صادرات الغاز المسال الأميركية تتجنب قناة السويس.. 46 شحنة تطوف حول أفريقيا

ما زالت توترات البحر الأحمر تُلقي بظلالها على صادرات الغاز المسال الأميركية إلى آسيا، التي تتجنّب السير في مياه قناة السويس؛ مفضلةً الإبحار بدلًا من ذلك في طريق رأس الرجاء الصالح الأطول والأكثر تكلفة.

ويتّسق هذا مع تصريحات الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، الذي كان قد أعلن، في فبراير/شباط (2024)، تراجع إيرادات قناة السويس بنسبة بين 40% و50 %، بعد أن كانت تُدر على مصر إيرادات سنوية بقيمة 10 مليارات دولار، وفق ما تابعته منصة الطاقة المتخصصة.

وتُعَد قناة السويس أحد أهم الممرات الملاحية المائية في العالم، وهي أقصر طرق الشحن بين أوروبا وآسيا، وهي من الروافد الرئيسة للعملة الصعبة في البلد العربي الواقع شمال أفريقيا.

تحسن القيود.. ولكن!

رغم تحسن القيود ذات الصلة بالجفاف تحسنًا طفيفًا في قناة بنما، منذ بداية العام الحالي (2024)، فما زالت كمية صادرات الغاز المسال الأميركية التي تطوف حول طريق رأس الرجاء الصالح مرتفعة في مارس/آذار (2024)، وفق بيانات نشرتها منصة إس أند بي غلوبال كوموديتي إنسايتس (S&P Global Commodity Insights).

وتجبر هجمات الحوثيين التي تستهدف الشحن التجاري في مياه البحر الأحمر السفن على اتخاذ هذا المسار الأطول للوصول إلى وجهاتها في آسيا.

ومن بين إجمالي صادرات الغاز المسال الأميركية التي سُلِّمَت في مارس/آذار (2024) -حتى الآن- والتي يلامس حجمها 3.33 مليون طن متري، استأثرت آسيا بنحو 710 آلاف طن متري، مع عبور جميع تلك الصادرات طريق رأس الرجاء الصالح للوصول إلى وجهاتها النهائية، بحسب البيانات.

وتتجنّب الصادرات الأميركية من الغاز المسال الواصلة إلى آسيا السير في قناة السويس وقناة بنما –حتى الآن- في مارس/آذار (2024)؛ إذ مرّت آخر شحنة صادرات غاز مسال أميركية عبر الممر المائي المصري إلى آسيا في 27 يناير/كانون الثاني (2024)، بعد تصديرها من محطة صادرات كوف بوينت للغاز المسال في ماريلاند يوم 16 ديسمبر/كانون الأول (2023).

رأس الرجاء الصالح

في أعقاب موجة جفاف تاريخية بالمواني بسبب ظاهر النينو المناخية الحاصلة في قناة بنما، برزت قناة السويس المسار البديل الرئيس الموصل إلى آسيا في نوفمبر/تشرين الثاني (2023).

غير أنه مع تصاعد حدة التوترات في البحر الأحمر، خلال ديسمبر/كانون الأول (2023)، بدأ المزيد من شحنات صادرات الغاز المسال تسلك مسارًا أطول ممثلًا في طريق رأس الرجاء الصالح الذي يطوق الطرف الجنوبي لقارة أفريقيا.

وفي عام 2024، بلغت صادرات الغاز المسال الأميركية إلى آسيا عبر طريق رأس الرجاء الصالح 46 شحنة –حتى الآن- مقارنةً بإجمالي 66 شحنة خلال العام الماضي (2023)، وفق تقديرات طالعتها منصة الطاقة المتخصصة.

كما وصل إجمالي شحنات صادرات أميركا من الغاز المسال إلى آسيا في شهري يناير/كانون الثاني وفبراير/شباط (2024) 18 لكل منهما، وهو أعلى معدل شهري إجمالي من نوعه منذ مايو/أيار (2021).

قناة بنما

لامست شحنات صادرات الغاز المسال الأميركية إلى آسيا عبر قناة بنما 18 فقط خلال 2024، مقارنةً بـ145 شحنة خلال عام 2023.

وفي فبراير/شباط (2024) شهدت قناة بنما عبور 5 شحنات فقط من الغاز المسال الأمريكي إلى آسيا، وكان آخر مرة تسجل فيها تلك الرحلات الشهرية هبوطًا في أبريل/نيسان (2018) حينما رُصدت 3 شحنات فقط إلى آسيا عبر قناة بنما.

وبالمقارنة وصل عدد شحنات الغاز المسال الأميركية إلى آسيا والمارة عبر قناة السويس خلال 2024 إلى 7، قياسًا بـ120 شحنة في عام 2023.

يُشار إلى أن حجم شحنات الغاز المسال الأميركية –حتى الآن- في 2024 يزيد على 17.70 مليون طن متري التي صُدرت خلال المدة نفسها في 2023.

وقال المدير المساعد في منصة "إس أند بي غلوبال كوموديتي إنسايتس" كريستوفر إلسنر، وكبير المحللين في المنصة سوراميا شارما: "بينما لا تزال المخاطر ذات الصلة بالعرض تلوح في الأفق بالسوق؛ فإن الوقف المؤقت لتراخيص صادرات الغاز الطبيعي المسال الذي أعلنته إدارة بايدن في يناير/كانون الثاني (2024) لم يُخلف تأثيرات قصيرة المدى على أحجام الغاز أو أسعاره في الولايات المتحدة".

وقُيم مؤشر بلاتس غالف كوست ماركر (The Platts Gulf Coast Marker) -الذي يقيس قيم الأسعار- لشحنات الغاز المسال الأميركية بنظام تسليم ظهر السفينة، عند 7.13 دولارًا لكل مليون وحدة حرارية بريطانية في 14 مارس/آذار (2024)، بزيادة 37 سنتًا خلال هذا اليوم.

أسعار الشحن

رغم تراجع أعداد السفن العاملة بأسعار الشحن الفورية في مياه المحيطين الأطلسي والهادئ، خلال الأسبوع، مع تباطؤ الطلب في كلا الممرين، يُتوقع أن تظل أسعار الشحن قوية نسبيًا.

وفي الوقت الراهن ما زالت فرص المراجحة بين الممرين محدودة؛ إذ شهدت الأسعار على مؤشر اليابان كوريا (JKM) زيادة مقارنة بأوروبا.

ونتيجة لذلك؛ اتجهت بعض الشحنات شرقًا؛ حيث رأى التجار أن السوق الفعلية في الشرق أصبحت أكثر نشاطًا، وفق تطورات الأوضاع التي رصدتها منصة الطاقة المتخصصة.

وقيّمت شركة بلاتس (Platts)، التابعة لمنصة إس أند بي غلوبال كوموديتي إنسايتس، تكلفة شحن الغاز المسال من ساحل الخليج الأميركي إلى شمال غرب أوروبا عند 67 سنتًا لكل مليون وحدة حرارية بريطانية في 14 مارس/آذار (2024)، بزيادة سنت واحد لكل مليون وحدة حرارية بريطانية في اليوم.

وقُيِّمَت تكلفة شحن الغاز الطبيعي المسال إلى اليابان/كوريا عبر بنما عند 1.53 دولارًا لكل مليون وحدة حرارية بريطانية في 14 مارس/آذار (2024)، دون تغيير في ذلك اليوم.

كما قُيِّمَت تكلفة شحن الغاز المسال إلى اليابان/كوريا الجنوبية عبر رأس الرجاء الصالح وقناة السويس عند 2.09 دولارًا لكل مليون وحدة حرارية بريطانية و2.21 دولارًا لكل مليون وحدة حرارية بريطانية، على التوالي.

موضوعات متعلقة..

• صادرات الغاز المسال الأميركية تهجر قناة السويس والبحر الأحمر
• صادرات الغاز المسال الأميركية قد ترتفع 22% بحلول 2025 (تقرير)
• توترات البحر الأحمر تغير مسار حركة الشحن.. دول أفريقية وخليجية أبرز المستفيدين (تقرير)

اقرأ أيضًا..

• أكبر طائرة شحن في العالم قد تضاعف إنتاجية طاقة الرياح (صور)
• وكالة الطاقة الدولية ترفع توقعات الطلب على النفط خلال 2024
• صادرات الجزائر من الغاز المسال تقفز في أول شهرين من 2024 (رسم بياني)