إنتاج الهيدروجين الأخضر في شمال أفريقيا.. أنظار أوروبا تتجه لـ4 دول (تقرير)
لتلبية احتياجاتها بحلول 2030
وحدة أبحاث الطاقة - أحمد عمار
- مصر أكثر الدول العربية امتلاكًا لمشروعات الهيدروجين.
- أوروبا تسعى لاستيراد 10 ملايين طن سنويًا من الهيدروجين الأخضر.
- غالبية مشروعات الهيدروجين في شمال أفريقيا ما زالت في مراحل مبكرة.
- أوروبا تعوّل على الجزائر وموريتانيا بين عدة دول عربية لاستيراد الهيدروجين
يُعَد إنتاج الهيدروجين الأخضر في شمال أفريقيا أحد الحلول المعتمدة أمام أوروبا لتنفيذ خططها بشأن التزود بذلك الوقود النظيف، في ظل الإمكانات الكبيرة غير المستغلة التي تتمتع بها القارة السمراء.
ويستهدف الاتحاد الأوروبي استيراد 10 ملايين طن سنويًا من الهيدروجين الأخضر بحلول عام 2030، لتسرع دوله إلى توقيع مذكرات تفاهم وتقديم عروض لتمويل المشروعات في أفريقيا.
وبفضل موارد الطاقة الشمسية والرياح القوية التي تتميز بها شمال أفريقيا والتي تدعمها أيضًا الأراضي المتاحة وخطوط أنابيب تصدير الغاز إلى أوروبا، تبرز دول المنطقة خصوصًا مصر والمغرب والجزائر وموريتانيا بوصفها مركزًا محتملًا لإنتاج الهيدروجين الأخضر، بحسب تقرير حديث -اطلعت عليه وحدة أبحاث الطاقة-.
ورغم التوقعات المتفائلة للمنطقة، تمثل حالة عدم اليقين بشأن الطلب على الهيدروجين النظيف وطريقة تصديره والحوافز المقدمة تحديًا أمام شمال أفريقيا وهو ما يجعل المشروعات المعلنة في مراحل مبكرة للغاية حتى الآن.
مشروعات الهيدروجين في مصر
تستهدف مصر إنتاج 3.2 مليون طن سنويًا من الهيدروجين الأخضر بحلول 2030، و9.2 مليون طن بحلول 2040، وفق ما رصدته وحدة أبحاث الطاقة.
وفي نوفمبر/تشرين الثاني 2022 وفي أثناء انعقاد مؤتمر المناخ كوب 27 بشرم الشيخ، أعلنت مصر خططًا كبيرة لإنتاج الهيدروجين الأخضر أغلبها داخل المنطقة الاقتصادية لقناة السويس، وفقًا للتقرير الصادر عن موقع هيدروجين إنسايت (hydrogeninsight).
وجاءت منها 8 اتفاقيات إطارية مع شركات توتال إنرجي وإف إف آي (Fortescue Future Industries) الأسترالية، والفنار السعودية، وإي دي إف رينيوابلز الفرنسية، ورنيو باور الهندية، وأميا باور الإماراتية، ومصدر الإماراتية.
كما شهد مؤتمر المناخ توقيع الاتحاد الأوروبي مذكرة تفاهم غير ملزمة مع مصر تهدف إلى التعاون في الأطر التنظيمية ودعم البنية التحتية لإنتاج الهيدروجين الأخضر.
ووقعت مصر كذلك اتفاقيات إطارية مع أكوا باور السعودية، وتشاينا إنرجي الصينية، وسي تو إكس (C2X)، واتفاقيات أولية مع أوسيور إنرجي الهندية الإماراتية لمشروعات الهيدروجين الأخضر والأمونيا.
وبصفة عامة، تمتلك مصر 24 مشروعًا للهيدروجين بنهاية 2023؛ منها 19 مشروعًا للهيدروجين الأخضر و3 مشروعات للهيدروجين الأزرق أو الأمونيا الزرقاء، ومشروعان لمحطات تموين السفن، وفق أحدث بيانات صادرة عن منظمة أوابك.
ورغم كل تلك الاتفاقيات والمشروعات؛ فقد نجحت مصر منذ مؤتمر كوب 27 في تشغيل مشروع واحد فقط تجريبي لإنتاج الهيدروجين الأخضر بقدرة 15 ميغاواط تطوره شركة فيرتيغلوب.
ويرى التقرير أن التقدم البطيء في تنفيذ المشروعات التي وقعت عليها مع الشركات العالمية يرجع إلى الشكوك المحيطة بشراء الهيدروجين الأخضر.
كما تستهدف مصر استعمال الهيدروجين في إنتاج الأمونيا أو الميثانول لتزويد السفن المارة من قناة السويس، مع ذلك، تميل شركات الشحن -حتى التي وقعت على اتفاقيات شراء الميثانول الأخضر مثل شركة ميرسك- إلى الحصول على الوقود من الميثان الحيوي على المدى القصير.
ورغم أن مصر أقرّت مؤخرًا مجموعة من الحوافز لمطوري مشروعات الهيدروجين الأخضر؛ فإنها تشترط أن تؤمن تلك المشروعات 70% من احتياجاتها المالية من ممولين خارج البلاد، وهى عقبة أخرى أمام تطوير المشروعات.
ويشار إلى أن صندوق (Power-to-X) التابع لبنك التنمية الألماني الحكومي قد أدرج مصر والمغرب ضمن الدول المؤهلة لتقديم طلبات للحصول على منح.
ويستعرض الإنفوغرافيك التالي -الذي أعدّته وحدة أبحاث الطاقة- أبرز الحوافز التي أقرّتها مصر لمشروعات الهيدروجين الأخضر:
مشروعات المغرب
يصنف المغرب بأنه مورد محتمل للهيدروجين الرخيص إلى أوروبا، لقدرة البلاد على الاستفادة من موارد الطاقة الشمسية والرياح، بالإضافة إلى قربها من إسبانيا وإمكان بناء خط أنابيب لنقل ذلك الوقود.
وتلقّى المغرب دعمًا من الاتحاد الأوروبي في أثناء انعقاد مؤتمر المناخ كوب 28 بقيمة 50 مليون يورو (53.79 مليون دولار) من خلال برنامج الشراكة الخضراء مع المغرب لإزالة الكربون، ومع ذلك يرى تقرير هيدروجين إنسايت أن تلك التمويلات لن تذهب كلها لتطوير مشروعات الهيدروجين.
وفي مقابل ذلك، يرى بعض المحللين أن تكلفة إنتاج الهيدروجين الأخضر في المغرب لن تكون أقل بكثير من إنتاجه في إسبانيا؛ الأمر الذي سيعوّض بشكل فعال التكلفة الإضافية لبناء خط أنابيب.
ويستهدف المغرب أن يصل الطلب المحلي على الهيدروجين إلى 4 تيراواط/ساعة وهو ما يعادل 121 ألف طن، على أن تصدر البلاد نحو 10 تيراواط/ساعة ما يعادل 303 آلاف طن بحلول 2030.
ويشار إلى أن مجموعة المكتب الشريف للفوسفاط (OCP) والتي تعد واحدة من أكبر شركات الأسمدة في العالم، تخطط للتحوط ضد تقلبات أسعار الغاز من خلال تطوير مشروعات لإنتاج الهيدروجين الأخضر.
والتزمت المجموعة بإنفاق نحو 1.5 مليار دولار من ميزانيتها على مصنع تجريبي لإنتاج الأمونيا الخضراء بطاقة 200 ألف طن سنويًا، ومن المقرر أن يبدأ الإنتاج في 2026، فضلًا عن تخصيص 7 مليارات دولار لتنفيذ مصنع آخر أكبر حجمًا بطاقة تصل إلى مليون طن سنويًا، ومن المتوقع أن يبدأ التشغيل في عام 2027.
وكان المغرب قد اقترح بناء خط أنابيب ضخم للهيدروجين بطول 5.6 ألف كيلومتر يربط بين 11 دولة في غرب أفريقيا بما في ذلك موريتانيا، على أن يشغل بالتوازي مع خط أنابيب الغاز الطبيعي المزمع بين نيجيريا والمغرب والبالغة قيمته 25 مليار دولار.
كما تعتزم شركة توتال إرين (Total Eren) التابعة لشركة توتال إنرجي تنفيذ مشروع لإنتاج الهيدروجين باستثمارات 100 مليار درهم (9.9 مليار دولار)، ويعتمد على توليد 10 غيغاواط من الطاقة الشمسية والرياح.
ومن بين المشروعات -أيضًا- تخطط شركة فالكون كابيتال الداخلة المغربية، لتنفيذ مشروع "الكثبان البيضاء" لإنتاج الهيدروجين الأخضر في المغرب بتكلفة استثمارية تصل إلى 2 مليار دولار.
ورغم امتلاك المغرب 9 مشروعات للهيدروجين، يؤكد التقرير أنها ما زالت في مرحلة مبكرة من التطوير، وهو ما أرجعه إلى تأخير صدور الحوافز الخاصة بإنتاج الهيدروجين الأخضر.
الجزائر.. مُورد مهم لأوروبا
تستهدف الجزائر توفير 10% من الطلب الأوروبي على الهيدروجين الأخضر بحلول عام 2040، في ظل تخطيط البلاد لإنشاء خط أنابيب تحت سطح البحر لنقل ذلك الوقود إلى إيطاليا عبر تونس، ولكن لم توقع اتفاقية إنشاء الخط حتى الآن.
وكانت ألمانيا قد وافقت مؤخرًا على تقديم تمويل بقيمة 20 مليون يورو (21.51 مليون دولار) لمشروع تجريبي بقدرة 50 ميغاواط في مدينة أرزيو الواقعة غرب الجزائر.
ويؤكد التقرير -الذي اطلعت عليه وحدة أبحاث الطاقة- أن التمويل جاء ضمن التزام أوسع ببناء البنية التحتية للإنتاج والتصدير على نطاق واسع إلى أوروبا.
ويشار إلى أن شركة النفط والغاز الحكومية الجزائرية سوناطراك، تعتزم بالتعاون مع شركة ساسول الجنوب أفريقية، إنتاج الهيدروجين منخفض الكربون في صقلية بحجم 7 آلاف و800 طن سنويًا، و25 ألف طن من الغاز الاصطناعي منخفض الكربون سنويًا.
وتشير بيانات منظمة أوابك إلى أن الجزائر لديها 4 مشروعات للهيدروجين بنهاية 2023؛ موزعة بين الأخضر والأزرق، كما يرصد الإنفوغرافيك التالي، الذي أعدّته وحدة أبحاث الطاقة:
موريتانيا
تلقّت موريتانيا وعودًا كبيرة من دول الاتحاد الأوروبي بشأن المشروعات المحتملة لإنتاج الهيدروجين الأخضر ومشتقاته، مع امتلاك البلاد -حاليًا- 4 مشروعات.
وفي أكتوبر/تشرين الأول 2023، أطلق الاتحاد الأوروبي مبادرة لدعم مشروعات الطاقة المتجددة والبنية التحتية في موريتانيا.
ومع تعهد إسبانيا باستثمار نحو 200 مليون يورو (215.3 مليون دولار)، اقترحت المفوضية الأوروبية إمكان إنتاج موريتانيا الحديد والصلب الأخضر من خلال الاستفادة من إمكانات إنتاج الهيدروجين الأخضر واحتياطيات خام الحديد لديها، للتصدير إلى الاتحاد الأوروبي.
وشهدت البلاد عددًا من المشروعات واسعة النطاق التي اقترحها مطورون دوليون، ورغم ذلك فما زالت في مراحلها المبكرة.
ومن بين تلك المشروعات، تخطيط شركة غرين غو إنرجي الدنماركية (GreenGo Energy) لبناء مصنع لإنتاج الهيدروجين الأخضر على شكل هلال بقدرة 35 غيغاواط، من خلال توليد 60 غيغاواط من الطاقة الشمسية والرياح.
موضوعات متعلقة..
- إنتاج الهيدروجين الأخضر في 2023.. 7 دول عربية تتسابق نحو الريادة العالمية
- مصنع عالمي لإنتاج الهيدروجين الأخضر في موريتانيا "على شكل هلال"
- تقرير دولي: الهيدروجين الأخضر في المغرب فرصة للتصدير.. وهذه تكلفة الإنتاج
اقرأ أيضًا..
- إيرادات صادرات الطاقة الروسية تهبط 10%.. و6 دول عربية ضمن المستوردين
- صادرات النفط الروسي أعلى من المستهدف بـ300 ألف برميل يوميًا
- خطة انقطاع الكهرباء في مصر خلال شهر رمضان (خاص)
- أحدث ناقلات الهيدروجين المسال تُبصر النور بدعم 4 شركات عالمية