وجد مسح حديث أن فاتورة الطاقة تدفع غالبية البريطانيين إلى رفض السيارات الكهربائية والطاقة الشمسية، بوصفها من وسائل الاستدامة البيئية، بسبب ارتفاع التكلفة، وأن خفض الفاتورة يستحوذ على أولوياتهم، رغم إيمان معظمهم بضرورة تبني تلك السياسات.
وتوصل مسح لأكبر شركة توزيع للغاز في المملكة المتحدة "كادنت" Cadent، إلى أن 62% من البريطانيين يرفضون تلك الحلول المستدامة، مع أن 53% منهم يؤمنون بالاستدامة البيئية، وفق نتائج طالعتها منصة الطاقة المتخصصة.
ويكافح البريطانيون بسبب ارتفاع تكلفة فاتورة الطاقة في المملكة المتحدة بصورة عامة، مقارنة بجاراتها الأوروبيات. كما أن شراء السيارة الكهربائية أكثر تكلفة، فهي باهظة الثمن مقارنة بمتوسط الدخل السنوي، ما يجعل بيعها قاصرًا على فئة محددة تستعملها في نطاق ومدى محدوديْن.
وعقب اندلاع حرب روسيا على أوكرانيا، قبل أكثر من عامين (24 فبراير/شباط 2022)، وما أسفرت عنه من ارتفاع قياسي لأسعار الوقود، وانتشار أزمة طاقة في أنحاء أوروبا، كانت بريطانيا الأكثر تضررًا، وتسببت المشكلة في إفلاس عدد كبير من شركات الكهرباء.
الطاقة الشمسية
أظهر مسح حديث أن ما يقارب من ثلثي البريطانيين يكافحون لتمويل الاستدامة المعيشية، ما يقودهم إلى التردد في التحول إلى الاستعانة بالطاقة الشمسية، ووقود تدفئة أكثر كفاءة، حسبما ذكر موقع "ذا إنرجي نيوز".
وكان تقرير صادر في شهر يناير/كانون الثاني 2024، طالعته منصة الطاقة المتخصصة، قد كشف عن أن السعي لتحقيق مستهدفات التدفئة النظيفة في بريطانيا دفع إلى ارتفاع أسعار غلايات الغاز، ما تسبب في مزيد من الأعباء المالية التي يتحملها كثير من المواطنين.
ويمثّل قطاع التدفئة البريطاني أكثر من ثلث انبعاثات غازات الدفيئة السنوية في البلاد، التي تهدف إلى تحقيق الحياد الكربوني بحلول عام 2050.
وتسعى السلطات إلى استبدال المضخات الحرارية بالغلايات العاملة بالغاز، التي تنقل الحرارة من الهواء والأرض، ويمكنها أن تحل بدلًا من طرق التدفئة التقليدية العاملة بالوقود الأحفوري، وهو ما يخفض فاتورة الطاقة في المملكة المتحدة بنسبة قد تصل إلى 25%، وفق خبراء، نتيجة لرفع كفاءة الطاقة، كما يهبط بالانبعاثات.
إلّا أن أسعار الشراء والتركيب تتراوح بين 8 آلاف (10.16 ألف دولار أميركي) و20 ألف جنيه إسترليني (20.5 ألف دولار أميركي)، ولذلك، تشجع الحكومة أصحاب المنازل على التحول إلى المضخات الحرارية، عبر تقديم منح مالية تصل إلى 7 آلاف و500 جنيه إسترليني و10 آلاف جنيه إسترليني.
(الجنيه الإسترليني = 1.27 دولارًا أميركيًا)
فاتورة الطاقة في المملكة المتحدة
على الرغم من اعتراف أغلبية البريطانيين بأهمية الاستدامة البيئية (53%)، في مسح حديث، فإن تكلفة فاتورة الطاقة في المملكة المتحدة تأتي في صدارة الأولويات، ما يؤدي إلى العمل على توفير هذه التكلفة على حساب الممارسات المستدامة.
وقال مدير الأغراض الاجتماعية والاستدامة في شركة "كادنت" التي أجرت المسح، مارك بيلميغا: "تخفيض استهلاك الطاقة جزء من وسائل الاستدامة، ويعمل البريطانيون على ذلك للتوفير في فاتورة الطاقة، لكن إذا ارتفعت تكلفة التحول نحو وسائل أكثر استدامة مثل شراء سيارة كهربائية، فإن الرغبة في الاستدامة تتضاءل بصورة كبيرة".
لذلك حثّ بيلميغا على تعاون كل الأطراف، بمن فيهم مسؤولو الصناعة والحكومة ومجتمع الأعمال، لدعم كل العملاء في رحلة تحول الطاقة الخاصة بهم، وقال: "إنه وقت عصيب في سبيل تحقيق الحياد الكربوني، لكن الأسر في المملكة المتحدة تحتاج إلى مساندة أكبر لمزيد من الالتزام بحماية البيئة".
وتشير تقديرات عديدة إلى أن التكلفة عنصر حاسم في انتشار السيارات الكهربائية، التي لم تزد حصتها على 16% من إجمالي السوق البريطانية خلال عامين، ولم تسجل نموًا أكبر من ذلك، رغم محاولات الترويج والدفع بقوة لشرائها.
وأشار محرر الأعمال في صحيفة "التليغراف" البريطانية أليست هيث، في مقال الشهر الماضي، إلى أن 10 من كل 11 مشتريًا في المملكة المتحدة يفضّلون شراء سيارات محرك الاحتراق الداخلي عن الكهربائية.
موضوعات متعلقة..
- فواتير الطاقة في بريطانيا تقفز بنسبة 80% بدءًا من أكتوبر
-
بريطانيا تدعم التنقيب عن النفط والغاز لمواجهة ارتفاع فواتير الطاقة
-
خفض استهلاك الغاز في المملكة المتحدة قد يوفر 108 مليارات دولار (تقرير)
اقرأ أيضًا..
- مدفوعات واردات الهند النفطية تثير الجدل مجددًا.. الروبية أم الدولار؟
-
قطر للطاقة تتجه إلى التخارج من مشروع ضخم.. والإمارات تظهر في الصورة