تأجيل مشروع محطة الكهرباء في غايانا إلى نهاية 2025.. ودور كبير للغاز
هبة مصطفى
يشهد قطاع الكهرباء في غايانا محاولات مستميتة لخفض فواتير الاستهلاك المحلي، وبعد أن اعتمدت الدولة الواقعة في أميركا الجنوبية على واردات الغاز لتغذية الشبكة، يبدو أنها مقبلة على مرحلة مختلفة مع خطط توسعية للإنتاج.
وترجمت الدولة هذه المحاولات في صورة مشروع لمحطة كهرباء جديدة تعمل بالغاز كانت يُخطط بدء تشغيلها العام الجاري 2024، غير أنها واجهت تأخيرات أرجأت الخطط الزمنية لبدء الإنتاج، بحسب ما تابعته منصة الطاقة المتخصصة.
ويأتي مشروع محطة الكهرباء خطوةً تتلاءم مع توجيهات رئيس البلاد محمد عرفان علي ببدء تطوير فوري لموارد الغاز المحلية، توازيًا مع تطوير إنتاج وتصدير النفط الذي يشهد انطلاقة قوية.
تأخير تشغيل محطة الكهرباء
يُنظر إلى مشروع محطة الكهرباء في غايانا بوصفه وفاءً بتعهُّد انتخابي سابق، يسهم في خفض تكلفة الطاقة إلى النصف خلال العام الجاري 2024 مع بدء التشغيل، وفق ما نشرته رويترز اليوم الأربعاء 21 فبراير/شباط.
واجتمعت أسباب عدّة لتدفع نحو إرجاء تشغيل المشروع الطموح المعتمد على الغاز، من بينها: تأخيرات خلال مراحل العمل، وتأخّر تسليم المعدّات، ومشكلات في أساسات موقع المحطة.
وكشف مستشار وزارة الموارد الطبيعية، وينستون براسينغتون، أن بدء تشغيل المحطة تأجَّل لمدة عام و10 أشهر، إذ تعتزم غايانا تشغيل مشروع المحطة نهاية العام المقبل 2025.
وتنقسم عملية التشغيل إلى مراحل، إذ تزوّد محطة الكهرباء في غايانا الشبكة بنحو 200 ميغاواط نهاية يونيو/حزيران 2025، على أن تصل طاقتها القصوى بحلول نهاية العام ذاته بتسليم 300 ميغاواط.
ويكلّف مشروع المحطة -العاملة بنظام الدورة المركبة باستعمال الغاز الطبيعي والتوربينات البخارية في آن واحد- 1.9 مليار دولار، وجاءت فكرته للاستفادة من الموارد غير المستغلة بالشكل الأمثل في سبيل خفض تكلفة الكهرباء.
مرافق قيد التطوير
لم يكن مشروع محطة الكهرباء في غايانا وحده على مائدة تطوير الدولة الشهيرة بإنتاجها النفطي وتصديره، ويُخطط للاستفادة من ثروات الخام في بناء مرفقين، غير المحطة.
وتعتزم غايانا الاستفادة من عائدات الإنتاج البحري في الإنفاق على مرافق جديدة، من بينها خط أنابيب تبنيه شركة إكسون موبيل (Exxon Mobile) الأميركية وشركاؤها، بطول 225 كيلومترًا.
وتُسدد غايانا تكلفة الخط البالغة 1.1 مليار دولار على 20 عامًا، في صورة دفعات، تبلغ كل منها 55 مليون دولار.
وقد يسبق إتمام الخط تشغيل محطة الكهرباء في غايانا، إذ توقّع رئيس فرع الشركة الأميركية في جورج تاون، أليستير روتليدغ، جاهزية الخط للعمل بحلول نهاية العام الجاري.
وإضافة إلى الخط ومحطة الكهرباء في غايانا، تتضمن خطط التطوير إطلاق العنان لبناء منشأة لمعالجة الغاز، لم تُكشف تفاصيلها بعد.
ولتوفير مخصصات تطوير المرافق البرية، تنوي الدولة حديثة العهد بقطاع الطاقة اقتراض 646 مليون دولار من بنك التصدير والاستيراد الأميركي.
موارد غير مستغلة
يبدو أن توجيه الرئيس محمد عرفان علي بالتركيز على تطوير موارد الغاز المحلية عزّز مشروع محطة الكهرباء في غايانا، خاصة أن الموارد غير المستغلة بالقدر الكافي حتى الآن قد تقلّص فاتورة واردات الغاز.
ومع نمو صناعة النفط منذ اكتشافه على يد إكسون موبيل عام 2015، تبيَّن أن سواحل البلاد تضم موارد ضخمة من الغاز الطبيعي كانت تعد مخلّفات، ولم يُستفَد منها من قبل.
ويحتاج تطوير قطاع الغاز في غايانا إلى تضافر الجهود لتقليص تكلفة الإنتاج والنقل، خاصة أن خط الأنابيب الذي تبنيه إكسون موبيل يخدم -بعد تشغيله- أهداف توليد الكهرباء، وبذلك تتمكن الدولة الساحلية من تطوير قطاع الطاقة بالكامل بالاستفادة من عائدات النفط.
وينقل الخط في أولى مراحل تشغيله 50 مليون قدم مكعبة يوميًا، لتصل في مرحلة لاحقة إلى 120 مليون قدم مكعبة.
ولاقت خطط تطوير الغاز بصورة خاصة، وقطاع الطاقة في غايانا بصورة عامة، ترحيبًا من قطر، إذ أشار رئيس الوزراء "الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني" إلى ضرورة تسخير الموارد لضمان أمن الطاقة.
موضوعات متعلقة..
- الغاز في غايانا يترقب انطلاقة فورية.. ودعم قطري
- مشروع جديد لاستعمال الغاز في غايانا بتوليد الكهرباء وصناعة البتروكيماويات
- خلاف إكسون موبيل وغايانا قد ينتقل إلى التحكيم الدولي
اقرأ أيضًا..
- 3 تغيرات بأسواق النفط في الذكرى الثانية للغزو الروسي لأوكرانيا
- بأرقام قياسية.. الغاز الجزائري مصدر موثوق لأوروبا في الذكرى الثانية لغزو أوكرانيا
- 7 خبراء يتحدثون في ذكرى غزو أوكرانيا.. هذه مكانة موسكو في أسواق الطاقة