تترقّب صناعة الفحم في الهند إطلاق سياسة لأول مرة لنشر تقنية احتجاز الكربون وتخزينه، لتحقيق الاستفادة المثلى من الموارد الضخمة مع خفض انبعاثات غازات الدفيئة.
تقوم التقنية على التقاط غاز ثاني أكسيد الكربون بمواقع العمليات الصناعية ومحطات الكهرباء ثم نقله عبر الأنابيب وتخزينه تحت سطح الأرض أو في جوف البحر.
وبحسب البيانات التي طالعتها منصة الطاقة المتخصصة، ستتضمن السياسة الجديدة تقديم حوافز للشركات مقابل احتجاز الكربون وإعادة تدويره وتخزينه تحت الأرض إذا أمكن ذلك.
وقال مستشار الطاقة في المؤسسة الوطنية لتحويل الهند "نايتي أيوغ" (Niti Aayog) -ذراع الحكومة المختصة بصناعة السياسات- راجناث رام، إنه من المتوقع الكشف عن ملامح السياسة الجديدة إذا أُعيد انتخاب رئيس الوزراء ناريندرا مودي في الانتخابات المقبلة المقرر عقدها في مايو/أيار المقبل (2024).
ويشكل الفحم في الهند نسبة 70% من مزيج الكهرباء، وبسبب رخص ثمنه وتوافره والحاجة لتحقيق أمن الطاقة في البلد صاحب أكبر تعداد سكاني في العالم، أعلنت الهند استمرار الفحم بوصفه مصدرًا رئيسًا للكهرباء.
صناعة الفحم في الهند
من شأن سياسة احتجاز الكربون وتخزينه أن تسمح لقطاع الفحم في الهند باستمرار استغلال الموارد الهائلة من مورد الطاقة الملوث إلى جانب خفض الانبعاثات المتزايدة الصادرة عنه، حسب تقرير نشرته وكالة بلومبرغ.
يقول مستشار الطاقة راجناث رام، إن قطاع الكهرباء في الهند مسؤول عن 42% من إجمالي الانبعاثات، مضيفًا: "نقدّر بأن 70% منها يمكن احتجازها وإعادة تدويرها".
وأشار في هذا الصدد إلى أن نشر مصادر الطاقة المتجددة غير كافٍ لتلبية الطلب خلال أوقات الذروة وتجنب حالات انقطاع التيار.
وتابع: "في ظل غياب التخزين، فأنت بحاجة لإضافة القدر نفسه من الكفاءة الحرارية على الأقل.. لدينا وفرة من الفحم ونرغب في استعماله بطريقة مستدامة".
تستهدف الحكومة زيادة قدرات الطاقة المتجددة إلى 500 غيغاواط بحلول عام 2030، من 179 حاليًا، وإقامة سوق للكربون.
وتعهدت الهند بخفض كثافة انبعاثاتها بنسبة 45% بحلول عام 2030 مقارنة بمستويات 2005، وصولًا إلى الحياد الكربوني في 2070 بموجب خطة الإسهامات المحددة وطنيًا.
خطوات خضراء
تشير معظم سيناريوهات المناخ إلى أن إزالة قدر ما من الكربون أساسي للحد من ظاهرة تغير المناخ، لكن ثبُت عدم جدوى أغلب المشروعات بسبب ارتفاع التكلفة وضعف الكفاءة.
وتقول وكالة الطاقة الدولية إنه يوجد نحو 40 وحدة لاحتجاز الكربون وتخزينه قيد التشغيل حاليًا في العالم، ومن المتوقع إضافة 50 أخرى للقائمة بحلول نهاية العقد الجاري في 2030، لكن تلك الوتيرة بطيئة لدرجة تعوق تحقيق الحياد الكربوني بحلول 2050.
يوضح الرسم البياني التالي -الذي أعدّته منصة الطاقة المتخصصة- مشروعات احتجاز الكربون وتخزينه في العالم حتى 2022:
وفي هذا الصدد، وافقت الحكومة على تقديم حوافز مالية بقيمة مليار دولار لصالح مشروعات تغويز الفحم في الهند التي يُعوّل عليها لخفض الانبعاثات.
تغويز الفحم هو عملية كيميائية تتضمن استخلاص الميثان من الفحم وتحويله إلى غاز مُصنّع مكوّن من مزيج أول أكسيد الكربون والهيدروجين وثاني أكسيد الكربون والغاز الطبيعي، إضافة إلى بخار الماء.
ومن خلال تقنية تغويز الفحم، يمكن إنتاج عدّة مواد؛ منها الوقود والميثانول والأمونيا واليوريا، وهو ما يساعد في تلبية الاحتياجات المحلية دون تحمل تكلفة الاستيراد؛ إذ تستورد الهند نصف احتياجاتها من الغاز، وأكثر من 90% من الميثانول، ونسبة تتراوح بين 13% و15% من الطلب على الأمونيا.
وتصل احتياطيات غاز الميثان (المكون الرئيس للغاز الطبيعي) المستخرج من الفحم في الهند إلى نحو 2600 مليار متر مكعب، وتشير تقديرات إلى أن استغلال 10% فقط منها يمكن توفير أكثر من ملياري دولار من فاتورة واردات الطاقة الباهظة.
موضوعات متعلقة..
- مشروعات تغويز الفحم في الهند تتلقى دعمًا حكوميًا بمليار دولار
- منافسة لشراء محطة كهرباء تعمل بالفحم في الهند
- دعوة رسمية لزيادة الاستثمار بمحطات الفحم في الهند
اقرأ أيضًا..
- حريق في مصفاة نفط روسية إثر هجوم بطائرة مسيرة (صور)
- الطاقة الشمسية العائمة في السدود المصرية.. دراسة تؤكد دورها بزيادة توليد الكهرباء
- أكثر البنوك المركزية شراءً للذهب في 2023.. 3 دول عربية بالقائمة
- وحدة أبحاث الطاقة: وقف مشروعات الغاز المسال الأميركية يؤذي أوروبا.. وهذا دور قطر والجزائر