تقارير النفطسلايدر الرئيسيةنفط

إمدادات الخام الثقيل تضع مصافي خليج المكسيك في ورطة.. هل يتأثر الشرق الأوسط؟

محمد عبد السند

اقرأ في هذا المقال

  • خفض صادرات النفط المكسيكية يفاقم نقص إمدادات النفط الثقيل في حوض الأطلسي.
  • تواجه مصافي التكرير في خليج المكسيك نقصًا حادًا بإمدادات الخام الثقيل.
  • يهيمن الخام الخفيف على غالبية إنتاج أميركا من النفط.
  • تتضمّن عملية الاستفادة من الوفرة النسبية للخام الخفيف صعوبة من الناحية المالية والتشغيلية.
  • مثّل الخام الحلو الخفيف والمتوسط ما يزيد على 50% من واردات أوروبا من النفط الخام منذ عام 2019.

تواجه مصافي خليج المكسيك الأميركي أزمة بارتفاع التكاليف في ظل النقص الحاد بإمدادات الخام الثقيل؛ ما قد تمتد آثاره -كذلك- إلى محطات الكهرباء في الشرق الأوسط.

وبوجه عام تهيمن الخامات الخفيفة -ذات الكثافة المنخفضة- على غالبية إنتاج أميركا من النفط؛ ما يدفع مصافي التكرير إلى البحث عن إمدادات إضافية من النفط الثقيل، لسد احتياجاتها ولا سيما لإنتاج الديزل والكيروسين، وفق متابعات منصة الطاقة المتخصصة.

ويضع مقياس معهد النفط الأميركي درجة كثافة النفط الخام (الوزن مقارنة بالحجم) بين 15 و45 درجة؛ فالنفط الذي تقل كثافته عن 25 درجة يكون ثقيلًا، والذي تتراوح كثافته بين 25 و35 درجة فيُعدّ متوسط الكثافة، أما الخام الذي تزيد كثافته على 35 درجة يُعَد خفيفًا.

عوامل الأزمة

يسهم خفض صادرات النفط المكسيكية وتغيير مسار إنتاج الخام الكندي في تقليص إمدادات الخام الثقيل المحدودة بالفعل في حوض الأطلسي؛ ما يرفع التكاليف التي تتحملها مصافي خليج المكسيك، بل من المرجح أن يُلقي بظلاله على صناعات حيوية مثل الشحن والبناء إلى جانب محطات الكهرباء في الشرق الأوسط، وفق تحليل لوكالة رويترز.

وقادت جولات الخفض الطوعي للخام من قبل منظمة أوبك والعقوبات الدولية المفروضة على فنزويلا وإيران وروسيا إلى نقص في الخام الثقيل، في حين تعاني مصافي التكرير المخصصة لمعالجته مثل تلك الموجودة في خليج المكسيك من أجل إيجاد إمدادات رخيصة التكلفة.

ويَنتُج عن النفط الثقيل مزيد من كميات الوقود المتبقي التي إما تُستعمل لرصف الطرق وإما حتى تحوّل إلى وقود بحري وبيتومين.

وقال المحلل في شركة تحليل البيانات فورتيكسا خافيير تانغ: "من المتوقّع أن تفاقم عوامل مثل القيود المفروضة على الخام الثقيل وإمدادات زيت الوقود إلى جانب الزيادة الموسمية في الطلب على توليد الكهرباء، الأوضاع الحاصلة في سوق زيت الوقود خلال الأسابيع المقبلة"، مشيرًا إلى الفارق بين سعر الخام والمشتقات النفطية.

وتحتاج السفن التي تضطر إلى قطع رحلات طويلة حول أفريقيا تجنبًا للسير في البحر الأحمر إلى مزيد من زيت الوقود البحري، في حين تستهلك السعودية مزيدًا من زيت الوقود لأغراض التبريد خلال فصل الصيف، كما يزيد الطلب من نمو أنشطة البناء ورصف الطرق.

خام ثقيل
خام ثقيل - الصورة من industrialist.fandom

المكسيك تخفض الصادرات

في أبريل/نيسان (2024) خفّضت المكسيك صادرات الخام لتيسير عمليات المعالجة محليًا، في حين تسعى الحكومة إلى إنهاء اعتمادها على واردات الوقود؛ ما يهدد إمدادات النفط الثقيل في حوض الأطلسي الذي تستعد فيه المصافي لافتتاح توسعة خط أنابيب ترانس ماونتن الكندي الذي سيحوّل مزيدًا من الخام الكندي الثقيل إلى المحيط الهادئ.

وارتفعت أسعار الخام الثقيل في خليج المكسيك الأميركي في حين سعت مصافي التكرير إلى البحث عن إمدادات بديلة؛ حيث استقر خام مارس الحامض بالقرب من أعلى مستوياته في 4 أعوام مقابل خام غرب تكساس الوسيط في 1 أبريل/نيسان (2024) وفق بيانات صادرة عن شركة إل إس إي جي LSEG لتحليل البيانات.

وقال كبير المحللين في شركة تحليل البيانات كبلر (Kpler) فيكتور كاتونا: "مصافي خليج المكسيك الأميركي لديها مواد خام كندية أعلى تكلفة بكثير عبر خطوط الأنابيب، ونتيجة لذلك ترتفع تكلفة خيارات النفط الثقيل الأخرى المتاحة أمامها"، في تصريحات رصدتها منصة الطاقة المتخصصة.

وفي أوروبا لامس مؤشر أرغوس لخام برنت أعلى مستوى له في 14 شهرًا في أواسط أبريل/نيسان (2024)، وفق ما نشره موقع أرغوس ميديا (Argus Media).

سوق الخام الثقيل مقيدة

رغم التراجع الطفيف في الأسعار مع ارتفاع الطلب على الخام المحلي في المكسيك بأقل من المتوقع، ما أدى إلى توجيه المزيد من الخام للصادرات؛ فما تزال سوق النفط الثقيل مقيدة هيكليًا.

وقال رئيس معلومات السوق في فورتيكسا جاي مارو: "قائمة الخام العالمية أصبحت أخف وزنًا وأكثر حلاوة على نحو متزايد؛ ما يُعزى مباشرة إلى القيود المفروضة على إنتاج أوبك، وفي الوقت نفسه توفر الدول غير الأعضاء في تحالف أوبك+ كميات متزايدة من الخام الخفيف الحلو".

وأضاف مارو: "ما لم يكن هناك تغيير كبير في مسار السياسات التي تنتهجها أوبك، من الصعب أن نرى تغييرًا في هذا الاتجاه".

ومثّل الخام الحلو الخفيف والمتوسط ما يزيد على 50% من واردات أوروبا من النفط الخام منذ عام 2019، وفقًا لبيانات كبلر.

كما مثّلت أنواع الخام الثقيل والمتوسط 26% فقط من واردات القارة العجوز في الأشهر الـ4 الأولى من عام 2024، مسجلةً أدنى مستوى منذ عام 2012 على الأقل.

صعوبة التكرير

يَصعُب تكرير النفط الخام الثقيل؛ ما يجعله عادةً أرخص من النفط الخفيف، وفق معلومات طالعتها منصة الطاقة المتخصصة.

ويمثل ارتفاع الأسعار صداعًا خاصًا لمصافي التكرير التي استثمرت في وحدات الترقية المكلفة التي تسمح لها بمعالجة أثقل أنواع الخام.

وقال نائب رئيس شركة ريستاد إنرجي لتحليل بيانات سوق النفط باتريسيو فالديفيسو: "إن نقص الخام الثقيل عالي الكبريت يتعارض بشكل مباشر مع ربحية المصافي، كما أنه يمثل إهدارًا للنفقات الرأسمالية لتلك المصافي".

من جهتها أشارت مديرة شركة آي آي آر إنرجي (IIR Energy) المتخصصة في أبحاث وبيانات السوق هيلاري ستيفنسون، إلى أنه سيتعين على مصافي التكرير التكيف مع نقص الخام الثقيل مثل خام مايا (Maya) المكسيكي عبر مزج أي أنواع أخرى مماثلة تناسب احتياجاتها.

مصفاة نفط أميركية
مصفاة نفط أميركية - الصورة من inspectioneering

لكن قد تتضمّن عملية الاستفادة من الوفرة النسبية للخام الخفيف صعوبةً من الناحية المالية والتشغيلية بالنسبة لمصافي التكرير الأمريكية.

وفي هذا السياق قال مؤسس شركة ريفاينري كالكيوليتور (Refinery Calculator) روميل أوتس: "إذا حاولت (مصافي التكرير) اللجوء إلى الخام الخفيف؛ فإن التأثير النهائي سيكون انخفاض الربحية"، مضيفًا أن استعمال الخام الخفيف يمكن أن يؤثر في استقرار الوحدات بالمصفاة.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق