سياراتتقارير السياراترئيسية

مصنع تيسلا في ألمانيا بلا كهرباء.. ماذا يحدث؟

أسماء السعداوي

للمرة الثانية منذ بداية العام الجديد (2024)، يتوقّف مصنع شركة السيارات الكهربائية الأميركية تيسلا (Tesla) في ألمانيا عن العمل.

واندلع حريق ضخم قرب المصنع الواقع جنوب شرق العاصمة برلين، صباح يوم الثلاثاء الماضي (5 مارس/آذار)؛ ما تسبب في انقطاع التيار عن المصنع.

افتتح المصنع، في مارس/آذار من عام 2022، وهو الوحيد للشركة الأميركية داخل قارة أوروبا، بقدرة إنتاجية 250 ألف سيارة كهربائية سنويًا، مع خطط توسعية تلقى انتقادات بيئية.

وأعلنت جماعة يسارية متطرفة مسؤوليتها عن الحادث التخريبي، وجرى إخماد الحريق، وإجلاء نحو 12 ألفًا و500 عامل.

لكن تكلفة الحادث باهظة تصل إلى ملايين اليوروهات، كما انخفض سهم تيسلا 3% في الساعة 03:22 بتوقيت غرينتش (يوم الحادث) (12:22 صباحًا بتوقيت مكة المكرمة).

حريق مصنع تيسلا في ألمانيا

أعلنت مديرة مجلس أعمال مصنع تيسلا في ألمانيا ميكيلا شميتز، أن المصنع سيعود إلى الخدمة خلال الأسبوع المقبل.

وما زالت الشرطة تحقق في الحريق المتعمد بالمصنع الذي أغلقت أبوابه منذ 5 مارس/آذار، بعدما أقرت بصحة خطاب مجموعة فولكانو اليسارية المتشددة الذي أعلنت فيه مسؤوليتها عنه.

وتجمّع عشرات المئات من العاملين بالمصنع للاحتجاج على الهجوم، وحمل بعضهم لافتات تقول: "لن نغلق".

احتجاجات عمال مصنع تيسلا في ألمانيا على الهجوم
احتجاجات عمال مصنع تيسلا في ألمانيا على الهجوم - الصورة من وكالة رويترز

كما قالت شميتز: "إلى جانب الفصول العديدة من الإنجازات البارزة، سيُسجل هذا الهجوم بوصفه فصلًا مظلمًا في تاريخنا، لكن هذا أيضًا لن يوقفنا".

وقبل الإعلان عن موعد استئناف التشغيل، كان الغموض يكتنف مصير 12 ألفًا و500 عامل بمصنع تيسلا، إضافة إلى توقف عجلة إنتاج نحو 6 آلاف سيارة كهربائية أسبوعيًا؛ ما سيكبّد تيسلا خسائر متوقعة لا تقل عن مئات الملايين من اليوروهات.

وبحسب المسؤولة، سيحصل عمال المصنع الضخم على المعلومات اللازمة بشأن موعد استئناف التشغيل قريبًا، غير أنها لم تحدد موعدًا دقيقًا، لكن متحدثًا باسم تيسلا قال، في وقت سابق، إن المصنع ربما يظل دون كهرباء حتى نهاية الأسبوع المقبل.

وأضافت: "حُكم على الزملاء بالجلوس في المنزل بدلًا من الإسهام معًا بنجاح في تحول الطاقة"، بحسب تقرير نشرته وكالة رويترز.

تسليمات السيارات الكهربائية

توقعت شركة بيرد للأبحاث (Baird) أن يتسبب الحريق المتعمد بالقرب من مصنع تيسلا في ألمانيا، في انخفاض ملحوظ لعمليات تسليم السيارات الكهربائية خلال الربع الأول من العام الجاري (2024).

ووق تقديرات الشركة، سيجري تسليم 421 ألفًا و11 سيارة كهربائية بحلول نهاية مارس/آذار، مقارنة بتوقعات أعلى عند 489 ألفًا.

وفي يوم الثلاثاء المنصرم وحده (يوم نشوب الحريق)، تُركت ألف سيارة غير مكتملة.

يُضيف ذلك عبئًا جديدًا على كاهل تيسلا التي خسرت لقب أكبر بائع للسيارات الكهربائية في العالم، لصالح شركة "بي واي دي" الصينية (BYD) خلال الربع الأخير من العام المنصرم (2023).

سيارة تيسلا طراز إكس
سيارة تيسلا طراز إكس - الصورة من موقع الشركة

اتهام بالغباء!

يأتي حريق مصنع تيسلا بوصفه الحلقة الأحدث في سلسلة اعتراضات بيئية على التوسع المخطط له للمصنع الضخم.

وقالت مجموعة فولكانو المناهضة لشركة صناعة السيارات الأميركية إن هدفها هو التدمير الكامل للمصنع، متهمةً تيسلا بالتهام الأرض والموارد والناس والعمالة مقابل إنتاج 6 آلاف سيارة دفع رباعي وآلات وشاحنات أسبوعيًا.

وفي رسالة بثتها عبر موقع "kontrapolis.info"، قالت فولكانو إن التدمير الكامل لمصنع السيارات الكهربائية والتخلص من التكنو فاشيين مثل الرئيس التنفيذي لتيسلا إيلون ماسك، خطوة على طريق التحرر.

من جانبه، رد ماسك بتغريدة على منصة إكس التي يملكها بقوله: "هؤلاء إما أغبى الإرهابيين البيئيين على كوكب الأرض وإما أنهم دمى في يد من ليست لهم أهداف بيئية جيدة".

وأكد أن وقف إنتاج السيارات الكهربائية وليس العاملة بالوقود الأحفوري أمر متطرف".

توترات البحر الأحمر

أعلنت تيسلا، في 12 يناير/كانون الثاني (2024)، تعليق معظم عمليات الإنتاج داخل مصنعها في ألمانيا، بسبب توترات البحر الأحمر الذي تمر منه 12% من حركة الشحن العالمية، وفق ما جاء في تقرير نشرته وكالة "أسوشيتد برس" الأميركية (Associated Press)، وطالعته منصة الطاقة المتخصصة.

وقالت الشركة إن الإنتاج كان سيتوقف لمدة أسبوعين بين 29 يناير/كانون الثاني و11 فبراير/شباط بسبب اضطراب سلاسل التوريد؛ نتيجة لاضطرار شركات الشحن لإعادة توجيه مسارات السفن إلى طريق رأس الرجاء الصالح الأطول الذي يضيف 10 أيام وأكثر للرحلة التقليدية المارة بالبحر الأحمر وقناة السويس في مصر.

كما أكدت أن النزاعات المسلحة في البحر الأحمر وما صاحبها من تحول في طرق النقل بين أوروبا وآسيا عبر رأس الرجاء الصالح، تؤثر أيضًا بالإنتاج في غرونهايد حيث موقع مصنع تيسلا في ألمانيا.

وتقول جماعة الحوثي في اليمن إن هجماتها العسكرية على السفن المتجهة إلى مواني إسرائيل تستهدف الضغط من أجل وقف الحرب في غزة، لكنها تسببت في اضطراب مسارات الشحن ودفعت السفن بعيدًا عن الممر المائي الحيوي، وهو ما جعل الولايات المتحدة ودولًا أخرى تشن هجمات مضادة.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق