تتصاعد المخاوف من أن يقضي النيكل في إندونيسيا، لا سيما مع انخفاض تكلفة إنتاجه بشكل كبير، على المنافسين خلال السنوات القليلة المقبلة، لتصبح الأكبر عالميًا في إنتاج هذا المعدن الحيوي.
وفي هذا الإطار، حذّرت الرئيسة التنفيذية لشركة التعدين الفرنسية "إيراميت" (Eramet) كريستيل بوريس، من أنّ مورّدي النيكل منخفض التكلفة في إندونيسيا بإمكانهم سحق منافسيهم على توريد وإنتاج المعدن المهم لبطاريات السيارات الكهربائية، وفق ما طالعته منصة الطاقة المتخصصة.
وقالت، إنّ مورّدي النيكل في إندونيسيا يمكنهم خلال سنوات قليلة مقبلة تعزيز مكانة بلادهم، كونها منتجًا مهيمنًا على مستوى العالم لهذا المعدن الحيوي، إذ إن الدولة الواقعة في جنوب شرق آسيا يمكنها أن تنتج أكثر من 75% من أعلى فئات النيكل النقي خلال 5 سنوات من الآن.
الحاجة إلى دعم الحكومات
قالت الرئيسة التنفيذية لشركة إيراميت الفرنسية، إن صعود النيكل في إندونيسيا إلى هذه المرتبة خلال السنوات الـ 5 المقبلة، يترتب عليه عواقب جذرية تؤثّر في المنافسين على إنتاج هذا المعدن في أماكن أخرى من العالم.
وأضافت أن هذا الأمر جعل كثير من اللاعبين القدامى التقليديين في هذا المجال غير قادرين على المنافسة من الناحية الهيكلية مستقبلًا، لذلك فإن هذا الجانب من الصناعة أمام أحد خيارين، إمّا أن يختفي أو أن يتلقى دعمًا من الحكومات، وفق ما صرّحت به لصحيفة "فاينانشال تايمز" البريطانية (Financial Times).
ولفتت كريستيل بوريس إلى إمكان أن تغلق المناجم غير التنافسية في أماكن أخرى، إلّا أنها أشارت في الوقت نفسه إلى عدم ثقتها فيما إن كان كثير من الحكومات سيدعم الإنتاج بأموال كثيرة، للتنافس مع إنتاج النيكل في إندونيسيا.
ويؤثّر التحول الكبير في الأسواق العالمية، مع انخفاض أسعار النيكل القادم من إندونيسيا -بالفعل- في شركة تعدين كبيرة مثل "بي إتش بي" (BHP) و"آيجو" (IGO) و"فرست كوانتم" (First Quantum)، التي خفضت إنتاجها وأغلقت مناجم غرب أستراليا.
يشار إلى أن شركة إيراميت الفرنسية تمارس عملياتها في منطقة خليج ويدا في إندونيسيا، حيث يوجد أكبر مناجم النيكل في العالم، بالإضافة إلى عمليات أخرى في كاليدونيا، من خلال شركة فرعية، ما يجعلها في منطقة وسطية بين جميع المنتجين، وفق ما طالعته منصة الطاقة المتخصصة.
أزمات إيراميت مع الحكومة
بينما تطالب الرئيسة التنفيذية لشركة إيراميت الفرنسية بدعم حكومي لمواجهة هيمنة النيكل في إندونيسيا عالميًا، تخوض الشركة جدالًا واسعًا مع الحكومة الفرنسية التي تملك 27% من أسهمها، بشأن إيجاد حل لمنشآت النيكل الخاسرة، التي رفضت المجموعة تمويلها بشكل أكبر.
وتوضح الرئيسة التنفيذية للشركة أن إيراميت كانت على وشك الوصول إلى طريقة لإعادة ترتيب القروض المقدمة إلى منشآت النيكل من الحكومة الفرنسية، بحيث لا تؤثّر لاحقًا في نسب ديون الشركة نفسها، وذلك إمّا من خلال طريقة سداد أو تحويل القروض إلى أسهم.
وكانت أسعار النيكل قد تراجعت بأكثر من 30%، مسجلة نحو 17 ألفًا و462 دولارًا للطن خلال العام الماضي 2023، وذلك بعد ارتفاعها لأكثر من عامين متتاليين، إذ يراهن بعضهم على اختفاء المعروض الزائد قريبًا، مع مواصلة الشركات الصينية ضخ الاستثمارات بموارد النيكل في إندونيسيا.
من جانبه، يرى الرئيس التنفيذي لشركة أنغلو أميركان، التي تملك مناجم نيكل في البرازيل، أن هناك تحديًا هيكليًا خطيرًا نتيجة انتعاش النيكل في إندونيسيا، ما يفرض ضغوطًا تتعلق بالتكلفة بالنسبة لمعظم شركات الحديد والنيكل الأخرى الموجودة في العالم.
يشار إلى أن قطاع مناجم النيكل في إندونيسيا قد شهد على مدار العامين الماضين منافسة شرسة من جانب الشركات الصينية، التي تنافست على الإنتاج، مقدمةً ما يصل إلى 14 مليار دولار، على مدى سنوات قبل عام 2022، وفق ما طالعته منصة الطاقة المتخصصة.
وتحظى هذه المناجم بأكبر احتياطيات في العالم، الأمر الذي يسهم في جذب استثمارات أجنبية تُقدَّر بمليارات الدولارات، خاصة من الصين التي تواصل مساعيها للتربع على عرش إنتاج بطاريات السيارات الكهربائية في العالم.
يُذكر أن أغلب استثمارات الشركات الصينية بمناجم النيكل في إندونيسيا، تتركز في جزيرتي سولاوسي وهالماهيرا، اللتين تُعدّان من بين أكبر الجزر التي تحظى بإمكانات ضخمة من هذا المعدن الحيوي المهم، واللتين تبعدان عن الصين بنحو 3 آلاف ميل.
موضوعات متعلقة..
- غضب شعبي ضد تعدين النيكل في إندونيسيا.. والاستثمارات الصينية في خطر
- مناجم النيكل في إندونيسيا تتلقى استثمارات صينية بـ14 مليار دولار
- الصين توسع استثمارات النيكل في إندونيسيا لتلبية الطلب على السيارات الكهربائية
اقرأ أيضًا..
- ماذا تعرف عن حقل الجافورة السعودي بعد اكتشاف الاحتياطيات الجديدة؟
- الطهي بالفحم يهدد تحول الطاقة في أفريقيا.. و10 دول أكثر معاناة
- العرب ضمن أكبر مستوردي النفط الروسي في الذكرى الثانية لغزو أوكرانيا
- أمين عام أوابك: 4 دول عربية تتحرك لزيادة طاقة إنتاج النفط والغاز