خطط تخزين الغاز في الهند والصين تتوسع لمواجهة تقلبات الأسعار
بكين تخطط لزيادة قدرة التخزين بنسبة 70% بحلول 2025
وحدة أبحاث الطاقة - رجب عزالدين
تتجه الهند والصين إلى تعزيز خطط تخزين الغاز خلال السنوات المقبلة، في إطار التحسب لتقلبات الأسعار الناتجة عن الظروف البيئية أو الاضطرابات الجيوسياسية في العالم.
في هذا السياق، تدرس الهند تطوير قدرات التخزين تحت الأرض بسعة 3 إلى 4 مليارات متر مكعب، لتعزيز أمن الإمدادات في البلاد والحد من تقلبات الأسعار، بحسب تقرير حديث حصلت وحدة أبحاث الطاقة على نسخة منه.
جاء ذلك في إطار سلسلة إصلاحات لسوق الغاز في الهند والصين خلال 2023، شملت تبسيط تعرفات النقل عبر خطوط أنابيب الغاز الطبيعي في البلدين، فضلًا عن تعديل أنظمة تسعير الغاز المحلية في المدن الصينية.
وأسهم اشتعال أسعار الغاز العالمية بعد الحرب الأوكرانية في زيادة المخاوف في الهند والصين بشأن تكلفة الواردات، ما اضطرهما إلى خفض الاستيراد بصورة كبيرة خلال عام 2022، ثم استئنافه بمعدلات أسرع في 2023 مع هدوء الأسعار.
الهند لا تمتلك منشآت تخزين تحت لأرض
كلفت الحكومة الهندية 3 شركات متخصصة في نوفمبر/تشرين الثاني 2023، لإعداد دراسة جدوى حول إمكان تطوير مرافق تخزين الغاز تحت الأرض.
ولا تمتلك الهند في الوقت الحالي مواقع تخزين تحت الأرض، كما ما تزال قدرتها على تخزين الغاز الطبيعي المسال محدودة عند 1.5 مليار متر مكعب سنويًا، بحسب تقرير حديث صادر عن وكالة الطاقة الدولية.
وتدرس الهند أفكارًا حول تخزين الغاز في الحقول والآبار القديمة والمستنفدة لتخفيض فاتورة الواردات، والتحوط ضد تقلب الأسعار، عبر بناء مستودعات تخزين تكفي لتكوين احتياطي إستراتيجي من الغاز للبلاد.
ومن المتوقع أن تنتهي هذه الدراسة في وقت مبكر من العام الجاري (2024)، كما يرجح أن تتركز عمليات التخزين بالمناطق الغربية والشمالية في الهند.
وإذا وافقت الحكومة على خطة بناء مستودعات تخزين الغاز، فمن المتوقع أن تستغرق المرحلة الأولى للمشروع من 3 إلى 4 سنوات بتكلفة تتراوح بين مليار وملياري دولار، بحسب ما رصدته وحدة أبحاث الطاقة.
خطط تخزين الغاز في الصين
ركزت إصلاحات سياسات الغاز في الصين خلال عام 2023 على تعزيز قدرات تخزين الغاز في البلاد من جانب، وحل مشكلات شركات التوزيع في المدن وخلافاتها حول التسعير من جانب آخر.
وتخطط الصين لزيادة قدرات تخزين الغاز الطبيعي والمسال إلى أكثر من ضعف السعة الحالية لتتراوح بين 55 و60 مليار متر مكعب بحلول عام 2025.
وتزيد هذه القدرات بنسبة تتراوح بين 60% و70% عن سعة التخزين في عام 2022، التي بلغت قرابة 35 مليار متر مكعب، بحسب تقديرات وكالة الطاقة الدولية.
ويقسم تخزين الغاز في الصين إلى قسمين، الأول يختص بتخزين الغاز الطبيعي تحت الأرض، والآخر يختص بالغاز المسال عبر بناء الخزانات الملائمة التي تكون في الغالب فوق الأرض وبالقرب من السواحل والمواني.
وبلغت سعة تخزين الغاز الطبيعي تحت الأرض في الصين قرابة 22 مليار متر مكعب عام 2022، في حين بلغت سعة تخزين الغاز المسال نحو 13 مليار متر مكعب، بحسب ما رصدته وحدة أبحاث الطاقة.
وشهد قطاع إعادة التغويز في الصين دخول 4 محطات إلى الخدمة منذ مايو/أيار 2023، ما أدى إلى ارتفاع عدد المحطات العاملة إلى 28 محطة، بسعة إجمالية تصل إلى 131 مليون طن سنويًا، بحسب تقرير صادر عن شركة أبحاث الطاقة وود ماكنزي.
وتُطلَق محطات إعادة التغويز على المنشآت التي تعمل على إعادة تحويل الغاز المسال إلى غاز طبيعي صالح للاستهلاك المباشر، وهي محطات منتشرة في البلاد المستوردة للغاز المسال.
على جانب آخر، أعلنت اللجنة الوطنية للتنمية والإصلاح في ديسمبر/كانون الأول 2023، تبسيط تعرفات نقل الغاز مع دخولها حيز التنفيذ بداية من يناير/كانون الثاني 2024، ما سيعزز الشفافية والمرونة في تجارة الغاز المحلية.
كما أقرت الصين إصلاحات على نظام تسعير الغاز في المدن والسماح لشركات التوزيع بحرية أكبر في تغيير تعرفات البيع بالتجزئة بما يتلاءم مع التكاليف، مع بقاء السلطات المحلية مسيطرة بدرجة ما على التسعير، بحسب مسودة صادرة عن إدارة الطاقة الوطنية الصينية في سبتمبر/أيلول 2023.
موضوعات متعلقة..
- طفرة في تطوير خطوط أنابيب الغاز بقيادة الصين والهند
- استهلاك الغاز الطبيعي في الصين يستمر بقوة حتى 2050.. وتوسعات بخطوط الأنابيب
- واردات الصين من الغاز المسال قد تتجاوز 120 مليون طن سنويًا بحلول 2035 (تقرير)
اقرأ أيضًا..
- بالأرقام.. صادرات الغاز المسال الجزائرية والمصرية في يناير 2024
- بريطانيا تنقذ النفط الروسي وتخدع أوروبا.. تحقيق يكشف مفاجآت عديدة
- مصر تترقب نجاح اكتشاف غاز باحتياطيات 10 تريليونات قدم مكعبة
- بيان سعودي كويتي بخصوص حقل الدرة.. ورسالة إلى إيران والعراق