استخراج النفط والغاز في بحر الشمال يواجه احتجاجات جديدة
- اجتمع الناشطون لمطالبة جميع البلدان بمواءمة خطط الحفر لديها مع اتفاق باريس للمناخ
- التوسع في إنتاج النفط والغاز سيأخذ العالم بعيدًا عن مسار أهداف المناخ
- ستُستَبدَل محطة ثابتة بمحطة الغاز المسال العائمة، التي تعمل في برونزبوتل، خلال 2026/2027.
- نشطاء المناخ يرون أن الغاز المسال أكثر ضررًا للبيئة من الفحم في معظم الحالات
تواجه العمليات الجديدة لاستخراج النفط والغاز في بحر الشمال احتجاجات نظّمها نشطاء المناخ المنتمون لبعض المجموعات البيئية حملة احتجاجات غير مسبوقة بهدف منع انتشار مشروعات التنقيب عن الوقود الأحفوري في المنطقة.
وتستهدف هذه الحملة من الاحتجاجات الدولية المنسّقة بشأن المناخ أنشطة استخراج الوقود الأحفوري والتعدين في 6 دول تطلّ على بحر الشمال.
وترى المجموعات المشاركة في هذه الاحتجاجات عبر بحر الشمال أن البنية التحتية الجديدة للوقود الأحفوري ستضرّ بالنظام البيئي لبحر الشمال، وتُلزم العالم بمستويات "خطيرة" من الاحتباس الحراري، وفق ما تابعته منصة الطاقة المتخصصة.
وكثيرًا ما تُصوَّر هذه البلدان الـ6، التي ترتبط ببعضها بعضًا من خلال استغلال المياه المشتركة، بصفتها بلدانًا رائدة في ساحة التحول الأخضر.
مزاعم نشطاء المناخ
يزعم نشطاء المناخ أن هذه الدول تمكّن الشركات العالمية العملاقة، مثل إكوينور، وشل، وتوتال إنرجي، من فتح حقول جديدة للنفط والغاز، وأن أيًا من هذه الدول الرئيسة المنتجة للوقود الأحفوري في بحر الشمال ليس لديها خطط للحدّ من عمليات الحفر بالتوافق مع هدف 1.5 درجة مئوية.
ولذلك، اجتمع الناشطون لمطالبة جميع البلدان بمواءمة خطط الحفر لديها مع اتفاق باريس للمناخ، بدلًا من تمكين انتشار المواقع الجديدة لاستخراج النفط والغاز في بحر الشمال، على الرغم من التعهدات المناخية الدولية.
وتذكر المجموعات البيئية حقل روزبنك النفطي في المملكة المتحدة، والتعدين في قاع البحار العميقة في النرويج، وإعادة فتح حقل غاز تايرا 2 في الدنمارك، بصفتها مشروعات مسؤولة عن تسريع أزمة المناخ العالمي والأزمة البيئية.
بالإضافة إلى ذلك، لاحظ النشطاء أن جزءًا كبيرًا من جميع النفط المعالج في المصافي في ميناء غوتنبرغ بالسويد يُستخرَج من بحر الشمال، حسبما نشرته منصة أوفشور إنرجي (offshore-energy) المتخصصة في تحول الطاقة والحلول المستدامة في النقل البحري.
ويستعمل النشطاء التقارير الصادرة عن الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ، وبرنامج الأمم المتحدة للبيئة، ووكالة الطاقة الدولية لتأكيد أن التوسع في إنتاج النفط والغاز سيأخذ العالم بعيدًا عن مسار أهداف المناخ، وفقًا لما اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.
ومن المتوقع أن تظل موازنة ثاني أكسيد الكربون أقل من 1.5 درجة مئوية في غضون 5 سنوات تقريبًا، إذا استمر استخراج وحرق الوقود الأحفوري بالمعدل الحالي.
ويذكر النشطاء أن تقرير "برنامج الأمم المتحدة للبيئة 2021" حذّر من عدم الاتّساق بين أهداف الحياد الكربوني والاستثمارات المستمرة في البنية التحتية الأحفورية الجديدة.
من ناحيته، وصف الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، الاستثمار في البنية التحتية الأحفورية الجديدة بأنه "جنون أخلاقي واقتصادي".
الإجراءات المتخذة عبر دول بحر الشمال
في هولندا، اتخذت جماعتا "تمرد الانقراض" "إكستنشن ريبيلون" و"تمرد العلماء" "ساينتيستس ريبيليون" خطوات لإغلاق جميع الطرق الرئيسة المؤدية إلى مصفاة بيرنيس التابعة لشركة شل، التي يقال، إنها أكبر مصفاة في أوروبا.
وتخطط شركة النفط الكبرى لزيادة وتوسيع إنتاج النفط والغاز في بحر الشمال، بفضل تصريح للتنقيب عن الغاز الجديد في حقل الغاز فيكتوري.
وفي أبريل/نيسان الماضي، استأنفت الشركة البريطانية العملاقة الإنتاج من حقل بيرس.
ويزعم نشطاء المناخ أن الشركة "لا تحمي منصات الحفر وخطوط الأنابيب القديمة في بحر الشمال من الصدأ"، مضيفين أن "خطوط أنابيب النفط والغاز المتحللة في بحر الشمال يمكن أن تسمّم البحر بالزئبق والرصاص المشع والبولونيوم".
من ناحية أخرى، عرقل نشطاء المناخ من حركة "إندي جيلاندي" الوصول إلى محطة الغاز المسال العائمة في ميناء برونزبوتل الصناعي للمطالبة بـ "الوقف الفوري" لواردات الغاز المسال، وفقًا لجماعات حماية البيئة.
وستُستَبدَل محطة ثابتة بمحطة الغاز المسال العائمة، التي تعمل في برونزبوتل، في عامي 2026/2027، حسبما نشرته منصة أوفشور إنرجي (offshore-energy) المتخصصة في تحول الطاقة والحلول المستدامة في النقل البحري.
وعلى الرغم من تصوير الغاز المسال بديلًا لاستمرار استخراج الغاز من بحر الشمال، فإن الناشطين يصرّون على أن هذا ليس وقودًا أنظف من شأنه أن يساعد في تحول الطاقة.
وبالنسبة لهم، يُعدّ الغاز المسال أكثر ضررًا للبيئة من الفحم في معظم الحالات.
وكانت حركة "إندي جيلاندي" تحتجّ على إنشاء محطة الغاز المسال التي تُبنى على طول ساحل بحر الشمال في ألمانيا، إذ أكد المحللون أن إنشاء البنية التحتية للغاز المسال من شأنه أن يجعل العالم في حاجة إلى استعمال الوقود الأحفوري على مدى العقود المقبلة.
لذلك، كانت 3 دول أخرى في بحر الشمال ــالدنمارك والسويد والنرويجــ تعاني من عمليات الإغلاق، إذ أغلقت حركة "تمرد الانقراض" مصفاة رافنيس لتكرير النفط في النرويج، وكان نشطاء الحركة في طريقهم إلى المنطقة الأمنية على متن قارب.
اقرأ أيضًا..
- تقرير يتوقع ارتفاع أسعار النفط إلى 90 دولارًا للبرميل
- 10 خبراء لـ"الطاقة": تخفيضات أوبك+ الطوعية قد تتقلص في النصف الثاني من 2024
- أنس الحجي: النفط الروسي لم يتأثر بالعقوبات.. وأسعار البنزين هدف بوتين وبايدن