التقاريرتقارير النفطتقارير دوريةرئيسيةنفطوحدة أبحاث الطاقة

كيف ارتفع إنتاج النفط الأميركي إلى مستويات قياسية رغم انخفاض عدد الآبار الجديدة؟ (تقرير)

وحدة أبحاث الطاقة

اقرأ في هذا المقال

  • إنتاج النفط الأميركي يسجل 3 أرقام قياسية في النصف الثاني من 2023
  • متوسط إنتاج شهر ديسمبر يصل إلى 13.3 مليون برميل يوميًا
  • ارتفاع حصة الآبار الجديدة من إجمالي الإنتاج رغم انحفاض عدد الحفارات النشطة
  • تطور تقنيات الحفر الأفقي والتكسير المائي حسّن كفاءة الآبار أكثر من ذي قبل
  • الولايات المتحدة تستحوذ على 16% من إنتاج النفط الخام عالميًا

تسارع نمو إنتاج النفط الأميركي خلال الأشهر الأخيرة من عام 2023 بمعدلات عالية، رغم انخفاض عدد الآبار الجديدة المضافة إلى الطاقة الإنتاجية للخام في الولايات المتحدة.

وسجل إنتاج النفط الخام في الولايات المتحدة عدة أرقام قياسية خلال العام الماضي، آخرها في شهري سبتمبر/أيلول، ونوفمبر/تشرين الثاني 2023.

وارتفع إنتاج النفط الأميركي في نوفمبر/تشرين الثاني 2023 إلى رقم قياسي جديد بلغ 13.319 مليون برميل يوميًا، ثم تراجع قليلًا في شهر ديسمبر/كانون الأول، ليسجل 13.31 مليون برميل يوميًا، وهو مستوى ما زال قريبًا من الارتفاعات القياسية خلال العام، بحسب أحدث تقرير محلي اطلعت وحدة أبحاث الطاقة على تفاصيله.

وشهد إنتاج النفط الأميركي طفرة نمو قياسية متصاعدة منذ عام 2010، بسبب ما يطلق عليه الخبراء" ثورة النفط الصخري" المستخرج بطريقة التكسير المائي (الهيدروليكي) محل الجدل البيئي عالميًا.

الآبار الجديدة أكثر كفاءة وأعلى إنتاجية

سجل إنتاج النفط الأميركي أعلى مستوى في تاريخه خلال شهر أغسطس/آب 2023، متجاوزًا الرقم القياسي السابق المسجل في القطاع، ثم سجل عدة أرقام قياسية أخرى بعد ذلك، متجاوزة ذروة ما قبل جائحة كورونا المسجلة في نوفمبر/تشرين الثاني 2019.

وجاءت هذه الارتفاعات القياسية في إنتاج النفط الأميركي على الرغم من تراجع نشاط الحفر في البلاد، لكن الآبار الجديدة صارت أكثر كفاءة وأعلى إنتاجية من ذي قبل، بحسب أحدث تقرير شهري عن إمدادات النفط صادر عن إدارة معلومات الطاقة الأميركية ( 5 مارس/آذار 2024).

ويوضح الرسم التالي -الذي أعدته وحدة أبحاث الطاقة- حركة إنتاج النفط الأميركية على مدار أشهر 2023 مقارنة بـ4 سنوات سابقة:

إنتاج النفط الأميركي في ديسمبر 2023

وتاريخيًا، كان عدد الآبار الجديدة التي يجري حفرها المحدد الرئيس لزيادة إنتاج النفط الخام أو انخفاضه على مستوى الولايات المتحدة، لكن مع تقدم تقنيات الحفر الأفقي والتكسير المائي (الهيدروليكي) تحسّنت إنتاجية الآبار وأصبحت أكثر كفاءة من ذي قبل.

وأسهمت هذه التطورات التقنية في تمكين المنتجين الأميركيين من استخراج مزيد من النفط الخام من الآبار الجديدة المحفورة، مع الحفاظ على الإنتاج من الآبار التقليدية القديمة.

ويظهر تقرير إنتاجية الحفر الدوري الذي تصدره إدارة معلومات الطاقة الأميركية نموًا متصاعدًا في إنتاجية الآبار الجديدة منذ عام 2021، في مقابل حصة إنتاجية شبه مستقرة للآبار القديمة.

تجدر الإشارة إلى أن إدارة معلومات الطاقة الأميركية تصنّف إنتاج الآبار الجديدة على أنه النفط الخام المستخرج في أول 12 شهرًا من إنتاج البئر، في حين يُصنف ما يستخرج بعد ذلك ضمن الإنتاج القديم، بحسب تفاصيل منهجية رصدتها وحدة أبحاث الطاقة.

وزاد إنتاج النفط الأميركي خلال السنوات الأخيرة بسبب التقدم التقني ومكاسب الكفاءة على الرغم من انخفاض عدد منصات الحفر النشطة بنسبة 69% منذ عام 2014، بحسب البيانات الدورية والمقارنة التي تنشرها شركة بيكر هيوز الأميركية المتخصصة.

عدد الآبار الجديدة خلال 10 سنوات

تقلب عدد الآبار الجديدة المضافة كل عام في الولايات المتحدة على مدى العقد الماضي، فعلى الرغم من أن عدد الآبار بلغ ذروته عند 13 ألفًا و745 بئرًا في عام 2014، فإن النشاط اللاحق انخفض بصورة ملحوظة قبل أن تظهر علامات العودة في يونيو/حزيران 2016.

وانخفض عدد حفر الآبار الجديدة بنسبة 40% أو بمقدار 4.82 ألف بئر، ليصل الإجمالي إلى 7 آلاف و147 بئرًا في عام 2020، بسبب التأثير الاقتصادي لجائحة كورونا.

ومنذ ذلك الحين، زاد عدد آبار النفط الجديدة كل عام بوتيرة أبطأ مقارنة بمعدلات ما قبل الوباء، إذ ظل العدد في عام 2022، عند مستواه في عام 2017.

وفي النصف الأول من عام 2023، زاد عدد حفر الآبار الجديدة بنسبة 12% أو بمقدار 624 بئرًا، مقارنة بالمدة نفسها من عام 2022، بحسب ما رصدته وحدة أبحاث الطاقة.

حفارات النفط في حقل نهر كيرن بولاية كاليفورنيا
حفارات النفط في حقل نهر كيرن بولاية كاليفورنيا - الصورة من رويترز

وتشير هذه البيانات إلى أن معدلات النمو القياسية في إنتاج النفط الأميركي على مدار العام الماضي كانت مدعومة بالأساس بزيادة إنتاجية الآبار أكثر من أعدادها، إذ انخفض عدد الحفارات العاملة مقارنة بعام 2022.

حصة النفط الأميركي 16% عالميًا

أصبحت الولايات المتحدة أكبر منتج رائد للنفط الخام في العام خلال 2018، متجاوزة روسيا والمملكة العربية السعودية، بسبب الزيادة الكبيرة في إنتاج الخام قبل عام 2016.

كما زادت حصة الولايات المتحدة من إجمالي إنتاج النفط الخام في العالم، لتصل إلى 16% حتى شهر أكتوبر/تشرين الأول 2023، وهو آخر شهر تتوافر فيه البيانات لدى إدارة معلومات الطاقة الأميركية.

وتتوقع إدارة المعلومات انخفاض إنتاج النفط الأميركي خلال الأشهر الأولى من عام 2024، بسبب الطقس الشتوي وموجة الصقيع القاسية اللذين تسببا في توقف بعض المشغلين عن الإنتاج.

كما يُتوقع استمرار انخفاض الإنتاج خلال الربعيْن الثاني والثالث من عام 2024، قبل أن يعود إلى الارتفاع مجددًا في عام 2025، وسط تقديرات بأن يتجاوز إنتاج شهر فبراير/شباط 2025 الذروة الإنتاجية المسجلة في نوفمبر/تشرين الثاني 2023.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق