منوعاتتقارير منوعةرئيسية

دراسة تكشف عن أسرار جديدة بشأن انبعاثات الميثان في أكبر جزر العالم

محمد عبد السند

اقرأ في هذا المقال

  • انبعاثات الميثان العالمية ما زالت مرتفعة رغم التقدم في جهود إزالتها.
  • الميثان أقوى تأثيرًا بواقع 85% من غاز ثاني أكسيد الكربون.
  • استهلكت المناطق الجافة بالجزء الخالي من الثلوج في غريلاند أكثر من 65 ألف طن من الميثان سنويًا من الجو.
  • غاز الميثان يستمر في الغلاف الجوي لمدة 12 عامًا.
  • الميثان مسؤول عن قرابة 30% من الزيادة في متوسط درجات الحرارة منذ الثورة الصناعية.

يكثّف العلماء جهودهم للكشف عن التفاصيل الخاصة بانبعاثات الميثان؛ بما يساعد على تطوير تقنيات جديدة لإزالتها ومن ثم التخفيف من آثارها المدمّرة المتمثلة في ظاهرة الاحتباس الحراري.

وما زالت انبعاثات هذا الغاز الخطير مرتفعة رغم التقدم العالمي الملحوظ في التخلص منها، حتى في ظل كون تلك التقنية من بين أرخص الخيارات المتاحة لكبح انبعاثات غازات الدفيئة على المدى القريب، بحسب معلومات رصدتها منصة الطاقة المتخصصة.

ومن بين غازات الدفيئة يشتد تأثير الميثان بواقع 85 مرة، قياسًا بغاز ثاني أكسيد الكربون، وينطلق أكثر من نصف انبعاثاته من الأنشطة البشرية؛ إذ تستأثر فضلات الماشية وإنتاج الوقود الأحفوري بنصيب الأسد من تلك الانبعاثات.

أسرار جديدة

خلصت نتائج دراسة حديثة أجرتها جامعة كوبنهاغن الدنماركية إلى أن جزيرة غرينلاند تمتص كميات من غاز الميثان بدرجة أكبر مما تُطلقه من ذلك الغاز المدمّر للنظام البيئي، وفق بيان رسمي منشور على الموقع الرسمي للجامعة في 31 يناير/كانون الثاني (2024).

وغرينلاند هي أكبر جزيرة في العالم، وهي دولة تتمتع بالحكم الذاتي ضمن مملكة الدنمارك، وتقع بين المحيطين المتجمّد الشمالي والأطلسي.

وأضاف البيان: "في المتوسط ومنذ عام 2000، امتصت المناطق الجافة في الجزء الخالي من الثلوج في غرينلاند ما يزيد على 65 ألف طن من الميثان سنويًا من الغلاف الجوي، في حين أطلقت المناطق الرطبة في الجزيرة 9 آلاف طن من هذا الغاز سنويًا".

نتائج مناخية مبشرة

تُعَد نتائج الدراسة مبشرة للغاية؛ نظرًا إلى أن انبعاثات الميثان -الذي يُعد ثاني أكبر مساهم في ظاهرة الاحترار العالمي بعد غاز ثاني أكسيد الكربون- تُلحِق أضرارًا جسيمة بالبيئة.

ووفق تقديرات الأمم المتحدة؛ فإن الميثان مسؤول عن قرابة 30% من الزيادة في متوسط درجات الحرارة منذ الثورة الصناعية؛ ما يعني أن تقليص انبعاثاته سيكون فاعلًا جدًا في الحدّ من ظاهرة الاحترار العالمي وتعزيز جودة الهواء على المدى القريب.

وقال الخبير الجيولوجي الذي قاد الدراسة بو إلبرلينغ، إن ظاهرة انبعاثات الميثان في غرينلاند "تُعزى -جزئيًا- إلى المناطق الطبيعية الجافة المنتشرة في الجزيرة؛ حيث يُمتَص الميثان من الغلاف الجوي في الطبقات العليا من التربة".

وعزى إلبرلينغ هذا كذلك إلى حقيقة مؤداها أن الأجزاء الخالية من الجليد في غرينلاند لم تكن هكذا إلا منذ العصر الجليدي الأخير؛ ما يعني أنها لم تخزن الكثير من غاز ثاني الكربون؛ ما قد يؤدي إلى انبعاثات ضخمة من الميثان، على غرار ما يمكن قياسه في أماكن أخرى من القطب الشمالي".

الخبير الجيولوجي الذي قاد الدراسة بو إلبرلينغ، يأخذ عيّنات من تربة غرينلاند لدراستها
الخبير الجيولوجي الذي قاد الدراسة بو إلبرلينغ، يأخذ عيّنات من تربة غرينلاند لدراستها - الصورة من الموقع الرسمي لجامعة كوبنهاغن

دور الكائنات الدقيقة

من الممكن امتصاص انبعاثات الميثان بفضل "مجموعة فريدة من الكائنات الحية الدقيقة" التي تعيش في الطبقات العليا من تربة القطب الشمالي.

وفي هذا الصدد قال بيان الجامعة: "تستعمل تلك الكائنات الحية الدقيقة غاز الميثان الذي لديه القدرة على اختراق التربة من الغلاف الجوي، وتحوله إلى ثاني أكسيد الكربون".

وتوضّح الباحثة والمؤلفة الأولى للبحث لودوفيكا دي إمبيريو: "تسلط دراستنا -كذلك- الضوء على الظروف الحاسمة والمناخ الضروري لامتصاص غاز الميثان في غرينلاند، وبناءً على نموذجنا الإحصائي، بمقدورنا استنتاج حقيقة مؤداها أن هذا يتوقف على وجود الكائنات الحية الدقيقة المناسبة وحموضة التربة والنحاس، وتلك المعلومة القيّمة لم نكن متأكدين منها في السابق".

وبوجه عام، تسهم غرينلاند في امتصاص انبعاثات الميثان بنسبة ضئيلة في ظل الظروف الراهنة، والذي من المرجح أن يزيد مع تغير مناخ الإقليم في المستقبل، وفق تقرير طالعته منصة الطاقة المتخصصة.

وعلى الرغم من أن ثاني أكسيد الكربون يُصنف من غازات الدفيئة؛ فإن تأثيره "أقل قوة بكثير من غاز الميثان؛ ما يجعل تحويل الميثان إلى ثاني أكسيد الكربون خبرًا مناخيًا جيدًا"، وفق ما ورد في بيان جامعة كوبنهاغن.

المنطقة الخالية من الثلوج في غرينلاند
المنطقة الخالية من الثلوج في غرينلاند - الصورة من الموقع الرسمي لجامعة كوبنهاغن

غرينلاند غير مؤثرة عالميًا

توصّل الباحثون إلى نتيجة مهمة مفادها أن غرينلاند لن "تؤثر في كمية الميثان الإجمالية الموجودة بالغلاف الجوي عالميًا، كما لم تَثبُت أهمية الجزيرة بالنسبة لانبعاثات الميثان في القطب الشمالي".

وقال البيان: "إن استهلاك هذا الغاز في غرينلاند صغير للغاية قياسًا بمصادر الميثان المعروفة الأخرى، سواء في القطب الشمالي أو على مستوى العالم"، في إشارة إلى أماكن مثل سيبيريا.

وتقع غالبية الأراضي الرطبة في القطب الشمالي؛ ومن ثَم المصدر الطبيعي الأكبر لغاز الميثان، في سيبيريا. وحتى اندلاع الحرب بين روسيا وأوكرانيا في 24 فبراير/شباط (2022)، أجرى الباحثون الدنماركيون دراسات في هذا الإقليم إلى جانب نظرائهم من ألمانيا وهولندا.

يُشار إلى أن انبعاثات الميثان تظل عالقة في الغلاف الجوي لمدة 12 عامًا، مقارنة بقرون عديدة بالنسبة لغاز ثاني أكسيد الكربون، غير أن تأثير الأول في ظاهرة الاحتباس الحراري يزيد بواقع 25 مرة على تأثير ثاني أكسيد الكربون.

وفي القطب الشمالي، يجري إطلاق غاز الميثان في الغلاف الجوي نتيجة لذوبان التربة الصقيعية، بحسب معلومات رصدتها منصة الطاقة المتخصصة.

ويشير الباحثون إلى أن الدراسة الحديثة لا تغير حقيقة أن انبعاثات غازات الدفيئة الناتجة عن الأنشطة البشرية يتعين أن تواصل الانخفاض، غير أن الدراسة تسهم بتفاصيل مختلفة دقيقة لم "يسبقنا إليها أحد" في انبعاثات الميثان الطبيعي في غرينلاند.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق