مصر أمام قمة الجزائر: النفط والغاز جزء رئيس من حلول مواجهة تغير المناخ
أكدت مصر أن قطاع النفط والغاز يُعَد جزءًا رئيسًا من الجهود العالمية لمواجهة الآثار السلبية للتغير المناخي، وخفض الانبعاثات وتحقيق الحياد الكربوني بحلول منتصف القرن الحالي.
وقال وزير البترول طارق الملا، في الكلمة التي ألقاها نيابة عن الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، خلال الجلسة الافتتاحية للقمة السابعة لرؤساء دول وحكومات منتدى الدول المصدرة للغاز: إن القمة تنعقد خلال وقت بالغ الدقة تزداد فيه جسامة التحديات التي يشهدها العالم؛ ما يُحتم علينا توحيد الرؤى".
وشدد على أن مواجهة التحديات والعقبات تحتاج إلى كثير من العمل بين مختلف الأطراف، للوصول إلى نتائج مهمة وفعالة لتحقيق الاستقرار في أسواق الطاقة، وفق ما اطلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.
الطلب على الغاز
قال وزير البترول المصري إنه على الرغم مما مر به قطاع الطاقة من تحديات؛ فقد شهد الطلب العالمي على الغاز الطبيعى نموًا ملحوظًا، وتعاظم الاهتمام به بوصفه وقودًا حضاريًا نظيفًا ومنخفض الانبعاثات يلبي الاحتياجات العالمية المتزايدة من الطاقة اللازمة لدعم خطط التنمية الاقتصادية والاجتماعية إلى جانب المساهمة في الحفاظ على البيئة.
وأوضح أن معظم توقعات الهيئات والمنظمات الدولية المعنية بشؤون الطاقة تشير إلى أن الوقود الأحفوري ولا سيما الغاز الطبيعي سيظل مصدرًا رئيسًا ضمن مزيج الطاقة العالمي لعقود عديدة، جنبًا إلى جنب مع مصادر الطاقة الجديدة والمتجددة؛ إذ يمتلك الغاز فرصًا واعدة للتوسع في استعمالاته بمختلف المجالات التي تسهم في تعظيم القيمة المضافة.
وأضاف الملا: "يشهد العالم تحولًا هائلًا في مجال الطاقة سعيًا لوضع حل جذري لتحدي تغير المناخ الذي يتطلّب من المجتمع الدولي اتباع نهجٍ تعاوني على مختلف المستويات الإقليمية والعالمية، لتعزيز القدرة على ضمان التنمية المستدامة المتوافقة مع البيئة، وتنويع مسارات وخطط الانتقال الطاقي وفقًا لظروف كل دولة واحتياجاتها انطلاقًا من مبدأ الانتقال العادل والمسؤوليات المشتركة متباينة الأعباء".
وشدد على أن التحوّل يعكس استمرار الحاجة لجميع مصادر الطاقة في المستقبل لتلبية الطلب المتزايد على الطاقة، بما يستلزم تأمين الاستثمارات اللازمة لضمان أمن الطاقة والقدرة على تحمل تكاليفها، وتعزيز النمو الاقتصادي العالمي المستدام لعقود مقبلة.
النفط المصري
قال الملا إن قطاع الطاقة المصري بادر إلى تبني رؤية وخطة عمل طموحة للتحول إلى مصادر منخفضة الانبعاثات وإزالة الكربون وفقا للمحاور الرئيسة التي تشمل: إصلاح دعم الطاقة، وتحسين كفاءة استهلاكها، وخفض الانبعاثات الكربونية للنفط والغاز، واستعمال الغاز الطبيعي منخفض الكربون بوصفه مكملًا للطاقة المتجددة، والتوسع في إنتاج الطاقة الجديدة والبتروكيماويات الخضراء، والهيدروجين.
وأضاف: "من إيماننا بأن صناعة النفط والغاز هي جزء رئيس من الحلول العالمية لمواجهة التغير المناخي، فقد نجحت مصر خلال قمة المناخ كوب 27 في تأسيس منهج جديد لتعزيز دور صناعة النفط والغاز بوصفها جزءًا من الحل لقضية تغير المناخ؛ ما أسهم في تغيُّر نظرة المنظمات العالمية المعنية بالمناخ لصناعة الطاقة بمختلف مواردها، وواصلت قمة المناخ كوب 28 البناء على تلك المكتسبات".
وأشار إلى أن نجاح جهود التحول الطاقي والانتقال إلى مصادر منخفضة الكربون مرهون بتوافر التمويل المناسب سواء من حيث أدواته وآلياته أو مصادره وحجمه وتيسير النفاذ إليه، إلى جانب توفير التكنولوجيات اللازمة، وهو ما يتطلّب صياغة رؤية مشتركة على مختلف المستويات الإقليمية والعالمية لضمان قدرة الدول النامية على الالتزام بمسؤوليات وتعهدات تحول الطاقة، وضمان التزام الدول المتقدمة ومؤسسات التمويل الدولية بتنفيذ التعهدات التي قطعتها على نفسها لصالح قطاع الطاقة والمناخ.
منتدى الدول المصدرة للغاز
شدد الملا على أهمية دور منتدى الدول المصدرة للغاز بوصفه منصة لتعزيز سبل التعاون بين الدول الأعضاء في مختلف أنشطة سلسلة القيمة لصناعة الغاز بوصفها موردًا أساسيًا للتنمية الشاملة والمستدامة، فضلًا عن إيجاد الحلول التكنولوجية الفعالة والمبتكرة، ولا سيما من خلال معهد أبحاث الغاز التابع للمنتدي الذي دُشِّنَ في الجزائر بهدف تحفيز التعاون العلمي بمجال البحث والابتكار من خلال المشروعات ذات الاهتمام المشترك من أجل مواصلة تطوير صناعة الغاز؛ بما يعزز من مكانة الغاز الطبيعي في عملية الانتقال نحو الطاقة المتجددة.
وجدد الملا تأكيد مصر وحرصها الدائم على العمل بشكل وثيق مع جميع الدول الأعضاء بالمنتدى لتطوير حلول وشراكات جديدة نحو مستقبل طاقة آمن ومستدام، قائلًا: "من خلال التكامل والتوافق بين دول المنتدى من حيث الرؤى والخطط، وتوفير التكنولوجيات ومصادر التمويل اللازمة، سننجح في توفير موارد الغاز الطبيعي بطرق أكثر مسؤولية وبتأثيرات أقل في المناخ".
وأوضح أن التغلب على التحديات التي تواجه العالم اليوم يتطلب إرادة سياسية وتعاونًا إقليميًا ودوليًا من منطلق تشارك المصالح ووحدة الغايات، ولا سيما بين مجموعة دولنا التي تمتلك موارد وثروات طبيعية ضخمة وطموحات كبيرة وقدرات بشرية، بالإضافة إلى القدرة على التأثير في مستقبل الطاقة العالمي بما يحقق تطلعات شعوبنا وطموحاتها نحو مستقبل أفضل، من خلال وضع الآليات اللازمة لترجمة الرغبات والطموحات إلى برامج عمل يمكن تحقيقها على أرض الواقع بما يحقق التوازن والمصالح المشتركة بين جميع الأطراف من منتجين ومستهلكين.
موضوعات متعلقة..
- انطلاق قمة منتدى الدول المصدرة للغاز في الجزائر.. وعدة ملفات تتصدر المباحثات
- قمة الجزائر.. تبون يدعو إلى حوار إستراتيجي لمواجهة تحديات قطاع الغاز
اقرأ أيضًا..
- مكيفات الطاقة الشمسية في مصر.. حل فريد لانقطاع الكهرباء رغم بطء النمو
- وزير النفط الإيراني: تطوير سوق الغاز مرهون بعدم تسييس تجارة الطاقة
- واردات الغاز المسال الأوروبية ثابتة رغم توسع محطات إعادة التغويز (تقرير)