يُعد المركز مثالًا على مشروع يعتمد على مشاركة كبيرة من الشباب العالمي، وسيستفيد من تنفيذ المشروع الطلاب والمدينة والاقتصاد والمجتمع النووي العالمي ككل.

التعليم النووي

من جانبه، شدد فلاديمير شيفتشينكو، على مكان ودور مشروع "أوبنينسك تك" في برنامج تطوير التعليم النووي، إذ تحدث عن ممارسات تعليمية جديدة، وميزات وظروف تطوير العلماء الشبان، والمتخصصين والموظفين القادمين في صناعة الطاقة النووية العالمية.

وتطرقت تاتيانا ليونوفا إلى التغييرات التي تجري في المدينة في سياق تنفيذ مشروع "أوبنينسك تك"، إذ التطور السريع لمؤسساتها، وظهور مواقع الابتكار، وتحسين البنية التحتية للنقل والحضرية، بالإضافة إلى الاهتمام المتزايد للشباب بالتعليم في مجال الطاقة النووية في أوبنينسك.

كما تحدثت المديرة التنفيذية للموارد البشرية الرئيسة في مجموعة شركات إسكوم الجنوب أفريقية للكهرباء إيلسي بول، خلال الجلسة، عن التحديات التي تواجه دول البريكس في مجال الموارد البشرية في مرحلة تحول الطاقة والطلب المتزايد على المتخصصين المؤهلين تأهيلًا عاليًا في التقنيات النووية والمتصلة بها.

ووفقًا للمتحدثة، تظهر جودة التعليم النووي الروسي أيضًا من خلال مشروع "أوبنينسك تك"، الذي أصبح الآن محل اهتمام شركة إسكومهولدينج وجنوب أفريقيا ككل.

وقدّمت المؤسسة المشاركة لمكتب الهندسة المعمارية "ميزونبرويكت"، نائبة رئيس اتحاد المهندسين المعماريين في موسكو إيليا ماشكوف، صورة عن التوجهات الحديثة في تطوير الحرم الجامعي للجامعات، إذ ستصبح "أوبنينسك تك" مساحة للابتكار والإبداع والتطوير الفكري، وتشكيل حلول البنية التحتية الفريدة والمبتكرة.

أوبنينسك تك

يُعد "أوبنينسك تك" مركزًا علميًا وتعليميًا دوليًا للتكنولوجيا النووية والتقنيات ذات الصلة، ومُخصصًا لتشكيل النخبة التكنولوجية من خلال دمج جهود التعليم العالي والمؤسسات العلمية الرائدة والأعمال التجارية.

وسيصبح "أوبنينسك تك"، الذي سيُنشأ بمشاركة جامعة "ميفي" الرائدة التابعة لـ"روساتوم"، مركزًا لتطوير التكنولوجيا التعليمية الحديثة، ومعرضًا لمنتجات شركات التكنولوجيا الروسية التصديرية، ومنصة للمؤتمرات والمعارض والمدارس الدولية.

وسيتم بناء المركز على البنية التحتية لأكاديمية "روساتوم" التقنية وفرع أوبنينسك لجامعة ميفي الوطنية للأبحاث النووية، وستشارك في إنشاء المركز جميع الجامعات الرئيسة الـ20 في صناعة الطاقة النووية، التي توفر سنويًا أكثر من 70% من احتياجات روساتوم من الخريجين.

ومن المتوقع أن يسمح تطوير المركز باحتلال نسبة لا تقل عن 20% من السوق العالمية للتعليم النووي بحلول عام 2030.

يُشار إلى أن "أوبنينسك" تعد أول مدينة علمية في روسيا ومجموعة علمية وتقنية كبيرة، وتضم أول محطة طاقة نووية في العالم، تم تشغيلها في عام 1954، ومعهد أ. إي. ليبونسكي للفيزياء والهندسة النووية، ومعهد أوبنينسك للهندسة النووية (فرع من جامعة ميفي)، الذي يحتفل هذا العام بذكرى تأسيسه الـ70، وعددًا من مراكز البحوث والتطوير الأخرى البارزة.

وتضم المدينة أيضًا الحرم الرئيس لأكاديمية روساتوم التقنية، وهو مركز تدريب حديث متعدد التخصصات للكوادر في صناعة الطاقة النووية، ويجري تنفيذ التدريب في عدة مجالات (بما في ذلك تدريب الشخصيات العاملة في المحطات النووية الأجنبية).

أتوم إكسبو 2024

يُشار إلى أن المنتدى الدولي أتوم إكسبو هو الحدث الرئيس لصناعة الطاقة النووية على مستوى العالم، وهو أكبر منصة للمعارض والأعمال التجارية، إذ تتم مناقشة الوضع الحالي للصناعة النووية وتشكيل الاتجاهات لتطويرها المستقبلي.

ويُقام المنتدى منذ عام 2009، ويحضره قادة الشركات الرئيسة في صناعة الطاقة النووية على المستوى العالمي، والوكالات الحكومية، والمنظمات الدولية والعامة، والخبراء الرائدون.

موضوعات متعلقة..

• برنامج الطاقة النووية في الجزائر يستعين بخبرات روساتوم الروسية
• روساتوم الروسية تخطط لإنشاء محطة نووية ثالثة في تركيا

اقرأ أيضًا..

• بالأرقام.. حقيقة تصدير النفط السعودي لإسرائيل.. و5 دول تؤمن احتياجات تل أبيب
• إنتاج سلطنة عمان من الغاز الطبيعي قد يرتفع 8 مليارات متر مكعب بحلول 2035
• أمن الطاقة في العراق وإيران.. هل يحققه اتفاق المقايضة الجديد؟ (مقال)