فضيحة الديزل المغشوش تهز جنوب أفريقيا.. والحكومة تبدأ الملاحقة
إيمان محمود
تشهد جنوب أفريقيا حالة من الغضب بعد فضيحة مدوية كشفت عن انتشار الديزل المغشوش في عدد من محطات الوقود في البلاد، وسط مخاوف من عواقب الكارثة ومطالب بتشديد الرقابة.
وتورّطت في هذه الكارثة 70 محطة وقود، لتعلو الأصوات المطالبة بتشديد الرقابة على تجار التجزئة الذين يتخذون من غش الوقود حيلة، لتقليل التكاليف وخفض ضرائبهم، بحسب ما تابعته منصة الطاقة المتخصصة.
وحذّرت وزارة الموارد المعدنية والطاقة في جنوب أفريقيا من هذه الممارسات غير القانونية، مهددة بمعاقبة محطات الوقود التي تغش الديزل بالإغلاق والملاحقة القضائية.
بداية الأزمة
أعلنت الوزارة أن 70 محطة وقود من أصل 1000 محطة تبيع الديزل المغشوش، وهو عبارة عن خليط من الديزل وشمع النفط المعروف -أيضًا- باسم "البرافين المضيء".
وتعرفت الوزارة على المتورطين من خلال تحقيق أجرته، في المدة بين أبريل/نيسان وديسمبر/كانون الأول من العام الماضي 2023، عن طريق أخذ عينات الديزل من المحطات للكشف عن صلاحيته، بحسب إيه بي إيه نيوز (APA News).
وتتوزع محطات الوقود المتورطة على مختلف المحافظات، ما يثير مخاوف بشأن التأثير المحتمل في السيارات من مخاطر الديزل المغشوش، فضلًا عن المخاوف بانتشار هذه الممارسات في جميع أنحاء البلاد.
وبعد ظهور نتائج التحقيق، تواجه المحطات التي قُبض على أصحابها، الإغلاق والملاحقة القضائية.
إجراءات حكومية
في أعقاب الأزمة، قررت الحكومة مراقبة الشركات، خصوصًا بائعي التجزئة، الذين تورطوا في بيع الديزل المغشوش.
وحذر نائب مدير عام وزارة الموارد المعدنية والطاقة تسيليسو ماكيوبيلا، من خطورة الأمر، واصفًا بائعي الديزل المخلوط بالمُتربحين الذين يتهربون من رسوم حوادث الطرق وضرائب الوقود، بحسب بيزنس تك (Business Tech).
ومع وجود أكثر من 5 آلاف محطة وقود في البلاد، يخشى ماكيوبيلا أن يكون الغش "أكثر انتشارًا"، لكنه استبعد إمكان العثور على ديزل مغشوش في محطات الوقود الكبيرة المرتبطة بشركات النفط الكبرى، ناصحًا السائقين بالتوجّه إلى المحطات المعروفة.
وضمن الإجراءات التي اتخذتها الحكومة، جرى إبلاغ تجار التجزئة ممن وجدوا لديهم الديزل المغشوش بإعادة أموال الدولة المُستحقة، بالإضافة إلى تقديم مبررات تقنع الحكومة بعدم إغلاق أعمالهم.
دعم شعبي
تعبيراً عن تأييدها للإجراءات المتخذة للتحقيق في حالات الديزل المغشوش، أكدت رابطة تجار التجزئة للنفط (SAPRA) دعمها الكامل لجهود الحكومة في كشف غير الملتزمين بالضوابط، إذ أكد نائب رئيس الرابطة، ليبو رامولاهلواني، أهمية الامتثال للقوانين في منع استمرار هذه الممارسات الضارة.
ولفت رامولاهلواني إلى أن الرابطة أطلقت خطًا ساخنًا عام 2018، للإبلاغ عن التجارة والنقل غير القانوني، قائلًا إن هذه الخطوة كانت ناجحة للغاية، وأدت إلى فرض عقوبات وغرامات وإيقافات، بحسب (Business Tech).
وأكد التزام الرابطة بميثاق السلوك الصارم، قائلًا: "لن نتردد في التحقيق، وحال إثبات مخالفة سنتخذ إجراءات فورية.. المستهلكون يفقدون أموالًا بسبب أضرار المحركات، في حين أن الاقتصاد يفقد مليارات الإيرادات".
ورغم ذلك، اعترف رامولاهلواني بأن مسألة المراقبة ليست سهلة، مشيرًا إلى عدم وجود مفتشين كافين لدى كل من الوزارة والرابطة، بالإضافة إلى صعوبة كشف التلاعب بسبب خلط الوقود على مستوى المستودعات قبل أن يصل إلى محطات التعبئة والتغليف.
وحذّر المستهلكين في جنوب أفريقيا من شراء الديزل الرخيص في البلاد، داعيًا إياهم إلى أن يكونوا "شديدي الحذر"، لعدم الوقوع في فخ الديزل المغشوش.
موضوعات متعلقة..
- جنوب أفريقيا ترفع أسعار الوقود لشهر مارس بصورة حادة
- أسعار الوقود في جنوب أفريقيا تشتعل بسبب الحرب الروسية الأوكرانية
- جنوب أفريقيا تبشّر أصحاب السيارات: لا ضرائب إضافية على الوقود في 2022
اقرأ أيضًا..
- أوروبا تغض الطرف عن أزمة تغير المناخ لتمويل صفقات التسليح
- مشروعات تغويز الفحم في الهند تتلقى دعمًا حكوميًا بمليار دولار
- أسعار الوقود في السعودية.. أرامكو ترفع الديزل 53%