تقارير النفطرئيسيةنفط

ناقلتان تحملان النفط الروسي 3 أسابيع دون تفريغ الشحنة.. ما القصة؟

أسماء السعداوي

ما تزال ناقلتان تحملان النفط الروسي تحومان قرب السواحل الغربية للهند، رغم أنه كان من المفترض وصولهما قبل 3 أسابيع مضت.

ولا يُعرف إلى الآن سبب التوقف، إلّا أن هناك علامات متزايدة على أن العقوبات الغربية على أسطول الناقلات بسبب انتهاك سقف الأسعار ربما تكون هي السبب، وفق ما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.

وفي السياق ذاته، اعترفت شركة الناقلات الروسية سوفكومفلوت (Sovcomflot) بأن العقوبات الأميركية تفرض ضغوطًا على عملياتها، بعد إدراجها من قبل وزارة الخزانة على قائمة العقوبات.

وأصبحت الهند أكبر مستورد للنفط الروسي بعدما عاقبه الغرب بفرض سقف أسعار وحظر وارداته في أعقاب حرب موسكو على أوكرانيا التي اندلعت شرارتها في فبراير/شباط (2022).

وبعدما كان النفط الروسي لا يشغل سوى حصة ضئيلة من واردات مصافي التكرير الهندية قبل الحرب، أصبحت روسيا المصدر الرئيس إلى الهند بفضل خصومات موسكو المغرية.

لكن تلك المكانة في خطر حاليًا بسبب الصعوبات التي تواجه وصول الشحنات إلى المواني الهندية، ومنها العقوبات وتوترات البحر الأحمر وتراجع الفارق السعري، وهو ما جعل نجم النفط الأميركي يبزغ في خضم تلك الأزمات.

أزمة صادرات النفط الروسي إلى الهند

أدى التطبيق الصارم للعقوبات الأميركية وضعف فارق الخصومات الروسية إلى عرقلة حركة التجارة النفطية بين موسكو ونيودلهي.

وفي أحدث علامة على تلك الأزمة، ما زالت ناقلتان تحملان خام الأورال الروسي متوقفتين قبال سواحل غرب الهند بانتظار إشارة للتفريغ، رغم مرور أسابيع على وصولهما.

إحدى الناقلتين هي "سنتوريون" من طراز أفراماكس التي تقف على بعد نحو 100 ميل من ميناء سيكا غربي الهند، بعد وصولها يوم 21 فبراير/شباط، والأخرى هي السفينة أفراغولد التي تطوف حول ميناء موندرا منذ 29 فبراير/شباط.

ناقلة النفط "سنتوريون"
ناقلة النفط "سنتوريون" - الصورة من "shipspotting"

وتحمل كل من ناقلتي الخام نحو 700 ألف برميل من خام الأورال الذي حُمِّلَ في ميناء بريمورسك المطل على بحر البلطيق في روسيا خلال شهر يناير/كانون الثاني، بحسب تقرير نشرته وكالة بلومبرغ.

وضيّق تشديد العقوبات الأميركية الخناق على التجّار وشركات الشحن الناقلة للنفط الروسي، وعلى مدار الأشهر القليلة الماضية، توقفت ناقلات النفط الروسية في المحيط الهندي لأيام قبل تفريغ شحناتها في المواني الهندية أو تحويل دفّتها باتجاه الشرق الأوسط.

وفي 21 ديسمبر/كانون الأول المنصرم، كشفت بيانات تتبّع السفن أن ناقلات تحمل قرابة 5 ملايين برميل من خام سوخول الروسي تحوم على بعد أميال من المواني الهندية، رغم أنه كان مقررًا وصولها على مدار 4 أسابيع سابقة.

وكان خام سوكول الروسي الأكثر تضررًا من العقوبات، وبلغت كمية النفط العالقة قبالة سواحل الهند في مطلع العام الجاري 18 مليون برميل، ثم انتهت الأزمة بتوجّه معظم الناقلات إلى الصين.

شركة سوفكومفلوت

اعترفت عملاقة الشحن الروسية التي تديرها الدولة سوفكومفلوت بالضغط الذي تفرضه العقوبات الأميركية على عملياتها.

وقالت الشركة الروسية: "العقوبات الجديدة تُسبّب صعوبات تشغيلية إضافية في أداء الأعمال.. الشركة تعمل من أجل التغلب على التحديات الحالية، وتواصل تشغيل الأسطول بالصورة المعتادة"، حسبما أوردت بلومبرغ في تقرير منفصل اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.

وبدأت الإجراءات العقابية في العام الماضي بغرض منع الكرملين من الحصول على إيرادات النفط لتمويل الحرب على أوكرانيا، لكن موسكو لجأت إلى أسطول الظل لبيع النفط الروسي المورد الرئيس لخزينة الدولة.

وفي شهر فبراير/شباط المنصرم، أدرج مكتب مراقبة الأصول الأجنبية التابع لوزارة الخزانة الأميركية شركة سوفكومفلوت و14 ناقلة تملك الشركة حصصًا فيها إلى قائمة العقوبات.

ويشنّ المكتب حربًا شرسة على ناقلات الظل من أجل منع صناعة الشحن من التعامل مع السفن المشتبه بها، وأطلق تحذيرات متتالية للمواني وملّاك السفن والمشغّلين ووكلاء الشحن وشركات الشحن والتأمين ضد من وصفهم بـ"اللاعبين السيّئين".

ناقلة نفط تابعة لشركة سوفكومفلوت
ناقلة نفط تابعة لشركة سوفكومفلوت - الصورة من موقع الشركة

واردات الهند من النفط الأميركي والسعودي

ارتفعت صادرات النفط الروسي إلى الهند بعد غزو أوكرانيا، وبالفعل ما تزال موسكو أكبر مصدّر للنفط إلى الهند صاحبة أكبر تعداد سكاني في العالم، لكن العقوبات التي انتهكت سقف الأسعار قطعت الطريق على وصول الشحنات إلى مصافي التكرير الهندية.

في مقابل ذلك، اتجهت الهند لتكثيف مشترياتها من النفط الأميركي والسعودي، واشترت شركة بهارات بتروليوم (Bharat Petroleum) وشركة إنديان أويل (Indian Oil) المملوكتين للدولة وشركة ريلاينس إندرستريز الخاصة (Reliance Industries) نحو 7 ملايين برميل من النفط الأميركي حتى هذا الوقت من مارس/آذار.

وبحسب شركة تحليل البيانات كبلر (Kpler)، فإن تلك هي أكبر كمية شهرية منذ مايو/أيار المنصرم، بحسب تقرير نشرته وكالة بلومبرغ وطالعته منصة الطاقة المتخصصة.

وكان معظم الشحنات الأميركية من خام غرب تكساس الوسيط ميدلاند، وكانت تكلفة تسليمه أعلى من النفط القادم من الشرق الأوسط لكن تلك الدرجة من الخام الأميركي تُنتج كميات أكبر من البنزين والديزل، وهي مشتقات من المتوقع أن يرتفع الطلب عليها بسبب الانتخابات وتوليد الكهرباء وحصاد المحاصيل.

ويقول المحلل في شركة الاستشارات "إف جي إي" (FGE) ديلان سيم: "بسبب المشكلات التي واجهت استيراد خام سوكول، فليس من المفاجئ أن تتجه المصافي الهندية لشراء خام غرب تكساس الوسيط ميدلاند بوصفه بديلًا للخام الخفيف الحلو".

وشكّل النفط الأميركي 10% من واردات الهند في 2021، لكن النسبة انخفضت إلى 4% في العامين الماضيين (2022 و2023)؛ بسبب تعاظم حصة روسيا، وفق ما ذكره سيم.

من ناحية أخرى، بلغ حجم واردات الهند من النفط الروسي في فبراير/شباط المنصرم نحو 40 مليون برميل أو قرابة 30% من كل مشتريات النفط ومشتقاته.

وعلى مدار عام 2023، شكّلت روسيا حصة 39% من واردات الهند النفطية، بحسب بيانات كبلر.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق