أخبار الكهرباءرئيسيةكهرباء

فرنسا تتخلص من محطة كهرباء تعمل بالفحم.. وتفجير أطول برج تبريد (فيديو)

لإعلان بدء تحويل المحطة إلى الهيدروجين

دينا قدري

أطلقت فرنسا خطّتها لتحويل محطة كهرباء تعمل بالفحم إلى الهيدروجين، من خلال تفجير أطول برج في محطة كهرباء بإقليم موزيل بالديناميت.

وفي ثوانٍ معدودة، انهارت 10 آلاف طن من خرسانة برج التبريد رقم 5 في محطة كهرباء إميل أوشيه بمنطقة سان أفو، الذي يبلغ ارتفاعه نحو 120 مترًا، أمام أعين مئات المتفرجين.

وتعدّ إميل أوشيه واحدة من محطتين فقط تعملان بالفحم ما تزالان تعملان في فرنسا، مع محطة كوردوما في إقليم لوار-أتلانتيك، وفق ما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.

وقد أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، في نهاية سبتمبر/أيلول 2023، تحويل المحطتين إلى الكتلة الحيوية، بدلًا من الفحم.

تفجير برج التبريد في محطة الكهرباء

جُهِّزَ نحو 200 شخص، بما في ذلك خبراء المتفجرات وضباط إنفاذ القانون، يوم الأحد (11 فبراير/شباط 2024)، لتنفيذ عملية "تفجير" البرج التي وقعت في الساعة 11:00 صباحًا، وفقًا لرئيس شركة غازيل إنرجي (GazelEnergie)، التي تدير المحطة، جان ميشيل مازاليرا.

تفجير برج تبريد في محطة كهرباء تعمل بالفحم
تفجير برج تبريد في محطة كهرباء تعمل بالفحم - الصورة من وكالة أنباء فرانس برس

ومن المفترض أن تصبح المحطة في سان أفو "منصة بيئية"؛ إذ تخطط لمشروعات أخرى مثل "إميل إتش واي" (اختصارًا لـ إميل أوشيه والهيدروجين)، الذي من شأنه أن يسمح بإنتاج الهيدروجين المنخفض الكربون والمتجدد عن طريق التحليل الكهربائي للماء، بحلول عام 2027.

وقالت المتحدثة باسم شركة غازيل إنرجي، كاميل جافريلو، إنه تتمّ حاليًا الدراسات الهندسية، ومن المقرر أن تبدأ المشاورات العامة في نهاية فبراير/شباط، وفق ما أفادت به قناة "بي إف إم تي في" (BFMTV) المتلفزة الناطقة باللغة الفرنسية.

ومن المخطط أن يصل المشروع إلى قدرة إجمالية تبلغ 400 ميغاواط وإنتاج 56 ألف طن من الهيدروجين سنويًا، بحلول عام 2030.

وفي البداية، سيجري خلال المرحلة الأولية تزويد شركة ستال هيولدينغ سار (Stahl Holding Saar) الألمانية لصناعة الصلب -التي تقع في الجهة المقابلة- باستثمارات تُقدَّر بقيمة 780 مليون يورو (840.25 مليون دولار).

محاولات إغلاق محطة كهرباء تعمل بالفحم

كان من المقرر في الأصل إغلاق محطة الكهرباء التي تعمل بالفحم نهائيًا في بداية عام 2022، ولكن فرنسا اضطرت إلى تشغيلها مرة أخرى في يناير/كانون الثاني 2023 لتأمين إمدادات البلاد، في سياق التوتر في مجال الطاقة.

في العام الجاري (2024)، شُغِّلت محطة الكهرباء لمدّة أسبوعين في شهر يناير/كانون الثاني، خلال الموجة شديدة البرودة، وفق ما صرّحت به المتحدثة باسم الشركة المشغّلة، كاميل جافريلو.

وأتاحت هذه الأيام المضي قدمًا نحو تحويل الموقع إلى كتلة حيوية، من خلال اختبار حرق الكريات الخشبية.

وتقول شركة غازيل إنرجي، وهي شركة تابعة لمجموعة إي بي إتش (EPH) التابعة لرجل الأعمال التشيكي دانييل كريتنسكي، إنها "واثقة" بعد هذه الاختبارات، وستقترح "خريطة طريق" لهذا التحويل.

ويجب -أيضًا- إنشاء مشروع آخر يسمى بارك (PARKES) لإعادة تدوير البلاستيك على منصة كارلينغ سان أفو، وستُوَفَّر الطاقة المتجددة من قبل شركة غازيل إنرجي.

وأعلن قادة المشروع في بداية شهر فبراير/شباط عن هدف التشغيل بحلول عام 2027، وفق ما رصدته منصة الطاقة المتخصصة، نقلًا عن صحيفة "لوكوتيديان" الفرنسية (Le Quotidien).

وأُغلِقَت محطة الكهرباء الفرنسية الأخرى التي تعمل بالفحم في كوردوما بداية فبراير/شباط من قبل الاتحاد العام للعمل، الذي أعرب عن شكوكه إزاء مستقبل مشروع تحويل الكتلة الحيوية.

وردّت شركة كهرباء فرنسا (EDF) -مشغّلة المحطة- بأن "الإزالة التدريجية للكربون" جارية بالفعل، مع ما يصل إلى "20% من الكتلة الحيوية لتحلّ محلّ الفحم"، مؤكدة أن الاختبارات "سارت بشكل صحيح".

ارتفاع إنتاج الكهرباء في فرنسا

في سياق متصل، ارتفع إنتاج الكهرباء في فرنسا بنسبة 11% بين عامي 2022 و2023، ليصل إلى 494.3 تيراواط/ساعة العام الماضي (2023).

ووفق المعلومات التي اطّلعت عليها منصة الطاقة، ارتفع إنتاج الكهرباء من الطاقة النووية من 279 تيراواط/ساعة في عام 2022 إلى 320.4 تيراواط/ساعة في عام 2023.

كما زاد إنتاج الطاقة الكهرومائية بشكل واضح، بعد أن كان عام 2022 هو العام الأسوأ منذ عام 1976 بسبب الجفاف، إذ قدّمت السدود زيادة بنسبة 18% على مدار 12 شهرًا، أو 58.8 تيراواط/ساعة.

وشهد إنتاج الكهرباء من طاقة الرياح ارتفاعًا ملحوظًا إلى 50.7 تيراواط/ساعة مقارنةً بـ38.6 تيراواط/ساعة في العام السابق (2022)؛ كما ارتفع إنتاج الكهرباء من الطاقة الشمسية من 18.6 تيراواط/ساعة إلى 21.5 تيراواط/ساعة.

ومن ثم، فإن حصة الوقود الأحفوري تنخفض؛ إذ عاد الغاز إلى حجمه الذي كان عليه في السنوات التي سبقت أزمة الطاقة، أي 30 تيراواط/ساعة، وفق ما نقلته صحيفة "لوفيغارو" الفرنسية (Le Figaro).

أمّا الفحم، فهو لا يمثّل الآن سوى 0.8 تيراواط/ساعة من إنتاج الكهرباء في فرنسا، ومن ثم، فإن الخروج من الفحم قد اكتمل تقريبًا، إذ لم يتبقَّ في فرنسا سوى محطتين لتوليد الكهرباء.

ونتيجة لهذا التحسن في الإنتاج وانخفاض الاستهلاك، أصبحت فرنسا مرة أخرى مصدرًا للكهرباء، إذ بيعت 50.1 تيراواط/ساعة، لتعود البلاد إلى مستويات العقد السابق، ولكنها بعيدة كل البعد عن الرقم القياسي الذي بلغته عند تصدير 77 تيراواط/ساعة في عام 2002.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق