التغير المناخيتقارير التغير المناخيرئيسية

3 دول عربية متوسطية تسترد مليوني هكتار من غاباتها خلال 7 أعوام (تقرير)

600 ألف أفريقي يستفيدون من مبادرة إعادة البيئة الأممية

حياة حسين

نجحت 3 دول عربية تُطل على البحر الأبيض المتوسط في استرداد مساحات كبيرة من غاباتها، إذ استطاعت إعادة مليوني هكتار، خلال الأعوام الـ7 الماضية، بفضل مبادرات أممية، وفق تقرير حديث، طالعته منصة الطاقة المتخصصة.

ورصد التقرير 7 مبادرات رائدة في أنحاء العالم، عملت على استرداد الغابات والنظم البيئية للكوكب، منها ما نفذته 4 دول شملها التقرير في منطقة المتوسط وهي: المغرب وتونس ولبنان، بالإضافة إلى بلد غير عربي هي تركيا، وكانت باقي المبادرات في أفريقيا وأميركا اللاتينية وجنوب شرق آسيا.

وعدّ التقرير، الصادر اليوم الثلاثاء 13 فبراير/شباط 2024، منطقة حوض المتوسط ثاني أكبر منطقة في العالم من ناحية التنوع البيولوجي، إلا أن 16% من هذا التنوع مهدد بسبب مشكلات متعلقة بأزمة تغير المناخ، منها مدد الجفاف الطويلة، وموجات ارتفاع الحرارة القياسية، بالإضافة إلى الحرائق، إذ شهدت المنطقة أعلى معدلات الحرائق خلال العقد الأخير.

وبدأت الدول الثلاث ومعها تركيا العمل في 2017، وتخطط لاستعادة أكثر من 8 ملايين هكتار أخرى بحلول 2030، ليزيد إجمالي ما تستعيده من غابات على 10 ملايين هكتار، وفق التقرير.

جائزة استرداد الغابات والبيئة

تُعد جائزة "ريادة الاسترداد العالمي" (World Restoration Flagship) جزءًا من عقد الأمم المتحدة لاستعادة النظام البيئي، الذي يقوده كل من "الفاو" وبرنامج البيئة، وتهدف إلى منع ووقف وعكس اتجاه التدهور البيئي في كل قارة ومحيط.

وتعمل الجائزة على تتبع مسارات تلك المبادرات الهادفة إلى استرداد نحو مليار هكتار من الغابات، وهي مساحة أكبر من الصين، وفق تقرير لمنظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة "الفاو"، بشراكة مع برنامج البيئة التابع للأمم المتحدة، الذي تلقت منصة الطاقة المتخصصة نسخة منه.

وتُعلن المنظمة الأممية المبادرات السبع الفائزة في أنحاء العالم، خلال احتفال ينعقد في كينيا، بين 26 فبراير/شباط و1 مارس/آذار 2024. وتستطيع تلك الدول التي تتلقى جوائز استرداد الغابات والبيئة إعادة إحياء نحو 40 مليون هكتار، وهي تزيد على مساحة العاصمة الكينية "نيروبي" بنحو 600 ضعف، ما يوفر نحو 500 ألف وظيفة.

وخضعت الدول الأفضل في استرداد الغابات إلى اختبارات عدة، وأكثر من 60 مؤشرًا ومعيارًا، لتحديد مدى الالتزام بـ10 مبادئ أطلقها عقد الأمم المتحدة لذلك.

وقالت المديرة التنفيذية لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة إنجر أندرسون: "ظل العالم لمدة طويلة جدًا يعمل بهدف التنمية الاقتصادية على حساب البيئة، والآن نرى مجهودات تستهدف العودة إلى الطبيعة".

وفي 2022 عند إطلاق عقد الأمم المتحدة لاستعادة النظام البيئي، اختارت 10 مبادرات لتحصل على التمويل، على أن تتبعها جهود مماثلة كل عامين حتى عام 2030. وتُمول من الاستثمار المتسارع في الطبيعة من قبل الحكومات ومؤسسات القطاع الخاص، والجهات المانحة.

وقدم مجلس مرفق البيئة العالمية في العام الماضي (2023) نحو 1.4 مليار دولار أميركي، وفق ما تابعته منصة الطاقة المتخصصة.

وقال ممثل برنامج الأمم المتحدة للبيئة، والمدافع عن الحياة تحت سطح المياه، جاسون موموا: "الحفاظ على البيئة أمر ضروري، وقد فقدنا الكثير من كوكبنا، لذلك حان الوقت لإعادة بناء ما دمرناه".

جانب من حرائق حوض المتوسط
جانب من حرائق حوض المتوسط - الصورة من الغارديان

إحياء نهر السند

من جانب آخر، يهدد تغير المناخ حوض نهر "السند" في باكستان، الذي يمثل مركزًا للحياة الاجتماعية والثقافية والاقتصادية في البلاد، على مدار 5 آلاف سنة. ويعتمد 90% من السكان في معيشتهم على النهر وحوضه، في حين يستمد 3 أرباع الاقتصاد موارده منه.

كما يعتمد الباكستانيون على النهر في ري 80% من الأراضي الزراعية.

وأقر البرلمان الباكستاني مبادرة إحياء النهر في 2022، بعد تعرض البلاد لأزمة الفيضانات القاسية الناجمة عن تغير المناخ، ووافقت عليها الأمم المتحدة، خلال قمة المناخ كوب 27، التي انعقدت في مدينة شرم الشيخ المصرية في 2022، وفق تقرير "الفاو"، الذي تلقت منصة الطاقة المتخصصة نسخة منه اليوم الثلاثاء 13 فبراير/شباط 2024.

وتستهدف المبادرة استرداد 25 مليون هكتار من حوض النهر بحلول 2030، متضمنةً ثلث مساحة باكستان، من خلال 25 إجراء من الحكومة وصانعي السياسات والمجتمع المدني.

وأشار التقرير إلى أن مبادرة السند تعامل النهر بوصفه "كائنًا حيًا" يجب أن يُعامل بمعايير تحميه، كما حدث مع أنهار في بلدان أخرى تشمل: أستراليا وبنغلاديش وبوليفيا والبرازيل وكندا والإكوادور والهند ونيوزيلندا وبيرو، بالإضافة إلى سريلانكا.

وفي القارة السمراء، تشارك المنظمة الأممية في تنفيذ مبادرة إعادة تخضير القارة (Regreening Africa)، وتستهدف استرداد مساحة تبلغ 350 ألف هكتار من الغابات في: إثيوبيا وغانا وكينيا ومالي والنيجر ورواندا والسنغال، بالإضافة إلى الصومال بحلول 2030، كما تخطط لاسترداد 5 ملايين هكتار إضافية.

ومن المتوقع أن يبلغ عدد المستفيدين من هذه المبادرة 600 ألف أفريقي، كما ترفع من مستوى تخزين الكربون، ما يعزز إنتاج المحاصيل وزيادة الغطاء العشبي ومقاومة التربة بمنع الفيضانات، بالإضافة إلى معالجة مستوى النيتروجين الذي يُعد سمادًا طبيعيًا.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

 

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق