- يُستعمل الكوبالت على نطاق واسع في بطاريات السيارات الكهربائية
- يتّصف الكوبالت بصلابته ومقاومته للتآكل، ولدرجات الحرارة المرتفعة
- جمهورية الكونغو الديمقراطية أكثر الدول إنتاجًا للكوبالت في العالم
- توقعات بأن تستمر التخمة في سوق الكوبالت العالمية حتى عام 2028
- قفز إنتاج الكوبالت بنسبة 17% على أساس سنوي خلال 2023
نصبت الصين الشرك لمنافسيها في سوق الكوبالت العالمية، رغبة منها في احتكار سلاسل إمدادات هذا المعدن الإستراتيجي الذي تتطلع من خلاله لإحكام قبضتها على صناعات إستراتيجية مثل السيارات الكهربائية.
ويتصف الكوبالت بصلابته ومقاومته للتآكل ودرجات الحرارة المرتفعة؛ ما يجعله مكونًا رئيسًا في إنتاج البطاريات القابلة للشحن، إضافة إلى استعماله على نطاق واسع في صناعة الطيران، وفي تصنيع الأدوات والمعدّات، والأصباغ والمحفّزات، وفق معلومات رصدتها منصة الطاقة المتخصصة.
وما تزال جمهورية الكونغو الديمقراطية تتصدر سوق الكوبالت العالمية، وتحديدًا قائمة أعلى الدول المنتجة لهذا المعدن في العالم، بحصّة تلامس 73% من الإنتاج العالمي في عام 2022.
تخمة قياسية
شهدت سوق الكوبالت العالمية تُخمة قياسية في المعروض، في حين تعزز الشركات الصينية إنتاجها، مع توقعات باستمرار هذا الفائض في المعدن حتى عام 2028، وفق ما أظهرته نتائج تقرير سنوي حديث صادر عن شركة دارتون كوموديتيز (Darton Commodities) المتخصصة في تجارة الكوبالت، ومقرّها المملكة المتحدة.
وقفز إنتاج الكوبالت بنسبة 17% على أساس سنوي خلال العام المنصرم (2023)، ليُغرِق الأسواق، مع تراجع حادّ في نمو الطلب العالمي على السيارات الكهربائية، وفق التقرير الذي طالعته منصة الطاقة المتخصصة.
وتوقّع التقرير أن تستمر التخمة في سوق الكوبالت العالمية حتى عام 2028، مع رفع مجموعة التعدين الصينية سي إم أو سي (CMOC)، أحد أهم منتجي الكوبالت في العالم، إنتاجيتها من هذا المعدن من عملياتها في جمهورية الكونغو الديمقراطية.
ومن المتوقع كذلك أن تُسهم تلك الزيادة في إنتاجية الكوبالت بتعزيز هيمنة الصين على إنتاج وسعر هذا العنصر الحيوي الذي لا غنى عنه في الأجهزة الإلكترونية والسيارات الكهربائية والطائرات.
وقال مدير شركة دارتون كوموديتيز أندريس جربنز: "فائض المعروض الآتي من مشروعات في جمهورية الكونغو الديمقراطية وإندونيسيا، والمقترن بنمو الطلب المتباطئ على السيارات الكهربائية الذي لم يتجاوز 12%، قاد إلى فائض قياسي في عام 2023".
عنصر مهم للبطاريات
يساعد الكوبالت في استقرار الأداء التشغيلي لبطاريات الليثيوم أيون، وتمكينها من تفادي حوادث الحرائق التي تتعرض لها في أحيان كثيرة، غير أن الاقبال الكبير على بطاريات السيارات الكهربائية الخالية من الكوبالت والنيكل في الصين قد خفض بدوره توقعات نمو الطلب على المعدن الأول الملقب بـ"الذهب الأزرق".
وقد ساعد فائض المعروض من الكوبالت الآتي من مناجم شركة "سي إم أو سي" في وسط أفريقيا على خفض متوسط السعر السنوي لهذا العنصر بواقع النصف إلى 15.10 دولارًا أميركيًا في عام 2023، مقارنة بعام 2022، مسجلًا أقل متوسط سعر منذ 2016.
وخلال 2023 رفعت "سي إم أو سي" حجم إنتاجها في منجميها بجمهورية الكونغو الديمقراطية بنسبة 172%، ما جعلها تتجاوز شركة غلينكور (Glencore) السويسرية لتجارة السلع والتعدين بصفتها أكبر مُنتِج للكوبالت في العالم، حسب التقرير الذي رصدته منصة الطاقة المتخصصة.
استثمارات عدائية
نتيجة الاستثمارات الصينية العدائية في سوق الكوبالت العالمية، تتوقع دارتون كوموديتيز أن تمتلك الصين، أو حتى تشغل ما نسبته 60% من إمدادات الكوبالت العالمية، بحلول أواسط العقد الحالي (2025)، بزيادة من 54% في الوقت الراهن.
وفي عام 2023 توقعت دارتون كوموديتيز أن تقتنص الصين حصة في تلك السوق الإستراتيجية نسبتها 50% بحلول المدة نفسها.
كما تَزيد إندونيسيا إمدادات الكوبالت، الذي يُنتَج ثانويًا من عملية استخراج النيكل، في المناجم التي تمتلكها الصين، لتضاعف إنتاجها إلى 18.200 طن؛ ما يعادل 8% من الإمدادات في سوق الكوبالت العالمية.
وبينما من المرجح أن يمنح انكماش سوق الكوبالت العالمية بعض الارتياح للمستهلكين من خلال خفض أسعار مدخلات السيارات الكهربائية والهواتف المحمولة الجديدة، قد يتسبب هذا في معاناة منتجي الكوبالت مثل غلينكور، التي خفضت توقعات إنتاجها لعام 2024.
عجز إمدادات مُرتقَب
اضطرت غلينكور إلى تحمّل رسوم انخفاض القيمة بواقع 1 مليار دولار على منجم موتاندا (Mutanda) التابع لها في جمهورية الكونغو الديمقراطية، مع صدور نتائجها السنوية الأسبوع الماضي، بعد تعديل خطط الإنتاج.
وتتوقع غلينكور -الآن- إنتاج ما بين 35 ألفًا إلى 40 ألف طن من الكوبالت هذا العام، تراجعًا من 41300 طن في 2023، وفق تقرير اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.
ومع ذلك، قال الرئيس التنفيذي لشركة غلينكور غاري ناغل، إن هذا الأمر "لا يتعلق بالطلب، ولكن بالعرض"، موضحًا: "نرى مسارًا يقود إلى عجز في الإمدادات مرة أخرى في الكوبالت خلال الأوقات المقبلة".
خطة صينية
تسلّط المشكلات التي تعاني منها سوق الكوبالت العالمية الضوء على الوضع العصيب الذي تمرّ به المعادن الرئيسة الأخرى المستعملة في البطاريات، وتحديدًا الليثيوم والنيكل.
وبالنسبة لجميع المعادن الـ3 -الكوبالت والليثيوم والنيكل-، أقدمت شركات التعدين الصينية على تسريع وتيرة الإنتاج بوتيرة أكثر عدائية مما كان متوقعًا؛ مما دفع المنتجين الغربيين إلى غلق مناجمهم، وخفض الإنتاج، والتراجع عن خططهم التوسعية المستقبلية، أو حتى تقليص نطاق عملياتهم الحالية.
ومع ذلك تدعم بكين أسعار الكوبالت عبر امتصاص فائض الإمدادات لتخزينها في احتياطي استراتيجي عندما تنخفض بمستويات حادة جدًا، علمًا بأن ثاني أكبر بلد تعدادًا للسكان في العالم يشتري ما يُقدَّر بنحو 21 % من المعروض في سوق الكوبالت العالمية.
موضوعات متعلقة..
- صراع الكوبالت في العالم يشتعل.. هل تحسمه تشيلي مع الـ3 الكبار؟
- تباطؤ الطلب على السيارات الكهربائية في الصين يخفض أسعار الليثيوم والكوبالت
- إنتاج الكوبالت في إندونيسيا قد يستحوذ على 19% من السوق العالمية (تقرير)
اقرأ أيضًا..
- قمة الجزائر.. تبون يدعو إلى حوار إستراتيجي لمواجهة تحديات قطاع الغاز
- حرب أسعار السيارات الكهربائية تتسارع بين تيسلا وبي واي دي.. من ينتصر؟
- مكيفات الطاقة الشمسية في مصر.. حل فريد لانقطاع الكهرباء رغم بطء النمو
-
وحدة شمسية تولد الكهرباء والحرارة في آن واحد.. تقنية مُجربة في الخليج (صور)