تقارير السياراترئيسيةسيارات

آبل تتخلى عن طموحاتها في السيارات الكهربائية.. والقطاع يتلقى صدمة جديدة

محمد عبد السند

اقرأ في هذا المقال

  • صعدت أسهم آبل خلال جلسة تداولات أمس الثلاثاء 27 فبراير (2024) بنسبة 1% تقريبًا
  • اصطدمت آبل بسوق سيارات كهربائية مأزومة
  • أنفقت آبل مليارات الدولارات في إطار مساعيها الرامية لتطوير السيارات الكهربائية
  • يمثل إعلان آبل التخلي عن مشروع السيارات الكهربائية مفاجأة من العيار الثقيل لملايين الموظفين
  • قالت أودي إنها ستواصل طرح وتصنيع طُرز سيارات تعمل بالبنزين في المستقبل القريب

أصابت عملاقة التكنولوجيا الأميركية آبل (Apple) سوق السيارات الكهربائية العالمية بصدمة، بعد أن أعلنت نيتها إلغاء برنامجها الطموح الذي يستهدف تطوير تلك المركبات صديقة البيئة وبيعها.

وفور إعلان آبل تلك الخطوة، تنفّس المستثمرون الصعداء، إذ صعدت أسهم الشركة خلال جلسة تداولات أمس الثلاثاء 27 فبراير/شباط (2024)، بنسبة 1% -تقريبًا- إلى 182.63 دولارًا عند الإغلاق في نيويورك، وفق ما طالعته منصة الطاقة المتخصصة.

واصطدمت آبل بسوق سيارات كهربائية مأزومة، إذ فقد نمو مبيعات القطاع زخمه خلال الأشهر الأخيرة، بعد أن قاد ارتفاع الأسعار ونقص البنية التحتية للشحن المشترين الرئيسين إلى مراجعة خططهم بشأن التحول إلى تلك التقنية النظيفة التي يُعول عليها في جهود الحياد الكربوني.

آبل تصدم السوق

ألغت آبل خططها الطموحة لبناء السيارات الكهربائية، منهيةً بذلك مشروعًا سريًا طالما استهلك موارد ضخمة على مدار العقد الماضي، وفق ما أوردته شبكة بلومبرغ (Bloomberg).

وكشف المسؤولون التنفيذيون في آبل عن تخلي شركتهم عن هذا المشروع في خُطوة غير متوقعة على الإطلاق، خلال اجتماع داخلي لفريق العمل في 27 فبراير/شباط (2024)، متوقعين عمليات تسريح جماعية ضخمة للعمال.

وأبلغ المسؤولون التنفيذيون في آبل العديد من الموظفين بقرار تحويلهم إلى العمل في قطاعات أخرى بالشركة مثل الذكاء الاصطناعي التوليدي وسماعات الواقع المعزز، في مسعى منها للحاق بمنافسيها في هذا المجال الذي يستحوذ حاليًا على خيال المستهلكين والمستثمرين.

هدر مليارات الدولارات

أنفقت آبل مليارات الدولارات في إطار مساعيها الرامية لتطوير السيارات الكهربائية، والمركبات ذاتية القيادة تحت مظلة مشروع "تيتان"، ويُعد قرار الشركة إلغاء البرنامج بالكامل تراجعًا كبيرًا عن إستراتيجيتها السابقة.

وألمح الرئيس التنفيذي لـ"آبل" تيم كوك، إلى خطط الشركة في قطاع السيارات خلال السنوات الأخيرة، رغم أنه لم يلتزم بصورة كاملة -قط- بتصنيع تلك المنتجات منخفضة الانبعاثات الكربونية.

ورغم أن آبل لم تعلن رسميًا خططها لتصنيع السيارات، فإن مشروعها كان مثار توقعات كثيرة بين صناعات السيارات والتقنية، وفق معلومات جمعتها منصة الطاقة المتخصصة.

وعينت الشركة مسؤولين تنفيذيين للإشراف على عملية تطويرها، كما استحوذت على شركة درايف. إيه آي (Drive.ai) الناشئة العاملة في تصنيع السيارات ذاتية القيادة في عام 2019.

شحن السيارات الكهربائية بالطاقة الشمسية

خطط تتغيّر

تغيرت خطط الشركة في قطاع السيارات الكهربائية كثيرًا منذ أن بدأت تخصيص الموارد لتلك التقنية في عام 2014، غير أن محاولات آبل طرح المُنتج في السوق واجهت انتكاسات عديدة منذ ذلك الحين.

وسرحت آبل عشرات الموظفين ممن هم على صلة بالمشروع -بصورة أو بأخرى- في عملية إعادة هيكلة نفذتها في عام 2016، وانتقل المسؤول التنفيذي الرئيس في الشركة المسؤول عن المشروع للعمل في شركة فورد خلال عام 2021.

وفي أوائل العام الجاري (2024)، أرجأت آبل تاريخ طرح أول سيارة كهربائية لها حتى عام 2028 على الأقل، وفق ما نشرته بلومبرغ، وتابعته منصة الطاقة المتخصصة.

كما تراجعت آبل عن طموحاتها فيما يتعلق بمواصفات السيارة ذاتها، إذ تحولت من سيارة ذاتية القيادة بالكامل إلى سيارة تتمتع ببعض قدرات القيادة الذاتية على غرار مركبات تيسلا.

وقبل بضع سنوات كانت آبل تدرس جديًا تطوير سيارة ذاتية القيادة بالكامل دون عجلة قيادة ومقعد داخلي مُلتف على غرار سيارة الليموزين.

إيلون ماسك يحتفل

في ردة فعل على قرار آبل التراجع عن برنامجها في تطوير السيارات الكهربائية، احتفل الرئيس التنفيذي لشركة تيسلا الأميركية إيلون ماسك بطريقته الخاصة بتلك الخطوة، إذ شارك منشورًا على موقع التواصل الاجتماعي إكس (تويتر سابقًا) مع رمز تعبيري للتحية وسيجارة.

ويتردد أن آبل ستخصص المزيد من مواردها للعمل في مشروعات الذكاء الاصطناعي التوليدية، بما في ذلك نقل الباحثين والمهندسين الذين عملوا سابقًا في جهود السيارات إلى مجموعة مشروعاتها الخاصة.

وفي وقت سابق من فبراير/شباط (2024) أعلن الرئيس التنفيذي لشركة آبل تيم كوك، أن شركته تُنفق "قدرًا هائلًا من الوقت والجهد" على الذكاء الاصطناعي، وستطرح ميزات الذكاء الاصطناعي التوليدية للمستهلكين خلال عام 2024.

خروج مرسيدس وأودي

قررت العديد من الشركات الكبرى التخلي عن فكرة تصنيع السيارات الكهربائية وبيعها، في أعقاب التباطؤ العام الذي شهده نمو مبيعات تلك المركبات التي يُعول عليها في مسار تحول الطاقة.

ففي الأسبوع الماضي تخلت مرسيدس عن هدفها الخاص بكهربة أسطولها من السيارات بالكامل بحلول نهاية العقد الحالي (2030)، قائلة إن السيارات الكهربائية لن تمثل سوى نصف أسطولها بحلول ذلك التاريخ.

وفي 27 فبراير/شباط (20924) أعلنت أودي هي الأخرى التراجع عن خططها لكهربة أسطولها من السيارات بالكامل بحلول عام 2026، مشيرة إلى أنها ستواصل طرح طُرز سيارات تعمل بالبنزين وتصنيعها في المستقبل القريب.

سيارة كهربائية تشحن في محطة متخصصة
سيارة كهربائية تشحن في محطة متخصصة - الصورة من current

سيارات أقل موثوقية

تضاءلت ثقة الأسواق والسائقين في موثوقية السيارات الكهربائية خلال السنوات الأخيرة، مقارنة بنظيرتها العاملة بالبنزين، وهو ما أظهرته نتائج مسح أجرته مجلة كونسيومر ريبورتس (Consumer Reports).

وأبلغ مالكو السيارات الكهربائية عن وجود مشكلات في سياراتهم بنسبة 79% أكثر من تلك الموجودة في المركبات العاملة بالبنزين (المصنعة من عام 2000 إلى عام 2023).

وتزيد تلك النسبة إلى 146% في السيارات الهجينة، ومع ذلك فإن الطرازات الهجينة التي لا تتطلب الشحن تواجه مشكلات أقل بنسبة 26% من الطرز العاملة بالبنزين.

وسجلت مبيعات السيارات الكهربائية عالميًا صعودًا بنسبة 49% فقط خلال الأشهر الـ6 الأولى من 2024، مقارنة بزيادة نسبتها 63% في العام قبل الماضي (2022)، وفق دراسة مسحية منفصلة.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق