منوعاتالتقاريرتقارير منوعةرئيسية

صراع الكوبالت في العالم يشتعل.. هل تحسمه تشيلي مع الـ3 الكبار؟

محمد عبد السند

اقرأ في هذا المقال

  • تتطلع تشيلي إلى منافسة عمالقة العالم في إنتاج الكوبالت.
  • يدخل الكوبالت في العديد من الصناعات الحيوية مثل البطاريات القابلة للشحن.
  • يبرز الكوبالت منتجًا ثانويًا من عملية معالجة خامي النحاس والنيكل.
  • تبرز المخلفات سلاحًا آخر قد تُعوِّل عليه تشيلي في حسم صراع الكوبالت.
  • من المتوقّع أن تتراجع هيمنة جمهورية الكونغو الديمقراطية إلى ما نسبته 57% بحلول نهاية 2030.

بدأ صراع الكوبالت في العالم يشتعل في ظل الطموحات الجامحة التي تراود تشيلي بدخول قائمة الدول الكبار المُنتِجة لهذا المعدن الإستراتيجي الذي تعول عليه صناعات حيوية عديدة.

ويتسم الكوبالت المعروف كذلك بالذهب الأزرق بصلابته ومقاومته للتآكل، وخصائصه المقاومة لدرجات الحرارة المرتفعة؛ ما يجعله مكونًا رئيسًا في إنتاج البطاريات القابلة للشحن، إضافة إلى استعماله على نطاق واسع في صناعة الطيران، وفي تصنيع الأدوات والمعدات، والأصباغ والمحفزات، وفق معلومات جمعتها منصة الطاقة المتخصصة.

وفيما قد يؤجج صراع الكوبالت، كشفت تشيلي، أكبر مُنتِج للنحاس في العالم، النقاب عن خُطة طموحة لكي تصبح أحد أكبر البلدان الـ3 المنتجة للذهب الأزرق في العالم، في حين يعمل البلد الواقع في أميركا اللاتينية بالتزامن على تعزيز إنتاجيته المتراجعة من النحاس، وفق ما أورده موقع مايننغ دوت كوم (MINING.COM) المتخصص.

وقد أدى تراجع درجات الخام، وقيود المياه إلى جانب الاضطرابات ذات الصلة بجائحة فيروس كورونا المستجد "كوفيد-19"، إلى هبوط إنتاج تشيلي من المعدن البرتقالي في السنوات الأخيرة.

ورغم أحدث التوقعات السلبية التي أطلقتها مجموعة دراسة النحاس العالمية (International Copper Study) والتي تطالب بتحقيق فائض قيمته 467 ألف طن في العام المقبل (2024)؛ فإن معظم المحللين يتوقعون العكس.

معدن حيوي

بينما يُعد النحاس مكونًا رئيسًا في تصنيع المركبات الكهربائية والتقنيات النظيفة، يبرز الكوبالت مُنتجًا ثانويًا من عملية معالجة خامي النحاس والنيكل.

وبالنسبة للحكومة التشيلية؛ فإن تعزيز إنتاجية الكوبالت هو "الخطوة المنطقية التالية"، وفق ما قاله وزير المالية التشيلي ماريو مارسل، في عرض تقديمي هذا الأسبوع.

وأضاف مارسل أن إنتاج الكوبالت سيجعل تشيلي موردًا رئيسًا لمعادن البطاريات، في الوقت الذي تُصنف فيه البلاد ثاني أكبر مورد لليثيوم في العالم.

يُستَعمل الكوبالت في كل بطاريات الليثيوم أيون تقريبًا، والتي تُستَعمل في تشغيل الهواتف النقالة، والحواسيب المحمولة والأجهزة اللوحية وأجهزة البلوتوث، بل حتى فرشاة الأسنان الكهربائية، وهو ما يجعل صراع الكوبالت نارًا تحت الرماد.

منجم مانتوفيردي في تشيلي
منجم مانتوفيردي في تشيلي - الصورة من الموقع الرسمي لشركة كابستون كوبر

مهمة ليست سهلة

يبرز الانضمام إلى أكبر 3 دول عالميًا في إنتاج الكوبالت مهمة غير سهلة على الإطلاق، في ظل حفاظ جمهورية الكونغو الديمقراطية على تصدر قائمة أعلى الدول المنتجة للكوبالت في العالم، بحصة تلامس 73% من الإنتاج العالمي في عام 2022، وفق معلومات رصدتها منصة الطاقة المتخصصة.

وتحل إندونيسيا في المركز الثاني بالقائمة المذكورة، بإنتاج زاد أكثر من 3 أضعاف من 2.700 طن في عام 2021 إلى قرابة 9.500 طن في عام 2022.

ووفق تقديرات صادرة عن معهد الكوبالت، من المتوقع أن تتراجع هيمنة جمهورية الكونغو الديمقراطية إلى ما نسبته 57% بحلول نهاية العقد الجاري (2030)، في حين تعزز إندونيسيا إنتاجيتها من هذا المعدن الثمين، بوصفه منتجًا ثانويًا من صناعة النيكل التي تشهد توسعًا سريعًا لديها.

وقال مدير مركز جامعة أندريس بيلو لأنظمة التكنولوجيا الحيوية بيلار بارادا، إن هيمنة جمهورية الكونغو الديمقراطية على الكوبالت ربما تهددها تشيلي التي أشعلت الشرارة الأولى -على ما يبدو- في صراع الكوبالت العالمي.

خطوات عملية

اتخذ الباحثون والشركات خطوات ملموسة قد تُرجِّح كفة تشيلي في صراع الكوبالت، ومن بينها شركة كابستون كوبر (Capstone Copper) الكندية للتعدين التي تُعَد من بين الشركات الساعية لإنشاء حي تعدين الكوبالت في شمال تشيلي.

وقد دمجت كابستون كوبر، التي تأسست في عام 2021 من دمج كابستون مايننغ (Capstone Mining) ومانتوس كوبر (Mantos Copper)، مؤخرًا عملياتها في مانتوفيردي (Mantoverde) وسانتو دومينغو، في منطقة أتاكاما شمال البلاد.

وقالت كابستون ومقرها مقاطعة فانوكوفر إنها بالإضافة إلى إنتاج 200 ألف طن من الكوبالت سنويًا، فإنها تستهدف إنتاج ما بين 4.500 طن و6.000 طن من الكوبالت المستعمل في البطاريات سنويًا.

وتنفذ شركة كوبالت كوربوريشن (Cobalt Corporation) التشيلية، ومقرها الولايات المتحدة الأميركية، أعمالًا استكشافية في مشروع لا كوبالتيرا La Cobaltera للكوبالت المملوك لها في منطقة سان خوان بمنطقة أتاكاما.

وتستهدف الشركة الوصول إلى مرحلة ما قبل دراسة الجدوى في هذا المشروع بحلول الربع الثاني أو الثالث من العام المقبل (2024).

معدن الكوبالت
معدن الكوبالت - الصورة من newscentermaine

استخراج الكوبالت من المخلفات

تبرز المخلفات سلاحًا آخر تُعوِّل عليه تشيلي في حسم صراع الكوبالت؛ إذ تتطلع سانتياغو -حاليًا- إلى استخراج هذا المعدن من المخلفات، وفق ما قاله مدير مركز جامعة أندريس بيلو لأنظمة التكنولوجيا الحيوية بيلار بارادا، ورصدته منصة الطاقة المتخصصة.

وأوضح باراردا: "عبر استخلاص الكوبالت من المخلفات، يمكن لتشيلي أن تحل محل إندونيسيا وأن تصبح ثاني أكبر منتج للمعدن في العالم".

ووفق بحث أجراه مكتب التنمية الحكومي في تشيلي كورفو (Corfo) وهيئة الخدمة الوطنية للجيولوجيا والتعدين سيرناجومين (Sernageomin)، تمتلك البلاد القدرة على إنتاج 15 ألف طن من الكوبالت من المخلفات سنويًا على المدى المتوسط.

الكوبالت الأخضر

باستعمال التقنية المناسبة، تستطيع تشيلي استخراج الكوبالت بطريقة أنظف، وبتكاليف إنتاج أقل، وهو ما قد يساعدها على حسم صراع الكوبالت، وفي ما توقعه خبراء.

ولعل أحد الطرق لإنتاج الكوبالت الأخضر، والتي لا تزال قيد الدراسة هي تطبيق التقنية الحيوية لإعادة معالجة المخلفات بهدف استخراج "الذهب الأزرق".

ومن الممكن أن تُسهم طريقة الإنتاج تلك في خفض المخاطر البيئية التي تفرضها رواسب مخلفات التعدين، التي تُعد 86% منها غير نشطة، وفقًا لنتائج مسح سيرناجيومين لعام 2022.

وقد تتُرجم طريقة الإنتاج تلك كذلك إلى إيرادات إضافية بالنسبة لتشيلي؛ إذ إنه بالنظر إلى سعر الإنتاج المحتمل القائم على المشروعات الحالية والإنتاج من المخلفات، والمعادن، البالغ 33 ألف دولار للطن في نوفمبر/تشرين الثاني (2023)، سيلامس الدخل السنوي للبلد اللاتيني قرابة 700 مليون دولار أميركي بأسعار اليوم.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق