طاقة متجددةتقارير الطاقة المتجددةرئيسية

استعمال الأمونيا في الشحن البحري أكثر خطرًا على البيئة (دراسة)

حياة حسين

وجدت دراسة حديثة أن استعمال الأمونيا في الشحن البحري قد يسهم في بثّ كميات أكبر من انبعاثات غازات الدفيئة المسببة للاحتباس الحراري، خاصة غاز الضحك، الأكثر تأثيرًا في البيئة وتغير المناخ.

أجرت الدراسة جامعة "تشالمرز للتكنولوجيا" (Chalmers University of Technology ) في السويد، وطالعتها منصة الطاقة المتخصصة.

وأرجعت الدراسة زيادة التلوث عند استعمال الأمونيا في الشحن البحري إلى إسهامها في رفع نسبة تركيز الفوسفور والنيتروجين في المياه، فيما يُعرف بعملية "التخثث"، كما ترفع من نسبة الحموضة الناجمين عن تسّرب الأمونيا، وانبعاثات أكسيد النيتروجين.

الأمونيا وقود بحري

وضع العالم الأمونيا ضمن البدائل الرئيسة للوقود البحري الخالي من الانبعاثات.

والأمونيا ورمزها العلمي (NH3)، هي وقود صفري من انبعاثات الكربون، وتتسم بكثافة أعلى للطاقة من مصادر أخرى مثل الهيدروجين. كما يمكن تسييل الأمونيا بسهولة، رغم أن حالتها الطبيعية والأفضل هي الغازية.

إلّا أن العيب المهم في الأمونيا، هو أن توليد كهرباء منها يستلزم توفير كميات كبيرة من الطاقة، وفق دراسة حديثة لجامعة "تشالمرز للتكنولوجيا" السويدية، نشرتها بالموقع الإلكتروني، اليوم الإثنين 5 فبراير/شباط 2024.

ووجدت الدراسة أن الرغبة القوية في التخلص من انبعاثات الكربون في قطاع الشحن البحري باستعمال الأمونيا، قد تُسبّب مشكلات جديدة.

وقالت الباحثة المشاركة في إجراء الدراسة سلما برينولف: "رغم أن الأمونيا خالية من الكربون، لكن انبعاثات حرقها في محركات السفن ليست خالية من غازات الاحتباس الحراري".

وأضافت: "لقد أظهرت اختبارات المحركات عند استعمال الأمونيا في الشحن البحري أنواعًا مختلفة من غازات الاحتباس الحراري، على رأسها غاز الضحك، الذي يفوق تأثيره ثاني أكسيد الكربون بنحو 200 ضعف".

وقال المؤلف الرئيس للدراسة، طالب الدكتوراة في الجامعة السويدية فاياس ماليك: "هناك نقص في التحليل العميق لمعنى استعمال الأمونيا في الشحن البحري".

سفينة نقل بضائع
سفينة نقل بضائع - الصورة من دبليو كيو آي إس

مقارنة 4 أنواع من الوقود

قارنت دراسة تأثير استعمال الأمونيا في الشحن البحري بين تكلفة ووقت استعمال 4 أنواع من الوقود المتجدد (بطاريات الكهرباء والهيدروجين والميثانول والأمونيا) في النشاط البحري، من خلال 3 أنواع مختلفة من السفن، وتأثيرها بالبيئة وجدواها الاقتصادية.

ووجدت الدراسة أن كلًا من الميثانول والأمونيا، كانا الأقل تكلفة في بدايل الوقود الأربعة.

وقال المؤلف الرئيس للدراسة فاياس ماليك: "إن انخفاض التكلفة عادةً ما يؤدي إلى الدفع بالسلعة في الأسواق، ومنذ اكتشاف هذه السمة في الأمونيا، استهدفتها السوق.. هناك ضجيج حول استعمال الأمونيا في الشحن البحري، ومتى سنتحول إليها، وما إذا كانت ستحلّ المشكلة.. الإجابة تبدو أنها ستُسبّب مزيدًا من المشكلات".

وأضاف أن استعمال الأمونيا له أضرار بيئية؛ كونه يؤثّر سلبًا بالهواء والمياه، بسبب انبعاثات أكسيد النيتروجين، ومنها غاز الضحك (N2O)، وشدّد ماليك وزملاؤه على ضرورة التحكم في تلك الانبعاثات عند استعمال الأمونيا في الشحن البحري، خاصة في المناطق المزدحمة بالسفن، مثل بحر البلطيق.

وأظهرت الدراسة -أيضًا- أن العثور على "حل بسيط للوقود غير الأحفوري يصلح لكل أنواع السفن، ويكون قادرًا على خفض الانبعاثات" من الأمور شديدة الصعوبة؛ لذلك نصح ماليك وزملاؤه بمزيد من البحوث والدراسات في هذا الشأن.

وكانت وكالة الطاقة الدولية قد حذّرت في تقرير صادر الشهر الماضي، بعنوان "دور الوقود التركيبي في إزالة الكربون من النقل" من أن الميثانول يمكن أن يكون أكثر تكلفة بنسبة 25-100% من الأمونيا.

وقدّرت الوكالة أن المحطات المحسّنة، التي تقع في مواقع ذات موارد متجددة عالية الجودة وثاني أكسيد الكربون العضوي منخفض التكلفة، ستنتج الميثانول التركيبي منخفض الانبعاثات بتكلفة 47 دولارًا لكل غيغاجول، مقارنة بالأمونيا التركيبية بسعر 40 دولارًا لكل غيغاجول.

وأشارت الوكالة إلى انخفاض هذه التكاليف على التوالي إلى 35 دولارًا لكل غيغاجول، و30 دولارًا لكل غيغاجول بحلول عام 2030، وفق التقرير الذي طالعته منصة الطاقة المتخصصة.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق