التقاريرتقارير النفطتقارير دوريةرئيسيةنفطوحدة أبحاث الطاقة

تكرير النفط في الصين يسجل أعلى متوسط بتاريخه عام 2023.. ما السبب؟

وحدة أبحاث الطاقة

تُمثّل معدلات تكرير النفط في الصين واحدة من أهم المؤشرات الدالة على اتجاهات الطلب العالمي على النفط؛ إذ تعدّ بكين ثاني أكبر مستهلك للخام بعد الولايات المتحدة.

وأظهر تقرير حديث –اطّلعت وحدة أبحاث الطاقة على نسخة منه- ارتفاع متوسط معالجة النفط الخام، أو تشغيل المصافي في الصين، إلى 14.8 مليون برميل يوميًا في عام 2023، وهو أعلى مستوى على الإطلاق في تاريخ القطاع.

ويرجع نمو معدل تكرير النفط في الصين بهذا الرقم القياسي إلى نمو الاقتصاد وزيادة قدرة التكرير في البلاد؛ استجابة لسياسات تعافي البلاد من تداعيات جائحة كورونا في عام 2022.

تكرير النفط في الصين

زادت الصين من قدرة مصافيها أكثر من أيّ دولة أخرى في العالم خلال السنوات الأخيرة، لتلبية احتياجات وقود النقل من ناحية وزيادة إنتاج المواد الأولية المطلوبة في صناعة البتروكيماويات على الجانب الآخر، بحسب التقرير الصادر عن إدارة معلومات الطاقة الأميركية (4 مارس/آذار 2024).

مصافي تكرير النفط في الصين
مصفاة تكرير في مقاطعة هوبي الصينية - الصورة من رويترز

وارتفعت قدرة تكرير النفط في الصين من 9 ملايين برميل يوميًا في عام 2011 إلى 10 ملايين برميل يوميًا في 2014، ثم إلى 11 مليون برميل يوميًا في عام 2016.

وفي عام 2018، تجاوزت قدرة تكرير النفط في الصين 12 مليون برميل يوميًا، ثم واصلت الصعود التدريجي إلى أن بلغت 14 مليون برميل يوميًا في عام 2021، قبل أن تتراجع إلى 13.6 مليون برميل تقريبًا في عام 2022، بحسب بيانات تفصيلية رصدتها وحدة أبحاث الطاقة.

الفرق بين المنتجين في أميركا والصين

تعدّ المواد البتروكيماوية اللبنة الأساسية في إنتاج البلاستيك والراتنغات والألياف المستعملة على نطاق واسع في السلع الاستهلاكية والتغليف والمنسوجات وعدد لا حصر له من المنتجات اليومية والمنزلية.

وتوسعت الصين خلال السنوات الأخيرة في عمليات دمج قدرات التكرير مع منشآت أو مصانع البتروكيماويات، ما أدى إلى زيادة إنتاج المواد الأولية البتروكيماوية مثل النافثا والغازات النفطية المسالة التي تشمل البروبان والبيوتان.

والنافثا هي مادة هيدروكربونية خفيفة عادة ما تُمزَج مع بنزين المحركات في جميع مصافي التكرير الأميركية بصورة أساسية، بحسب تفاصيل فنية في صناعة التكرير العالمية ترصدها وحدة أبحاث الطاقة دوريًا.

ويعتمد منتجو البتروكيماويات في الولايات المتحدة في جزء كبير من إنتاج المواد الأولية على الإيثان وغاز النفط المسال، إذ يمكن فصل هاتين المادتين وبيعهما من محطات معالجة الغاز الطبيعي.

في المقابل، يعتمد عديد من منتجي البتروكيماويات في أوروبا وآسيا على مادة النافثا (بدلًا من الإيثان)، وغاز النفط المسال، بصفتها مواد أولية لصناعة البتروكيماويات في هذه البلدان، وعلى رأسها الصين.

مجمعات التكرير المتكاملة أكثر مرونة

عادة ما تُستعمل النافثا وغاز النفط المسال والإيثان لإنتاج المواد الكيميائية الصناعية مثل الإيثيلين والبروبيلين والبارازيلين والتي تُحَوَّل في نهاية المطاف إلى منتجات وسيطة أو نهائية.

وتوفر مجمعات التكرير والبتروكيماويات المتكاملة مرونة كبيرة في عمليات تحويل خام النفط إلى أنشطة التكرير لإنتاج وقود النقل أو لأنشطة إنتاج المواد الأولية اللازمة لصناعة البتروكيماويات بحسب ظروف السوق، على خلاف حالة منشآت التكرير المنفصلة عن مصانع الكيماويات.

مجمعات التكرير والبتروكيماويات المتكاملة في الصين
مجمع تكرير متكامل في بكين - الصورة من بلومبرغ

وأسهم نمو قطاع البتروكيماويات المتنامي في الصين بجعلها واحدة من أكبر منتجي البتروكيماويات في العالم خلال السنوات الأخيرة.

ونتيجة لذلك، أصبحت صناعة البتروكيماويات في البلاد تحتاج إلى زيادة كمية النافثا وغاز النفط المسال المنتجين من مصافي التكرير في الصين، حتى مع استمرار البلاد في استيراد هاتين المادتين من الأسواق الخارجية.

وتخطط الشركات الصينية لإضافة المزيد من الطاقة الإنتاجية على مستوى البلاد، بما في ذلك مجمع يولونغ "Yulong" المتكامل للتكرير والبتروكيماويات بطاقة 400 ألف برميل يوميًا، والذي كان من المفترض افتتاحه في 2024، ولكن تأجّل إلى عام 2025، بحسب إدارة معلومات الطاقة الأميركية.

ويمكن لأسعار النفط الخام وبنزين السيارات والمنتجات البتروكيماوية والمواد الأولية أن تؤثّر في أسعار النافثا وغاز النفط المسال، ما يؤثّر في هوامش أرباح المنتجين ومصافي التكرير.

وكانت هوامش البتروكيماويات في آسيا منخفضة أو سلبية منذ عام 2022، بحسب بيانات وكالة بلومبرغ؛ وذلك بسبب توسّع تصنيع البتروكيماويات بسرعة في وقت كانت معدلات التضخم فيه مرتفعة، وأدت إلى تباطؤ نمو الناتج المحلي الإجمالي، الذي أسهم بدوره في تباطؤ الطلب.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق