واردات الهند من النفط الفنزويلي تنتعش.. هل تحبطها عودة العقوبات؟
أسماء السعداوي
سجّلت واردات الهند من النفط الفنزويلي انتعاشة ملحوظة، بعد تخفيف العقوبات الأميركية على قطاع النفط والتعدين في أعقاب الاتفاق بين حكومة الرئيس نيكولاس مادورو والمعارضة.
والهند هي صاحبة أكبر تعداد سكاني في العالم، وثالث أكبر مستورد ومستهلك للنفط في العالم وتعتمد على الواردات لتلبية 85% من الطلب المحلي، وفق ما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.
وارتفعت واردات الهند من النفط الفنزويلي إلى أكثر من مليون و750 ألف برميل يوميًا في فبراير/شباط (2024)؛ ما جعل فنزويلا خامس أكبر مصدر للنفط إلى الهند.
ويقول مسؤولون تجاريون ومن داخل صناعة التكرير إن الواردات مستمرة "بوتيرة صحية"، خلال مارس/آذار الجاري، رغم أنها أقل من الشهر الماضي.
واردات الهند من النفط الفنزويلي 2024
قررت إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن رفع العقوبات عن فنزويلا لمدة 6 أشهر تبدأ في 18 أكتوبر/تشرين الأول (2023)، لتسارع نيودلهي بالشراء بداية من ديسمبر/كانون الأول بعد توقّف دام 3 سنوات.
وفي يناير/كانون الثاني، أصبحت الهند أكبر مشترٍ لنفط فنزويلا صاحبة أكبر احتياطيات نفطية مؤكدة في العالم.
واستوردت الهند أكثر من مليونين و54 ألف برميل يوميًا من النفط الفنزويلي في يناير/كانون الثاني، وأكثر من مليون و91 ألف برميل يوميًا في ديسمبر/كانون الأول.
وقبل العقوبات، كانت الهند ثالث أكبر مشترٍ للنفط الفنزويلي بعد الولايات المتحدة والصين، وكانت تستورد في المتوسط نحو 3 ملايين برميل يوميًا.
تعليقًا على ذلك، يقول كبير محللي شؤون النفط الخام في شركة كبلر لتحليل البيانات (Kpler) فيكتور ماتونا، إن المصافي الهندية استغلّت تخفيف العقوبات الأميركية في غضون أقل من شهر.
وأشار إلى أن المصافي الهندية هي واحدة من أكثر منظومات التكرير تطورًا على مستوى العالم؛ وهو ما يجعل شركات مثل "ريلاينس إندستريس" (Reliance Industries) أو شركة النفط الهندية (IoC) ترغب حقًا في شراء درجات خام أثقل حتى لو كانت تحتوي على نسب عالية من الكبريت؛ لأنه يمكن تحويل بقايا التقطير إلى الديزل والبنزين عالي القيمة.
ويتسم نفط فنزويلا بكونه من الخامات الثقيلة، وله خواص معينة، وتنتج عنه مشتقات بعينها، وفق ما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.
شحنات النفط الفنزويلي إلى الهند
بدأت شركة ريلاينس إندستريس رحلة واردات الهند من النفط الفنزويلي، في فبراير/شباط، عندما اشترت شحنتين على متن ناقلات النفط الكبيرة جدًا، وكانت أولى تلك الشحنتين قد حُملت في مطلع ديسمبر/كانون الأول (2023).
كما اشترت شركة النفط الهندية وشركة التكرير "إتش بي سي إل-ميتال إنرجي" (HPCL-Mittal Energy) شحنة واحدة على متن ناقلة من نوع الناقلات الكبيرة جدًا.
وعن توقعاته لواردات الهند من النفط الفنزويلي، خلال مارس/آذار الجاري، قال كاتونا: "بعدما استقبل المشترون الهنود 3 شحنات في فبراير/شباط، سيشهد مارس/آذار وصول 3 شحنات جديدة؛ منها شحنتان جرى تفريغهما بالفعل والثالثة ستُفرغ في 31 مارس/آذار.
وبعد تحقيق أعلى مستوى للواردات عند مليون و75 ألف برميل يوميًا في فبراير/شباط، سيشهد مارس/آذار انخفاضًا هامشيًا إلى مليون و55 ألف برميل يوميًا.
ولفت كاتونا إلى ارتفاع أسعار النفط الفنزويلي بشكل كبير؛ ففي وقت العقوبات كانت الصين تشتري خام ميري الفنزويلي بخصم قدره 20 دولارًا للبرميل عن سعر خام برنت.
لكن مع تداول النفط الفنزويلي بحرية بفضل تخفيف العقوبات، انخفضت قيمة الخصم إلى 8 دولارات فقط، بحسب تقرير نشرته منصة "ذا هيندو بيزنس لاين" (The hindu business line).
عودة العقوبات
يقترب موعد إعادة فرض العقوبات على فنزويلا بعد 18 أبريل/نيسان (2024)، بعد الفشل في تحقيق تقدم ملحوظ بين الرئيس وتحالف المنصة الموحدة المعارض بشأن السماح لكل المرشحين بالتنافس في الانتخابات الرئاسية.
يثير ذلك تساؤلات بشأن تأثير عودة العقوبات في واردات الهند من النفط الفنزويلي، لكن مسؤولًا في شركة تكرير محلية قال إن الواردات مستمرة حاليًا، وحتى إذا أُعيد تطبيق العقوبات فإن التأثير لن يكون كبيرًا.
يتفق مع ذلك النائب الأول للرئيس في وكالة إيكرا للتصنيفات براشانت فاسيشت، بقوله إن فنزويلا لا تمثل سوى نسبة تتراوح بين 4 و5% من واردات الهند من النفط، مشيرًا أيضًا إلى أن قيمة الخصم منخفضة.
وبناء على ذلك، يقول فاسيشت إنه حتى في حالة إعادة فرض العقوبات على كاراكاس، حينها يمكن لمصافي التكرير الهندية التحول بسهولة إلى الواردات من دول غرب آسيا.
بدوره، يقول كاتونا إنه من المثير للاهتمام أن السوق كانت تتوقع أن تخفض الهند مشترياتها من النفط الفنزويلي، مع اقتراب حلول الموعد النهائي الذي سيقرر فيه البيت الأبيض تمديد الإعفاء أو إعادة فرض العقوبات.
وهناك شحنتان من خام ميري الفنزويلي في طريقهما إلى الهند كانتا قد حُملتا في مارس/آذار ومن المقرر وصولهما بحلول يومي 24 و25 أبريل/نيسان، أي بعد أسبوع من الموعد المحتمل لإعادة العقوبات، وهو ما يؤكد الاعتقاد لدى مصافي الهند بأن واشنطن ستعيد فرض العقوبات مجددًا، بحسب كاتونا.
موضوعات متعلقة..
- واردات الهند من النفط الروسي تتزايد.. لكن مستقبلها غامض! (مقال)
- 3 دول عربية تملأ فراغ واردات الهند من النفط الأميركي
- بريق واردات الهند من النفط الروسي يخفت.. والعراق ينافس بقوة
اقرأ أيضًا..
- ثاني دولة في أفريقيا تبني مفاعلًا نوويًا.. وهذا موعد التشغيل
- مسؤول: الجزائر لم تستورد قطرة وقود منذ 4 سنوات.. وهذا حجم استهلاك المحروقات (حوار)
- أول منشأة لإنتاج الوقود الاصطناعي في العالم تبدأ التشغيل التجاري
- هل تحل الشبكات الذكية أزمة انقطاع الكهرباء في مصر؟